في عامه الـ 13.. منتدى الجزيرة يناقش أزمة الخليج وتراجع التأثير الإستراتيجي

مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل
مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

فاقمت الأزمة الخليجية التي اندلعت منذ قرابة عامين الصراعات المتنامية بمنطقة الشرق الأوسط، لتتعدد فيها المظاهر والأسباب وتتقاطع فيها أجندات إقليمية وأخرى دولية جعلت منها بؤرة عالمية متفجرة.

منتدى الجزيرة في نسخته الـ 13 يتناول هذه الأزمة التي ضربت استقرار المنظومة الخليجية وهددت أمن دولها وجردتها من قدرتها على مواجهة التحديات الإقليمية ولعب دور مؤثر في محيطها، ورغم مرور عامين على الأزمة فلا قطر خضعت لمطالب رباعي الحصار، ولا المحاصرون أدركوا خطورة سياساتهم وآثارها السلبية على المنطقة وعلى دول مجلس التعاون.

المنتدى الذي يعقد بالعاصمة القطرية الدوحة في ال 27 و28 أبريل/نيسان الجاري تحت عنوان "الخليج بين الأزمة وتراجع التأثير الإستراتيجي"، يرصد تراجع الدور السعودي بشكل ملحوظ في سياق تنافسها الإقليمي مع إيران وتركيا، فضلا عن قرار بعض دول المنطقة الدخول تحالفات جديدة خارج نطاق المجلس لاعتبارات أمنية وعسكرية واقتصادية.

يعد منتدى الجزيرة أبرز فعالية سنوية تنظمها شبكة الجزيرة الإعلامية بمؤسساتها المختلفة، ويشارك فيه لفيف من الباحثين والإعلاميين والسياسيين من توجهات ومشارب فكرية وسياسية مختلفة، حيث يجتمعون تحت سقف واحد لتبادل الرأي في القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام الإقليمي والدولي، وتراعى في نقاشاته قواعد الموضوعية، والتوازن، واحترام الرأي والرأي الآخر.

‪المنتدى يرصد تراجع دور السعودية في سياق تنافسها الإقليمي مع إيران وتركيا‬ (الجزيرة نت)
‪المنتدى يرصد تراجع دور السعودية في سياق تنافسها الإقليمي مع إيران وتركيا‬ (الجزيرة نت)

قضايا سياسية
وخلال مؤتمر صحفي عقده مركز الجزيرة للدراسات اليوم الثلاثاء، أوضح مدير المركز الدكتور محمد المختار الخليل أن منتدى هذا العام سيناقش جملة من الموضوعات والقضايا السياسية والإستراتيجية والإعلامية، من أبرزها العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وما لحق بها من ضرر، نتيجة الأزمة التي اندلعت بين بعض أعضائه ودولة قطر في صيف العام 2017 ولا تزال مستمرة دون حل حتى الآن.

وأضاف الخليل أن المتحدثين في المنتدى سيتناولون بالرصد والتحليل واقع تلك العلاقات، والتراجع الذي مني به الوزن الإستراتيجي لدول الخليج العربي، وبخاصة السعودية، لا سيما بعد تحولها من ضامن لأمن واستقرار مجلس التعاون إلى طرف في الصراع الذي أحدث انقساما ترك بصمته على خريطة التحالفات الإقليمية في المنطقة، وكذلك بعد حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول العام الماضي، وما أحدثته هذه الجريمة من إساءة لسمعة المملكة وصورتها في العالم.

ويشير الخليل إلى أن المنتدى سوف يسلط الضوء على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وتداعياتها على القضية الفلسطينية، خاصة مع اقتراب تطبيق ما يسمى بـ"صفقة القرن"، بالتزامن مع هرولة بعض الدول الخليجية نحو التطبيع مع إسرائيل.

وعن أثر العقوبات الاقتصادية التي أعادت الولايات المتحدة الأميركية فرضها على إيران، والتأثير المتوقع لهذه العقوبات على القدرات العسكرية والنفوذ الإقليمي لها، أوضح أن هذه القضية ستخصص جلسة لها من جلسات المنتدى الممتدة على مدى يومين.

قضية الجريمة السياسية ودور الإعلام في كشفها، وحشد الرأي العام العالمي حولها، ستحظى بنصيب من حوارات المشاركين في منتدى الجزيرة مستصحبين دور الإعلام في حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

مقتل خاشقجي
وأضاف أن قضية الجريمة السياسية ودور الإعلام في كشفها، وحشد الرأي العام العالمي حولها، ستحظى كذلك بنصيب من حوارات المشاركين في المنتدى مستصحبين دور الإعلام في حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

وحول وجود مشاركين من دول الحصار في النسخة القادمة للمنتدى، كشف الخليل أنه تم التواصل مع عدد من الباحثين والإعلاميين من دول الحصار ولكنهم يعيشون خارج دولهم، نظرا لأن التواصل مع باحثين من دول السعودية والإمارات والبحرين يعرضهم للخطر داخل بلدانهم بسبب قوانين تجرم التواصل مع الجزيرة في إطار حصار الكلمة الذي تفرضه تلك الدول.

وبشأن تأثير الحراك في الجزائر والسودان على الأزمة الخليجية وإمكانية إدراج هذا الحراك ضمن مناقشات منتدى الجزيرة، قال مدير مركز الجزيرة للدراسات إن الثورة في الجزائر والسودان لم تكتمل بعد ولا يعرف ما ستؤول إليه الأمور في البلدين ولا يمكن دراسة تأثير هذا الحراك على الأزمة الخليجية قبل اكتمال فصولها.

وقال إن جلسات المنتدى ستختتم باستشراف مستقبل الخليج والشرق الأوسط في ظل إعادة تشكيل خريطة القوة والتحالفات الإقليمية، والتراجع الإستراتيجي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، وسباق التسلح، واستمرار تفجر بؤر الصراع التي تعصف بأمن واستقرار المنطقة وتستنزف مواردها.

المصدر : الجزيرة