حسام سيف.. سوداني تظاهر ببغداد وقتل في اعتصام الخرطوم

حسام سيف حمل افكاره من بغداد وقتل في تظاهرات الخرطوم
حسام اضطر لترك بغداد عام 2013 لعدم امتلاكه جنسية عراقية أو إقامة رسمية (مواقع التواصل)

عمار الصالح-البصرة

رحل بحلمه من بغداد إلى الخرطوم في مسيرة البحث عن وطن يؤويه وسلطات تحمي ما يحمل من أفكار وطموحات في دولة مدنية لا تصادر فيها حقوقه.. ذلك هو الشاب حسام سيف اليزن الذي ولد ونشأ في بغداد وقتل أثناء مشاركته في مظاهرات الخرطوم.

ولد حسام عام 1996 من أم عراقية وأب سوداني، ونشأ وترعرع مع عائلته في بغداد.. أبوه وأمه توفيا قبل سنوات، وبقي هو وأخوه الأصغر أمجد برعاية أختهم "غير الشقيقة" علياء العلي في العراق.

أطلق عليه أصدقاؤه العراقيون لقب حسام السوداني الذي تقاسم معهم واقع الحياة وشاركهم في مظاهراتهم واعتصاماتهم المدنية التي احتضنتها ساحة التحرير وسط بغداد.

لم تتوافر لحسام فرصة إكمال التعليم، ورغم ذلك نضجت أفكاره وتبلورت أهدافه نحو الدولة المدنية التي رأى فيها وسيلة يتحرر بها الإنسان وشخصيته من القيود، كما يذكر أحمد فراس أحد أصدقائه المقربين.

‪لم تتوافر لحسام فرصة إكمال التعليم لكن أفكاره نضجت وتبلورت أهدافه نحو الدولة المدنية‬ لم تتوافر لحسام فرصة إكمال التعليم لكن أفكاره نضجت وتبلورت أهدافه نحو الدولة المدنية (مواقع التواصل)
‪لم تتوافر لحسام فرصة إكمال التعليم لكن أفكاره نضجت وتبلورت أهدافه نحو الدولة المدنية‬ لم تتوافر لحسام فرصة إكمال التعليم لكن أفكاره نضجت وتبلورت أهدافه نحو الدولة المدنية (مواقع التواصل)

من بغداد إلى الخرطوم
وأضاف فراس في حديث للجزيرة نت "كان حسام يخرج معنا في أغلب المظاهرات المنددة بفساد المسؤولين والمطالبة بتحسين أوضاع الناس في العراق حتى خروجه من البلد".

ويعتقد أن حسام وجد نفس الأوضاع والظروف في السودان، وهو ما دفعه إلى الانخراط في الاحتجاجات الشعبية ضد المجلس العسكري الحاكم هناك.

واضطر حسام إلى مغادرة بغداد قسرا عام 2013 بعد تسفيره من قبل السلطات العراقية إلى السودان لعدم امتلاكه جنسية عراقية أو إقامة رسمية بعد وفاة والدته.

وفي السودان الذي وصله مع شقيقه الأصغر، عانى من ظروف معيشية صعبة ولم تتهيأ له فرصة عمل مناسبة كما تذكر أخته غير الشقيقة علياء التي كانت على تواصل دائم معهما.

تقول علياء "دائما ما كان يحدثني عن الفقر والظلم الذي كان الناس يعانون منه في السودان، وعندما انطلقت المظاهرات هناك انخرط فيها منذ بدايتها، وكان يحمل نفس الأفكار التي حملها خلال مشاركته في مظاهرات بغداد".

درة قمبو قالت إن المجلس العسكري السوداني فض اعتصام الخرطوم بالقوة المميتة(مواقع التواصل)
درة قمبو قالت إن المجلس العسكري السوداني فض اعتصام الخرطوم بالقوة المميتة(مواقع التواصل)

رحلة بلا عودة
انقطعت أخبار حسام عن ذويه وأصدقائه في بغداد بعد تأزم الأوضاع في السودان وتوقف خدمة الإنترنت، حتى وصلهم خبر مقتله أثناء فض قوات أمنية سودانية اعتصام الخرطوم يوم 3 يونيو/حزيران الجاري، مما أدى إلى مقتل عشرات المعتصمين وكان حسام أحدهم.

تقول الصحفية السودانية درة قمبو إن "المجلس العسكري السوداني فض اعتصام آلاف السودانيين في صبيحة ذلك اليوم مستخدما القوة المميتة من رصاص حي وضرب المصابين بالعصي والسياط حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة"، مرجحة أن عدد القتلى والمصابين في هذه الحادثة "تجاوز المئات، لكن لم يتم الإعلان عنهم". 

ويرى الناشط المدني في البصرة علاء فاضل أن الحراك المدني في العراق كان له تأثيره في المحيط العربي، كما تأثر بالنشاط المدني في الدول العربية.

وذكر فاضل أن "التجربة العراقية لا تختلف كثيرا عما يحيط بها من تجارب الدول الأخرى، لكن الحراك المدني في العراق انطلق قبل أن تشهد الدول العربية أي تحرك شعبي في هذا الجانب".

ويعتقد أن توافر وسائل التواصل الاجتماعي سهل عملية انتقال النشاط المدني الجماهيري بين الدول العربية التي تعاني من وجود حكومات فاسدة أو دكتاتورية.

المصدر : الجزيرة