تشكيك أفغاني في دعوة غني لانعقاد اللويا جيرغا

Members of the Loya Jirga, grand council, attend during the last day of the Loya Jirga, in Kabul November 24, 2013. Afghan president Hamid Karzai said on Sunday the United States needed to bring peace to Afghanistan before he would sign a security deal which will enable Washington to keep troops in the country beyond next year. REUTERS/Omar Sobhani (AFGHANISTAN - Tags: POLITICS)
اجتماع لويا جيرغا سابق، حيث تستدعى الشخصيات المؤثرة في المجتمع للتشاور حول القضايا الكبرى في أفغانستان (رويترز)


حميد الله محمد شاه-كابل

قوبلت دعوة الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني لعقد الهيئة الاستشارية المعروفة في أفغانستان باسم "لويا جيرغا" لبحث المصالحة مع حركة طالبان برفض الحركة، كما رفضها أيضا المرشحون للانتخابات الرئاسية المقبلة، واعتبروها تحايلا من غني لتمديد فترة رئاسته التي أوشكت على الانتهاء. 

ويعد مجلس اللويا جيرغا المجلس الأعلى في أفغانستان، وهو أكبر تجمع شعبي، وتدعو الحكومة لانعقاده للنظر في الأمور الحساسة والإستراتيجية، ويشارك في اجتماعاته ممثلون عن جميع القوميات والمذاهب والتيارات والقبائل من 34 ولاية أفغانية.

وتتضمن أجندة الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الأفغاني مناقشة مستقبل المصالحة مع حركة طالبان، وتوحيد موقف الشعب الأفغاني بشأن المصالحة ورسم الخطوط العريضة لهذا المشروع.

ويرى غني أن عدم مشاركة ممثلي الشعب في الاجتماع الذي دعا إليه سيؤثر سلبا في قرارات لويا جيرغا، لأن بعضهم يتمتعون بدعم شريحة واسعة من المجتمع الأفغاني.

وأعلن المتحدث باسم اللجنة التي تشرف على أعمال اللويا جيرغا علي كاظمي أن الحكومة الأفغانية مستعدة لاستضافة ممثلي طالبان، وأن الدوائر الأمنية ستقوم بحماية ممثلي طالبان في الاجتماع.

أما حركة طالبان فسارعت إلى رفض اجتماع اللويا جيرغا الذي لم يتم بعد، واعتبرته "مؤامرة" ودعت المواطنين إلى عدم المشاركة فيه.   

الرئيس الأفغاني أشرف غني يسعى لحشد الرأي العام الأفغاني إلى جانبه في المصالحة مع طالبان (الأناضول)
الرئيس الأفغاني أشرف غني يسعى لحشد الرأي العام الأفغاني إلى جانبه في المصالحة مع طالبان (الأناضول)

وإلى جانب حركة طالبان قوبلت الدعوة لعقد الاجتماع برفض كل من رئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله، والمستشار الأمني السابق حنيف أتمر، ورئيس جهاز المخابرات السابق رحمة الله نبيل، وبقية مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وشككت القوى السياسية الرافضة للاجتماع في دوافع الرئيس الأفغاني في الدعوة لانعقاده واعتبرته محاولة من جانبه لإطالة فترة حكمه التي ستنتهي في مايو/أيار المقبل.
 
ووصف المرشح الرئاسي حنيف أتمر الدعوة لعقد الاجتماع بـ"الغامضة" واعترض على آلية انتخاب المشاركين فيه وجدول أعماله، كما دعا الحكومة لإجراء مزيد من المشاورات مع التيارات والزعماء والأحزاب الأفغان، مشيرا إلى أن الجيرغا تناقش القضايا المصيرية بالنسبة للشعب الأفغاني.

من جهته اتهم رئيس المخابرات الأفغانية السابق رحمة الله نبيل الحكومة الأفغانية بـ"استغلال الجيرغا لأجندتها الخاصة". مضيفا أن هناك تساؤلات كثيرة يجب على الحكومة الإجابة عنها، وقال "إن الجيرغا الحالية ليست لها أية صبغة دستورية ولا يضمن أحد تطبيق قراراتها أو توصياتها".

وأعلن معظم منافسي الرئيس الأفغاني في الانتخابات الرئاسية المقبلة عدم مشاركتهم في اجتماعات الجيرغا ويتهمون الرئيس غني بأن عقد الجيرغا ما هي إلا محاولة منه لتمديد فترته الرئاسية.

وأوضح هؤلاء أن ولاية الرئيس الأفغاني أشرف غني تنتهي في 22 مايو/أيار المقبل، فيما يحاول أن يختار أعضاء الجيرغا من المقربين منه، وربما يطالبون أثناء جلسات الجيرغا الرئيس غني باستمراره في وظيفته رئيسا للبلاد إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية في سبتمبر/أيلول المقبل.

عبد الله عبدالله الرئيس التنفيذي في مقدمة الرافضين لتلبية دعوة الرئيس أشرف غني لحضور اللويا جيرغا  (رويترز)
عبد الله عبدالله الرئيس التنفيذي في مقدمة الرافضين لتلبية دعوة الرئيس أشرف غني لحضور اللويا جيرغا  (رويترز)

ويقول المحلل السياسي نجيب ننكيال "إن منافسي الرئيس الأفغاني أشرف غني طالبوا بعقد الجيرغا على أمل أن تستخدم ضده، وعندما أدركوا أن آلية انتخاب المشاركين فيها ليست في صالح الأحزاب السياسية قرروا مقاطعتها".

ويرى ننكيال أن الرئيس غني"ليس قلقا من مقاطعة منافسيه أو بعض الأحزاب السياسية، لأن مشاركتهم ستكون رمزية، ولأنهم لا يشاركون في النقاشات، كما أن الحكومة تعول كثيرا في اتخاذ القرارات على زعماء القبائل".

يذكر أن للرئيس الأفغاني وحده صلاحية دعوة اللويا جيرغا للانعقاد، كلما رأى ضرورة لذلك. وهو تقليد قديم في التاريخ الأفغاني حيث يجتمع رؤساء القبائل ووجهاؤها والشخصيات السياسية والدينية للتشاور في المشاكل المرتبطة بشؤونهم السياسية والعامة. وتقليديا كان يستمر اجتماعهم إلى حين التوصل إلى قرار يتخذونه بالتفاهم والإجماع، دون تصويت رسمي. 
  
يذكر أن اللويا جيرغا عقدت مرات كثيرة على مدار التاريخ الأفغاني خاصة فترات التحولات التاريخية، أبرزها التي عقدت في 1747، حيث اجتمع الأفغان واتخذوا من أحمد شاه دراني مؤسس دولة أفغانستان قائدا لهم، بعد اجتماعات استمرت تسعة أيام بين زعماء القبائل الأفغانية في ولاية قندهار.

وخلال السنوات الـ 18 الماضية عقدت اللويا جيرغا خمس مرات، وآخرها كانت متعلقة بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن، ووافق عليها أعضاء اللويا جيرغا، لكن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي رفضها ولم يوقع على الاتفاقية، ثم وقعها الرئيس الحالي أشرف غني في اليوم الثاني من توليه السلطة سنة 2014.

المصدر : الجزيرة