بوليتيكو: فرنسا تلعب على حبلين في ليبيا

French President Emmanuel Macron stands between Libyan Prime Minister Fayez al-Sarraj (L), and General Khalifa Haftar (R), commander in the Libyan National Army (LNA), who shake hands after talks over a political deal to help end Libya’s crisis in La Celle-Saint-Cloud near Paris, France, July 25, 2017. REUTERS/Philippe Wojazer TPX IMAGES OF THE DAY
ماكرون ( وسط) بين حفتر ( يمين) والسراج (غيتي)

قالت صحيفة أميركية إن توقيت هجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس الذي تزامن مع وجود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المدينة، لا بد أنه أحرج فرنسا.

غير أن نية حفتر في الاستيلاء على السلطة من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، بدلا من تقاسمها مع رئيس الحكومة فائز السراج، لم تفاجئ أحدا، حسبما أورد بول تايلور في مقاله بصحيفة "بوليتيكو" اليومية.

وبرأي تايلور فإن باريس كانت ضالعة منذ عام 2015 على الأقل في مساعدة حفتر على بناء قواته، على أمل أن يتمكن من فرض النظام في تلك الدولة المنتجة للنفط، وقمع الجماعات الإسلامية "التي ازدهرت في المناطق التي لا تخضع لسلطة الدولة".

إضرار بمصالح إيطاليا
لكن باريس في قيامها بذلك، قضت على المصالح الاقتصادية والأمنية لجارتها إيطاليا، الدولة التي استعمرت ليبيا في السابق والطرف الأجنبي الرئيس في قطاعها النفطي.

ووفقا لكاتب المقال، فإن فرنسا تدعم في الظاهر عملية السلام بوساطة الأمم المتحدة، فهي لم تعترف رسميا بتزويدها حفتر بالسلاح والتدريب والمعلومات الاستخبارية، ومساعدته بقوات خاصة.

ولفت بول تايلور إلى أن أتباع حفتر ليس كلهم من "المقاتلين العلمانيين" كما ترغب باريس أن يكونوا، بل من بينهم مليشيات قبلية وعناصر سلفية متشددة لها ارتباطات بالسعودية، إلى جانب متمردين سودانيين.

غير أن ذلك لم يمنع فرنسا من تقديم العون الذي يساعد حفتر في تحسين موقفه سياسيا، طبقا لما جاء في المقال.

بول تايلور:
إستراتيجية فرنسا لدعم حفتر التي كان مهندسها وزير خارجيتها السابق جان إيف لودريان، هي التي أقنعت على ما يبدو إيمانويل ماكرون بأن ليبيا ثمرة قد حان قطافها

ثمرة حان قطافها
ويمضي الكاتب إلى القول إن إستراتيجية فرنسا لدعم حفتر التي كان مهندسها وزير خارجيتها السابق جان إيف لودريان، هي التي أقنعت على ما يبدو الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بأن ليبيا "ثمرة قد حان قطافها".

ويرجع منتقدو تصرف فرنسا هذا إلى طمعها في إبرام عقود لإعادة بناء ليبيا والاستحواذ على مزيد من الصفقات التجارية لصالح شركتها النفطية العملاقة "توتال".

ويشير مقال "بوليتيكو" في هذا الصدد إلى أن حفتر –الذي يحكم سيطرته على شرق ليبيا من بنغازي- كان قد استولى على حقول النفط الرئيسة التي تديرها شركة "إيني" الإيطالية في الجنوب في وقت سابق من العام الجاري.

بيد أن مسؤولا فرنسيا سابقا -لم يذكر كاتب المقال اسمه- ذكر أن "عشق" باريس لرجل ليبيا القوي (في إشارة إلى حفتر)، يتعلق بقدر أكبر ببناء أحلاف إستراتيجية أكثر منه لاعتبارات تجارية.

بيع الأسلحة
وبحسب تايلور نفسه، فإن باريس متحالفة مع حكام الإمارات والسعودية ومصر الذين باعت لهم أسلحة بمليارات الدولارات.

وبعد حالة عدم الاستقرار الناجمة عن ثورات الربيع العربي -حسب تعبير المقال- يسود انطباع لدى الدوائر الحكومية في باريس أن وجود رجل قوي في السلطة هو السبيل للحيلولة دون نمو التشدد الإسلامي وازدياد معدلات الهجرة الجماعية وإرساء الديمقراطية.

ولهذا السبب تنظر فرنسا بقلق للأحداث في الجزائر، مستعمرتها السابقة وأكبر مزوديها بالغاز.

وفي الختام، يقول تايلور إنه بصرف النظر عن الأضرار التي تلحق بليبيا وشعبهاـ فإن من العسير توقع الكيفية التي ستعين فرنسا على محاربة التطرف أو الهجرة "غير المنضبطة".

المصدر : بوليتيكو