حميدتي: قوتي من الشعب السوداني وليست من الدعم السريع

محمد حمدان حميدتي

وفي كلمة ألقاها اليوم الأحد أمام زعامات محلية، شدد محمد حمدان دقلو (حميدتي) على أنه لا يستقوي بقوات الدعم السريع التي يقودها، وإنما يستمد نفوذه من الشعب السوداني.

وسبق لحميدتي أن قال إن المجلس العسكري يملك تفويضا شعبيا يخوله تشكيل حكومة تكنوقراط، فيما ترفض قوى الحرية والتغييرات هذه المزاعم وتتمسك بضورة تسليم السلطة للمدنيين.

ويتهم حميدتي بالاستقواء بقوات الدعم السريع التي تسيطر على الخرطوم، مما يمكنه من فرض نفوذه على كبار الجنرالات بالجيش السوداني.

وفي سياق متصل، أقسم حميدتي على القصاص ممن تورطوا في فض الاعتصام حتى لو ثبت أنهم من المجلس العسكري، وقال إن العدالة ستأخذ مجراها "حتى نوصلهم لحبل المشنقة".

وأضاف أن فض الاعتصام فخ نصب لقوات الدعم السريع التي يقودها من أجل تشويهها.

وأكد أن المجلس لا يطمع في السلطة ولا يخاف إلا من فوضى تعصف بالسودان. وطالب الزعامات المحلية والنخب العلمية والثقافية والأحزاب العريقة بتحمل مسؤولياتها تجاه البلد والمشاركة في نقاش يهدف لتجاوز المرحلة الراهنة.

وقال "جاهزون لتسليم مجلس الوزراء اليوم قبل الغد ولسنا ضد حزب ولا إنسان". وتعهد بضمان "انتخابات حرة ونزيهة.. ولا نمانع في مراقبة دولية أو أفريقية أو محلية، والمهم يحصل التراضي".

وطالب الحاضرين بتشكيل لجان من الولايات وإشراكها في التفاوض حول المسار الانتقالي.

كلام الباطل
من جانبها، قالت القيادية في قوى الحرية والتغيير تيسير النوراني إن حديث نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي "حق أريد به باطل، وذر للرماد في العيون، لأن الوضع غير المستقر لا يسمح بإجراء الانتخابات".

كما قالت في لقاء سابق مع الجزيرة إن المجلس العسكري لا يتمتع بالشرعية التي تسمح له بإجراء انتخابات، ورأت أن حميدتي أصبح يتصرف وكأنه رئيس الدولة.

أما عضو وفد التفاوض عن قوى الحرية والتغيير مدني عباس مدني فطالب المجلس العسكري بأن يتعظ من التجارب التي سبقته، "ومن الاستحالة أن يكسر إرادة الشعب".

وشدد مدني على أن قوى الحرية والتغيير لن تتراجع عن الاتفاقات السابقة مع المجلس العسكري.

أبو الغيط في الخرطوم
وقد التقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط برئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأطلعه على رؤية الجامعة بشأن الوضع في السودان.

وعبر أبو الغيط عن أمله في اعتماد المنهج الذي يحقق مدنية الدولة ويؤمّن حكما مدنيا مستقرا مقبولا من كافة القوى السودانية.

وأضاف أبو الغيط أنه لن يكشف عن مزيد من المعلومات إلا بعد لقائه قوى الحرية والتغيير وكافة مكونات القوى الثورية في السودان.

وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الخلاف بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري عقب فض الاعتصام، مما أدى إلى سقوط أزيد من مئة قتيل ومئات الجرحى.

وفي وقت سابق، كشفت لجنة تحقيق تابعة للمجلس العسكري عن تورُط عدد من الضباط بِرُتب مختلفة في فض الاعتصام، وأكدت ثبوت مسؤوليتهم عن الأحداث.

وقالت اللجنة إنهم لم يكونوا ضمن القوة المُكلفة بتنفيذ خطة تنظيف منطقة "كولمبيا"، ونبهت إلى دخولهم لميدان الاعتصام دون تعليمات من الجهات المُختصة.

المصدر : الجزيرة