الأزمة الإيرانية الأميركية.. خيارات الحرب وفرص السلام
ويشغل خيار الحرب واحتمالات التصعيد العسكري النقاش، خاصة بعد وقوع حوادث الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان الأسبوع الماضي وميناء الفجيرة قبل ذلك، مع استمرار إلقاء كبار المسؤولين الأميركيين بالمسؤولية المباشرة على إيران.
وجاء إعلان الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن احتياطات اليورانيوم المخصب لدى إيران ستتجاوز الحدود التي ينص عليها الاتفاق النووي بعد عشرة أيام -أي بحلول 27 يونيو/حزيران الجاري- لتضيف المزيد من التوتر على نقاشات واشنطن حول المرحلة القادمة في النزاع مع إيران.
وأكد باتريك شاناهان القائم بمهام وزير الدفاع بالإنابة على مسؤولية طهران عن الهجمات وذلك خلال زيارته لبروكسل عقب وقوع الهجمات، وذكر أن ذلك يُحمل الجماعة الدولية والولايات المتحدة مسؤولية بناء إجماع دولي لمعالجة أزمة الملاحة في الخليج، مؤكدا بوضوح أن بلاده تعول على "الدبلوماسية كوسيلة لخفض التوتر".
ويرتبط بحديث التصعيد نقطتان هامتان تحددان أطر النقاش خاصة مع وضوحهما، أولاهما أنه لا يوجد من لا يدرك حجم وقوة الآلة العسكرية الأميركية التي تمتلك الجيش الأقوى في العالم بلا منافس. وترتبط هذه النقطة بإدراك قادة إيران لحجم القوة الأميركية.
أما النقطة الثانية فترتبط بأنه لا يمكن استبعاد لجوء الرئيس ترامب إلى الخيار العسكري إذا ما تم استفزازه بصورة جادة، و"حتى الآن لم ينتج عن هجمات إيران سقوط أي ضحايا، ولم ينتج عن الهجمات كذلك غرق أي ناقلة نفط، ولم ينتج عن الهجمات إغلاق مضيف هرمز" كما يقول الخبير جويل ماثيس في مقال له.
من ناحية أخرى خرجت أصوات تدعو مباشرة إلى القيام بعمليات عسكرية ضد إيران، وعبر الكاتب المحافظ بصحيفة "نيويورك تايمز" بريت ستيفنز عن ضرورة اهتداء واشنطن بما جرى عام 1988 عندما هاجمت إيران سفينة حربية أميركية ونتج عنها إصابة عشرة أميركيين، وبعد أربعة أيام دمرت البحرية الأميركية نصف الأسطول الإيراني خلال ساعات، وعلى إيران إدراك أن الأميركيين يستطيعون فعل ذلك مرة ثانية.
ودعا السيناتور البارز من ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام الرئيس ترامب بصورة مباشرة إلى إغراق حاملات النفط الإيرانية وتدمير مصافي تكرير النفط والغاز الإيرانيين كرسالة واضحة لطهران بضرورة عدم التعرض لخطوط الملاحة في الخليج.
وخلال لقاء تلفزيوني له يوم الأحد، أكد السيناتور كوتون لبرنامج "واجه الأمة" أن الرئيس ترامب يملك حق اتخاذ قرار بتوجيه ضربات عسكرية دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس المسبقة. ومن شأن هجمات عسكرية على طهران أن تبعث برسالة واضحة مفادها أن "الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي هجمات على حاملات النفط في المياه الدولية".
غير أن وجود دائرة مؤثرة من الخبراء المتشددين حول الرئيس الأميركي يترك المجال دائما مفتوحا على إمكانية تغيير ترامب لموقفه المتذبذب، خاصة إذا تأكد شن طهران بالهجمات أو وقوع هجمات إضافية.