عبر منصات التواصل.. نجوم في ثورة السودان

كمبو لناشطين بالثورة السودانية على مواقع التواصل عثمان ذو النون محمد البوشي أحمد الضي هشام محمد علي ود قلبا
ذو النون والبوشي وأحمد الضي وهشام علي (مواقع التواصل)

 

محمد طه البشير

 
خلال أربعة أشهر من الاحتجاجات على نظام الرئيس عمر البشير، برز ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي كان لهم دور فاعل ومؤثر في توجيه بوصلة الثورة والوصول بها إلى غاياتها، مستفيدين من انتشارها الواسع وعدم خضوعها للرقابة وسقف الحرية الذي تتمتع به.
 
من هؤلاء من تجشم مخاطر الخروج وحده وهو يدعو الناس عبر الفيسبوك للخروج إلى الشارع والتعبير عن مطالبهم في الحرية والعدالة.

أحمد الضي بشارة
اشتهر بالبث المباشر من الشارع ومن صفوف الخبز والبنزين والغاز، داعيا إلى إسقاط النظام، في وقت كانت فيه القبضة الأمنية قوية جدا.

واعتقل يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2018 بعد يومين من اندلاع المظاهرات، وأفرج عنه في 27 مارس/آذار 2019.

يعمل معلقا رياضيا ومن أبرز النشطاء على مواقع التواصل، حمل لواء الثورة في أيام عصيبة وكان موكبا وحده، وقال عنه الناشط ذو النون عثمان يوم الإفراج عنه، "مجنون الثورة.. وعاشق الحرية بنفخر بك ونفرح بك ونخجل منك".

مصعب الضي بشارة
وهو شقيق أحمد، درس في جامعة الخرطوم، ومقيم في لندن، نشط بصورة كبيرة للحشد للثورة وكان يحظى بمتابعة كبيرة على فيسبوك.

ينشط حاليا في تقديم بث مباشر من موقع الاعتصام، مظهرا قدرات في التغطية واستطلاع الآراء، وهو يدعو لعدم فك الاعتصام إلا بعد تحقيق مطالب الثورة.
ويرى أن اهتمام الشباب يجب ينصبّ على بلورة رؤاهم المستقبلية، و"لن تستطيع أي قوة في العالم أن ترد الشعوب عن نيل المطالب".

محمد البوشي
اشتهر بتوجيه انتقادات لاذعة لنظام عمر البشير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقل لمصر طلبا لحماية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لكنه اختفى هناك في أكتوبر/تشرين الأول 2018، حيث سلّمته السلطات المصرية للسودان.

وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني اتهمته السلطات السودانية بالتجسس وإثارة الحرب ضد الدولة، وهي تهم تصل عقوبتها للإعدام، وظل في السجن حتى الإفراج عنه في 15 أبريل/نيسان بعد سقوط النظام.

وقبل سفره إلى القاهرة احتجز البوشي في الخرطوم لعدة أسابيع بسبب بعد خطاب انتقد فيه مساعد البشير السابق ونائبه لشؤون الحزب دكتور نافع علي نافع، وفي أواخر 2013 احتجز لعدة أشهر بعد انتقاده قمع الحكومة للمظاهرات التي خرجت في ذلك الوقت، وتعرض للضرب واحتُجز في ظروف سيئة في المرتين، بحسب حقوقيين.

هشام محمد علي (ود قلبا)
أنشأ صفحة على فيسبوك تحمل اسم (محمد أحمد ود قلبا) تم تهكيرها فيما بعد، وبدأ يكشف فيها ملفات فساد قال إنها تعود للنظام السابق ورموزه.
ولد في أم درمان وعقب تخرجه في الجامعة عمل بالمجال التجاري والإداري، ثم أنشأ عملا تجاريا خاصا به داخل السودان وخارجه.

اعتقل في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وأودع في المعتقل السياسي هناك حتى ترحيله وتسليمه لقوات الأمن السودانية في أواخر مايو/أيار 2018، كما تقول أسرته.

وظل في المعتقل إلى أن أفرج عنه في 15 أبريل/نيسان بعد الإطاحة بالنظام. ومنذ الإفراج عنه حرص على بث لقاءات مباشرة من ساحة الاعتصام تدعو لمواصلة الحراك حتى تحقيق مطالب الثورة.

عثمان ذو النون
محامي ومستشار قانوني تخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة وادي النيل، اشتهر بظهوره الكثيف عبر فيسبوك منذ بدء الاحتجاجات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

لعب دورا فاعلا للحشد للثورة وتوعية المواطنين بحقوقهم بأداء قوي ولغة بسيطة، ووصلت متابعته من 12 ألف مشاهِد.

وشارك في الثورة منذ بدايتها، ثم سافر إلى ماليزيا ومن هناك باشر بثا مستمرا للحشد للحراك حتى سقوط النظام.

عاد إلى السودان يوم الجمعة 26 أبريل/نيسان، واستقبل استقبالا حاشدا بمطار الخرطوم.

وقد انتمى سابقا لحزب المؤتمر الشعبي قبل أن يخرج منه، وهو مستقل ولا ينتمي لأي جهة سياسية حاليا كما يقول، فيما يتهمه خصومه بأنه ما زال ينتمي للإخوان المسلمين وهو ما ينفيه.

وبمثلما أثار ذو النون الجدل وهو خارج البلاد، أثاره منذ اللحظات الأولى لقدومه، حيث قوبل تقديمه في المسرح الكائن بالاعتصام أثناء عرض مسرحية لفرقة فنية من إقليم دارفور انتقادات، وهو أمر قال لاحقا إنه لم يقصده ولم يكن يعرفه، كما اتهمه ناشطون بالسعي لشق الصف الوطني عبر انتقاداته لبعض القوى السياسية المنضوية في الحراك.

عيسى موسى حميدان
يتحدر من قبيلة المسيرية بجنوب كردفان، عمل على التعبئة للثورة بلهجته المحلية منذ بدايتها، وقوبل بانتقاد واسع في البداية لكنه أصر على ذلك، مؤكدا أنه بهذه الطريقة يستطيع إيصال رسالته لمجتمعه المحلي وكل أهل السودان.

ويقول على صفحته "لا يوجد عندي مستحيل وطموحاتي كبيرة وصديق للجميع رجالا ونساء".
وقد وجدت مشاركاته تفاعلا كبيرا بسبب لغته البسيطة وعفويته.

أيمن حسن عبد الرحمن
صيدلي كان يبث رسائله عبر فيسبوك بصورة متكررة يوميا للتعبئة للثورة، والدعوة للمظاهرات والإرشادات التوعوية للمتظاهرين.

وقد أنشأ حاليا تجمعا أطلق عليه شباب ديسمبر، وهو حركة شبابية داعمة لقضايا الشباب في الثورة لإيصال صوت الشباب.

علي هباني
ناشط سياسي يقيم في دالاس بالولايات المتحدة رئيس "حملة الخلاص السودانية"، عرف بتحفيزه المستمر للسودانيين للخروج إلى الشارع لتحقيق مطالبهم في الحرية.

كما عمل على بث إرشادات توعوية لتأمين المواكب، والدعوة للتبرع لتأمين متطلبات الاعتصام.

ويدعو هباني حاليا للتفكير -ومن الآن- في دستور للمرحلة الانتقالية، ويقترح دستور 1985 الذي أعقب الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق جعفر نميري، لأنه يتضمن مبدأ المحاسبة لكل من أجرم في حق الشعب، كما يقول.

المصدر : الجزيرة