الخرطوم.. إضراب الشرطة يشل حركة المرور

شل حركة السير في الخرطوم بالتزامن مع إضراب محدود للشرطة
العديد من سائقي السيارات اضطروا للترجل عن سياراتهم بعد إيقافها في أماكن آمنة (الجزيرة)

أحمد فضل-الخرطوم

شلت حركة السير في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأحد، بالتزامن مع إضراب محدود بين قوات الشرطة مما أثر في الخدمات التي تقدمها.

ومنذ ساعات الصباح، شهد الدخول إلى وسط مدينة الخرطوم صعوبة بالغة لسائقي السيارات، مما اضطر ركاب المواصلات العامة إلى عبور الجسور سيرا على الأقدام.

ومع اقتراب ساعات الذروة -التي تصادف خروج الموظفين بالمقار الحكومية وسط الخرطوم- اشتدت أزمة السير إلى درجة توقف الحركة في التقاطعات الرئيسة مثل تقاطع شارع البلدية مع شارع المك نمر.

وشهدت أغلب الشوارع غيابا تاما لرجال شرطة المرور، فيما تطوع مواطنون لتسيير الحركة في حدود المستطاع.

واضطر العديد من سائقي السيارات للترجل عن سياراتهم بعد إيقافها في أماكن آمنة ومحاولة عبور الجسور المؤدية إلى الخرطوم بحري وأم درمان راجلين.

إضراب محدود
وبحسب عقيد في الشرطة تحدث للجزيرة نت، فإن عددا محدودا من ضباط الشرطة وضباط الصف والجنود من رتبة نقيب فما دون، أضربوا عن العمل يوم الأحد، كما أن عددا منهم تغيبوا، قائلا إن ثمة إجراءات ستتخذ في حقهم.

‪طوابير سيارات في الخرطوم اليوم‬  (الجزيرة)
‪طوابير سيارات في الخرطوم اليوم‬  (الجزيرة)

ولم يتسن للجزيرة نت الحصول على إيضاحات من المتحدث باسم قوات الشرطة السودانية.

وأثر الإضراب أيضا في مكاتب خدمات المعاملات المنتشرة في محليات ولاية الخرطوم السبع.

وكانت قيادة الشرطة اتخذت قرارا خلال اليومين الماضيين بترقية بعض منتسبيها في محاولة لاحتواء حالة التذمر، لكن دعاة الإضراب قالوا إن الخطوة غير كافية وينبغي إجراء إصلاحات جذرية.

واستثنت دعوة الإضراب قطاع مكافحة المخدرات والجرائم العابرة للحدود والقارات مع حفظ الأمن والسلامة العامة للمواطنين.

ولم يشهد جهاز الشرطة إضرابا في تاريخه إلا في عام 1951 إبان الاستعمار الإنجليزي، حيث دخل نحو سبعمئة من رجال شرطة الخرطوم في إضراب عن العمل وتبعتهم شرطة السكة الحديد والسجون احتجاجا على فصل سبعين شرطيا كانوا ينوون تكوين تنظيم نقابي.

مواكب الاعتصام
وشهدت ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم وصول مواكب كبيرة من الولايات وضواحي الخرطوم.

وكان الموكب الأبرز للعاملين في ديوان الضرائب، حيث شارك المئات من عاملي الديوان في موكب تحرك من مقر الديوان وسط الخرطوم وحتى ساحة الاعتصام شرقا.

وقال مفتش الضرائب عمر عثمان للجزيرة نت إن العاملين طالبوا بتطهير الديوان من المحسوبية والتسييس وعودته إلى الخدمة المدنية.

وتسبب الاعتصام منذ السادس من أبريل/نيسان الجاري في شل حركة السير في شارع القيادة والطرق المؤدية إليه، فضلا عن إغلاق جسر النيل الأزرق الرابط بين الخرطوم بحري والخرطوم.

مسيرة الشريعة
في سياق آخر، أعلنت لجنة أمن ولاية الخرطوم رفضها التصديق للمسيرة "المليونية" التي دعا لها تيار "نصرة الشريعة" وكانت مقررة صباح الاثنين.

وحسب بيان لإعلام شرطة ولاية الخرطوم، فإن لجنة أمن ولاية الخرطوم نظرت في الطلب المقدم من تيار "نصرة الشريعة" والخاص بالتصديق لهم بإذن للمسيرة وقررت عدم المصادقة عليه لدواعٍ أمنية وتأمينية.

وتسود في الخرطوم أجواء مشحونة بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل/نيسان الجاري.

المصدر : الجزيرة