"الوفاق" تتحسب لهجوم بحري لقوات حفتر بعد رسو سفن فرنسية

أعلن وزير داخلية حكومة الوفاق في ليبيا فتحي باشاغا عن تجهيز خطة لصد أي هجوم تخطط له قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خصوصا من البحر، وذلك عقب كشف الحكومة رسو ثلاث قطع بحرية بميناء تسيطر عليه قوات حفتر إحداها تحمل العلم الفرنسي.

وأضاف الوزير أن هناك معلومات عن خطة أعدها حفتر لتسلل قواته إلى مصفاة مدينة الزاوية (40 كلم غرب طرابلس) وتفجيرها، ووصف ذلك بالعمل الإرهابي الذي يهدد أمن كل الليبيين.

وذكرت مصادر حكومية رفيعة للجزيرة أن هناك خطة إنزال بحرية قد تلجأ لها قوات حفتر لتخفيف الضغط على محاور القتال بمحيط طرابلس، وتتمثل في دعم قوات اللواء المتقاعد بمدينتي صرمان وصبراتة غرب العاصمة.

وكانت مصادر حكومية قالت إن ثلاث قطع بحرية عسكرية دخلت ميناء رأس لانوف النفطي (650 كلم شرق طرابلس) تحمل زوارق بحرية وأسلحة هجومية خاصة بالضفادع البشرية، وشوهد على إحداها العلم الفرنسي. في وقت التزمت فيه باريس الصمت.

وقال شهود للجزيرة إن رسو السفينة الحربية الفرنسية بالميناء تزامن مع إجراءات أمنية مشددة تمثلت في انتشار قوة عسكرية تابعة لحفتر داخل الميناء وحوله.

‪آلاف الليبيين تظاهروا أمس بطرابلس منددين بدور فرنسا التي يتهمونها بدعم هجوم قوات حفتر على العاصمة‬ (الأناضول)
‪آلاف الليبيين تظاهروا أمس بطرابلس منددين بدور فرنسا التي يتهمونها بدعم هجوم قوات حفتر على العاصمة‬ (الأناضول)

احتجاج بطرابلس
من جانب آخر، تظاهر أمس الجمعة آلاف الليبيين في ميدان الشهداء بطرابلس للتنديد بهجوم قوات حفتر على العاصمة، ومنددين بدور فرنسا التي اتهمها المتظاهرون بدعم حفتر وتأجيج الحرب.

وطالب المحتجون -الذين ارتدى بعضهم السترات الصفراء- المجتمع الدولي بتجريم حفتر الذي دخل هجوم قواته على طرابلس أسبوعه الثالث، وقد خلف حسب إحصائيات أممية 278 شخصا على الأقل وإصابة 1332 آخرين ونزوح قرابة 39 ألفا.

كما دعا المحتجون إلى إدانة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، وتحميله المسؤولية عن نسف العملية السياسية، مما زاد هوة الانقسام بين أبناء البلد الواحد.

وقال ممثلة طرابلس بالمجلس الأعلى للدولة نجاة شرف الدين "لا نريد الانقسام ولا التفرقة، نحن جسم واحد، ليبيا دولة واحدة، ولكن ما نريده دولة مدنية ديمقراطية، نريد جيشا تحت مؤسسة مدنية يحمي الشعب والوطن، ولا يحمي أشخاصا".

وفي سياق متصل، حذر رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري من أن دعم كل من الإمارات والسعودية ومصر لهجوم قوات حفتر قد أضر بالعملية السياسية وجعل العودة إلى الحوار شيئا من الماضي.

وحذر المشري -في كلمة له في منتدى الجزيرة 13 في الدوحة- من أن هجوم حفتر قد يؤدي أيضا إلى وقف الصادرات النفطية.

‪وزير الاقتصاد بحكومة الوفاق قال إن حكومته خصصت 1.4 مليار دولار لتغطية نفقات طارئة للحرب الدائرة بطرابلس‬ (رويترز)
‪وزير الاقتصاد بحكومة الوفاق قال إن حكومته خصصت 1.4 مليار دولار لتغطية نفقات طارئة للحرب الدائرة بطرابلس‬ (رويترز)

تمويل طارئ
من جانب آخر، صرح وزير الاقتصاد بحكومة الوفاق عبد العزيز العيساوي لوكالة رويترز أن حكومته جهزت ما يصل إلى ملياري دينار (1.4 مليار دولار) لتغطية تكاليف طارئة للحرب المستمرة بطرابلس دون أن تضطر إلى الاقتراض مجددا.

وأوضح الوزير أن حكومة الوفاق تقدر بأنها ستنفق ما يصل إلى ملياري دينار إضافيين على علاج المصابين، وتقديم المساعدات للنازحين وغير ذلك من نفقات الحرب الطارئة.

ومضى قائلا إن التمويل الطارئ ليس إنفاقا عسكريا، لكن محللين يعتقدون أن المبلغ سيغطي أيضا نفقات مثل دفع أموال لفصائل مسلحة متحالفة مع الحكومة أو توفير الطعام للمقاتلين.

المصدر : الجزيرة + رويترز