واشنطن ليست على قلب رجل واحد في اتهام إيران بهجمات خليج عمان

BERLIN, GERMANY - MAY 31: U.S. Secretary of State Mike Pompeo and German Foreign Minister Heiko Maas (not pictured) speak to the media following talks on May 31, 2019 in Berlin, Germany. Pompeo also met with German Chancellor Angela Merkel later in the day. (Photo by Sean Gallup/Getty Images)
بومبيو سارع أمس الخميس إلى اتهام إيران بالوقوف خلف هجمات خليج عمان (غيتي)

محمد المنشاوي-واشنطن

تفاوتت الآراء في واشنطن تجاه احتمال مسؤولية إيران عن هجمات خليج عمان ضد ناقلتي نفط أمس الخميس، فبعدما اتهم وزير الخارجية مايك بومبيو إيران بالمسؤولية صعدت إدارة الرئيس دونالد ترامب انتقاداتها لطهران، في حين شكك مسؤولون سابقون وخبراء في تلك الاتهامات.

وبعد اتهامات بومبيو لإيران، أشار ترامب في تغريدة إلى أن بلاده وإيران غير مستعدتين لاتفاق، وأنه من المبكر حتى مجرد التفكير باتفاق.

وعرضت القيادة الوسطى الأميركية شريطا مسجلا قالت إنه يظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتي النفط التي تمت مهاجمتها.

وعقب الحادث سارعت وزارة الدفاع (بنتاغون) إلى عقد اجتماع على مستوى القيادة الوسطى ورئاسة الأركان المشتركة لبحث آخر الأوضاع، كما ذكرت تقارير إخبارية أن الاجتماع ركز على مراجعة خطط الطوارئ.

وغرد القائم بمهام وزير الدافع باتريك شاناهان قائلا "إن هجمات إيران المتكررة تشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين وهجوما على حرية الملاحة".

كما كشف مسؤول في البنتاغون أن قادة الجيش "قلقون من تكرار إيران هجمات مماثلة وأكثر خطورة"، وذلك بناء على تقارير استخباراتية تشير إلى احتمال حصول ذلك، وفقا لمحطة "سي بي أس".

انقسام بواشنطن
ولم تجمع واشنطن على اتهام طهران بالحادثة، الأمر الذي أرجعه كولين كال مسؤول السياسة الخارجية في حملة المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن إلى فشل سياسة ترامب الداعية للضغط بكل الوسائل على إيران.

ورأت الباحثة في المعهد الأطلسي باربرا سلافين في تغريدة لها أن نتيجة سياسات ترامب هي ارتفاع متواصل في أسعار النفط بعكس ما كان يأمل فيه.

وعبر المسؤول السابق في وزارة الخارجية آرون ديفد ميللر في تغريدة عن الشكوك بشأن اتهام إيران قائلا "لماذا تريد إيران أن تهاجم ناقلة يابانية أثناء وجود رئيس وزرائها شينزو آبي في طهران؟ هل تريد أن تفشل مساعيه للوساطة أو أنها تسعى لإظهار أهمية هذه الوساطة؟".

وانتقد بن رودس مستشار الرئيس السابق باراك أوباما "تسرع" بومبيو باتهام إيران، وقال "بلا شك هذا النوع من الهجمات يستدعي تحقيقا دوليا لمعرفة تفاصيل ما جرى بدلا من التصعيد".

وعلى العكس، كرر حلفاء ترامب الاتهامات لطهران، فرأى الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبوفيتز أن مهاجمة الناقلة اليابانية أثناء سعي رئيس الوزراء الياباني للوساطة تعكس بوضوح موقف النظام الإيراني الذي تبنى نهج نظام كوريا الشمالية في العدوانية الشديدة والتصعيد الخطير، حسب قوله.

كما قال الباحث في معهد "هادسون" مايكل بريجنت في تغريدة "بعدما نجحت طهران في تنفيذ هجمات في خليج عمان يصبح الحرس الثوري الإيراني هدفا مشروعا".

واعتبر الباحث أن دعوة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للحوار الإقليمي بمثابة "تهديد بالاستمرار في القيام بالمزيد من الهجمات، وهو ما يشير إلى عزلة طهران ويأسها".

المصدر : الجزيرة