فيسك: أدلة ترامب على دور إيراني بكارثة ناقلتي النفط لا تخلو من مراوغة

يقول الكاتب روبرت فيسك إنه لا أحد من المعنيين يعتبر بريئا فيما يتعلق بكارثة ناقلات النفط في خليج عُمان، لكن "الأدلة" التي تنشرها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء دور إيران بالكارثة لا تخلو من "مراوغة وتحايل" في أحسن الأحوال.

ويضيف الكاتب في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية، إنه في العالم الواقعي يجب أن يكون هناك تحالف عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، لكن واشنطن لا تتحرك في أي مدار معروف منذ انسحابها من اتفاق النووي العام الماضي.

ويقول إنه مهما كانت الأدلة التي يقدمها الرئيس ترامب الغريب الأطوار هو وطاقمه لإثبات أن الإيرانيين يحاولون تفجير ناقلات النفط في الخليج، فإن صور الكارثة يشوبها ما يشوبها، موضحا أنه سبق أن تم تعديل الصور المتعلقة بمراسم تنصيب ترامب في2017 من أجل "إثبات" وجود عدد أكبر من المؤيدين أكثر من الذين حضروا بالفعل.

ويضيف أن إدارة ترامب تتوق إلى إثبات أن الإيرانيين يهاجمون ناقلات النفط، وأنها نشرت تسجيلا مصورا قبل أيام لجنود إيرانيين يقومون بالفعل بإزالة لغم لم ينفجر كان ملصقا بجسم سفينة يابانية.

لغم إيراني
ويستدرك فيسك بالقول إن عدم انفجار اللغم يثبت أن هؤلاء الإيرانيين المزعجين لا يحسنون حتى تفجير أهدافهم بشكل احترافي، وإنهم لذلك يعودون لاحقا لاسترداد لغم ربما لأنه كان مكتوبا عليه "صنع في إيران".

ويقول إن أفراد طاقم إحدى الناقلات يعتقدون أنهم هوجموا بالذخيرة المحمولة جوا، بينما الألغام لا تطير، وإن طاقم ناقلة أخرى يعتقدون أنهم تعرضوا للقصف من طوربيد.

ويضيف الكاتب أنه بناء على ذلك، فإن واشنطن تقوم الآن "ببناء إجماع" بين حلفائها بشأن الرد "الحاسم" الذي تطالب به السعودية ترامب ضد إيران، انتقاما لهذه الهجمات والهجمات غير المميتة السابقة قبالة الإمارات.

ويشكك فيسك في أن الإيرانيين الآن يريدون العودة إلى حيل الألغام القديمة في الخليج، والتي كانت تمارس لأول مرة في 1988 على الناقلات العملاقة التي كانت البحرية الأميركية ترافقها إلى الكويت في نهاية الحرب العراقية الإيرانية.

السعودية وإيران
ويشير الكاتب إلى الصراع السعودي الإيراني، ويقول إنه عندما تؤدي الذخائر الأميركية التي تلقيها السعودية والإمارات إلى تفجير المدارس والمستشفيات وحفلات الزفاف التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، فلماذا يكون غريبا استخدام الحوثيين الذخيرة الإيرانية لمحاولة تفجير المطارات السعودية؟

ويشير الكاتب إلى دعم ترامب للدكتاتوريين وقاطعي الرؤوس العرب الشريرين في الشرق الأوسط، ويقول إن الإيرانيين أيضا ليسوا أبرياء.

ويقول فيسك إن إيران إذا حاولت إغلاق مضيق هرمز، فيمكن لأميركا أن ترد باتخاذ إجراء بالاشتراك مع الإجماع الذي يناديه به السعوديون.

ويستدرك بالقول: لماذا يجب على إيران أن تقاتل الأميركيين الذين أضعفوا أعدائها الرئيسيين بعد الثورة، ممثلين في حركة طالبان والرئيس العراقي الراحل صدام حسين ثم تنظيم الدولة الإسلامية؟

ويقول إنه إذا كان أحد يرغب في فهم سياسة ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون تجاه الشرق الأوسط، فعليه القيام بزيارة إلى أحد مستشفيات الأمراض العقلية.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة