المهدي يدعو السودانيين لموكب "الانتفاضة" وينصح البشير بالاستقالة

حرّض الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار السودانيين على المشاركة في موكب "انتفاضة 6 أبريل" صوب قيادة الجيش يوم السبت، ونصح الرئيس عمر البشير بالاستقالة.

وناشد المهدي -في خطبة الجمعة بمسجد الهجرة في ود نوباوي بأم درمان- القوات المسلحة السودانية أن تحافظ على قوميتها وألا تبطش بمواطنين عزل يطالبون بحقوق يكفلها الدستور، وحث الأسرة الدولية للمطالبة بعدم البطش بالمحتجين.

وحددت قوى إعلان الحرية والتغيير الذي يضم تجمع المهنيين السودانيين وحلفاءه من أحزاب المعارضة موكبا للمطالبة بتنحي البشير في ذكرى انتفاضة السادس من أبريل/نيسان 1985 التي أطاحت بالرئيس الأسبق المشير جعفر نميري.

وقال المهدي "من هذا المنبر أدعو الجميع لتلبية النداء الوطني، وأرجوهم أن يلتزموا بالسلمية، وألا يستجيبوا لأية استفزازات، فالحلم الصامد أقوى من السلاح. احتشدوا وارفعوا راياتكم وشعاراتكم سلميا، اضربوا مثلا".

مناصحة
ونصح الرئيس البشير أن يقرر إطلاق سراح كافة المعتقلين ويرفع حالة الطوارئ، إلى جانب أن يقرر بمحض الاستقالة من رئاسة الجمهورية وحل المؤسسات الدستورية التي وصفها بـ"المضروبة".

واقترح عليه أن يدعو 25 شخصا لترشيحهم من أجل تكوين جمعية تأسيسية لإقامة النظام الجديد المنشود، قائلا له "أنت تعلم أن هناك عوامل منعتك وتمنعك من ممارسة كافة صلاحيات الرئاسة، وتعرض السودان بالتالي لعقبات. وستكون لك محمدة وطنية".

وكشف المهدي عن تنسيقية واسعة لتكوين جبهة عريضة تواصل الحراك السلمي تضم عناصر منشقة عن المؤتمر الوطني الحاكم وقوى الحرية والتغيير التي تشمل نداء السودان وتجمع المهنيين وتحالف الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي المعارض وقوى مدنية وشبابية.

وتظاهر مصلون في مسجد الأنصار بود نوباوي في أم درمان بعد خطاب الصادق المهدي. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المدمع بكثافة داخل وخارج المسجد.

كما نظمت لجان المقاومة في أحياء المنارة وود البخيت النهضة المطلة على شارع الوادي في أم درمان احتجاجات بعد صلاة الجمعة رافعين علم السودان وهاتفين بشعارات الحرية والسلام والعدالة.

أهل الهامش
من جهته، حث جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور السودانيين وخاصة من سماهم أهل الهامش على المشاركة بفاعلية في مواكب السبت.

وقال في تسجيل صوتي بثه الجمعة إنه لا بد من استغلال ذكرى انتفاضة أبريل لإنجاح "الثورة" ضد النظام الحالي، مؤكدا ضرورة التمسك بسلمية الاحتجاج لأنها تربك النظام -بحسب تعبيره- وشدد على ضرورة أن تكون المواكب حاشدة.

وأشار جبريل إلى أن مشاركة "أهل الهامش" في العاصمة ضعيفة، ودعاهم إلى المشاركة بقوة في موكب السادس من أبريل حتى يكونوا في صدارة الثورة ولا يكونوا من المتفرجين وتفرض أجندة الآخرين عليهم بعد نجاح الثورة.

مواكب السبت
وأعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير عن مواكب السادس من أبريل في 15 مدينة في 12 ولاية باسم "السودان الوطن الواحد" في تمام الساعة الواحدة من ظهر السبت.

وقال بيان صادر عن تجمع المهنيين، الجمعة، إن المواكب تخرج لتسليم مذكرة رحيل النظام إلى القيادات والحاميات والوحدات العسكرية على حسب الأقاليم، على أن تحدد قيادات قوى الحرية والتغيير في الأقاليم نقاط التجمع والمسارات.

وطبقا للبيان فإن المواكب ستكون في الخرطوم وكوستي وربك بولاية النيل الأبيض، والأبيض عاصمة شمال كردفان، وزالنجي عاصمة وسط دارفور، وسنار وسنجة بولاية سنار، وود مدني والمناقل بولاية الجزيرة، والفاشر عاصمة شمال دارفور، وعطبرة بولاية نهر النيل.

كما شملت المدن القضارف عاصمة ولاية القضارف، والجنينة عاصمة غرب دارفور، ومدينة كسلا بولاية كسلا وبورتسودان عاصمة الأحمر.

خطاب البشير
من ناحية أخرى، أكدت الرئاسة السودانية الجمعة أن الرئيس البشير لن يوجه خطابا للأمة السودانية مساء الجمعة بعد أن أعلن ذلك يوم الخميس.

وقال وزير شؤون رئاسة الجمهورية فضل عبد الله لوكالة السودان للأنباء إن رئيس الجمهورية سيلتقي مساء الجمعة نائبيه ومساعديه والهيئة التنسيقية العليا للحوار الوطني والقوي المجتمعية وقادة الإعلام.

وتابع "رئيس الجمهورية لن يوجه خطابا للأمة السودانية خلال اللقاء الذي يعتبر لقاء تفاكريا في إطار المشاورات التي يجريها الرئيس حول متطلبات المرحلة".