هذه نقاط قوة وضعف الاحتجاجات الجزائرية

Protest against candidacy of President Abdelaziz Bouteflika for a fifth term in Algeria- - ALGIERS, ALGERIA - MARCH 08: A demonstrator hugs a security force during a protest march against candidacy of President Abdelaziz Bouteflika for a fifth term in Algiers, Algeria on March 08, 2019. 81-year-old Abdelaziz Bouteflika, serving as the president since 1999, has announced on 19 February he will be running for a fifth term in presidential elections.
احتجاجات بالجزائر العاصمة ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة (الأناضول)

فاجأ الحراك الشعبي الجزائري المتتبعين داخل البلد وخارجه، حيث مثّل ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة قطرة أفاضت الكأس ودفعت بالملايين للتظاهر. لكن ما هي نقاط قوة هذا الحراك وما هي نقاط ضعفه؟

وأشارت صحيفة "لو تان" السويسرية إلى أن المظاهرات التي عمت الشوارع الجزائرية "فاجأت النظام والمعارضة" لأن الجزائريين "تنازلوا" عن كثير من حريتهم العمومية بسبب كوابيس العشرية الحمراء (1992-2002) التي خلفت نحو مئتي ألف قتيل.

غير أن الجيل الجديد لم يعد خاضعا لهذا "الابتزاز الأمني" بما أنه وُلد بعدما استعادت الجزائر عافيتها، وغذى الانفتاح التقني وثورة التواصل الاجتماعي شغفها من أجل التغيير.

هذا الحراك "المعجزة" بحسب تعبير سعيد سعدي -الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية- ليس "مجرد مظاهرات، بل يمكن القول إنه يمثل نهضة أمة" وهكذا وجد أغلب السياسيين أنفسهم مجبرين على متابعة هذا الحراك والانضمام إليه.

نجح الشارع في استقطاب جميع أطياف المعارضة، وأثارت عفوية الحراك اهتمام واحترام المتابعين في الداخل والخارج، لكن هذا المدّ لا يخلو من نقاط ضعف يمكن أن تقلل من تأثيره وتصيبه بالهشاشة.

عفوية.. ارتجال
لم ينتسب هذا المد الشعبي إلى أي جهة حزبية، بل بالعكس سبق كل الأحزاب بخطوات كبيرة مما اضطرها للحاق به، لكنّ غياب التأطير السياسي من شأنه أن يشكل نقطة ضعف قد تؤثر في قوة المطالب وتحول دون الوصول إلى أهداف الملايين التي خرجت للشارع.

كما تميز هذا الحراك بشموله كافة ربوع البلاد في الجزائر العاصمة حيث مُنعت المسيرات منذ عام 2001، ومرورا بالولايات والمدن الكبرى في الوسط والشرق والغرب والجنوب، وهو أمرٌ لم تعرفه البلاد منذ استقلالها عام 1962.

وتُشكّل سلمية المظاهرات نقطة قوة أخرى لهذه الهبّة الشعبية، وهذا يعتبر عاملا فارقا مقارنة بسابقيها. فمنذ 22 فبراير/شباط الماضي، لم يُسجل أي خروج عن الطابع السلمي سواء من جهة المتظاهرين أو من جهة قوات الأمن التي تؤطر المسيرات وترافقها، دون حدوث صدامات تُذكر.

لكن هناك نقاط ضعف أحصتها صحيفة "لو تان" أولاها غياب التأطير والاتكال على الارتجالية والعفوية، وهذا يعني ألا أحد يعرف مكان انطلاق المسيرات ولا مكان توقفها، ولا أين يُفترض أن تكون وجهتها.

كما أن الشعارات التي ينادي بها المحتجون من مختلف الأطياف -وإن شكلت "فوضى خلاقة"- لكنها قد تؤثر على وحدة المحتجين، وقد لوحظ بوسائل التواصل الاجتماعي تذمر البعض من بروز هذا التيار أو ذاك، أو هذا الشعار أو ذاك.

وتختم الصحيفة السويسرية بأن غياب نخبة تقود الحراك وتؤطره تشكل نقطة قوة، فغياب قادة يسيّرون الفورة الشعبية ضد النظام يجعل من الصعب اختراقه عن طريق الاستقطاب لخدمة أجندات أخرى غير تلك التي خرج الجزائريون من أجلها.

المصدر : الصحافة السويسرية