في مستهل جولته بالمنطقة.. لافروف يجدد دعوة موسكو لحوار بين عباس ونتنياهو
عماد مراد-الدوحة
تصريحات لافروف جاءت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عقب لقائهما في الدوحة، المحطة الأولى للوزير الروسي في جولته بالمنطقة والتي تشمل السعودية والكويت والإمارات.
وأضاف وزير خارجية روسيا أن النقاشات التي أجريت قبل أيام أثناء زيارة نتنياهو إلى موسكو، ركزت على أن الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، داعيا كافة الفصائل الفلسطينية إلى نبذ الخلافات بوصفه عنصرا مهما في الطريق إلى استعادة المباحثات المباشرة بين الجانبين.
وتأتي الدعوة الروسية في وقت أعلنت فيه القيادة الفلسطينية أن أميركا لم تعد مؤهلة للقيام بدور الوسيط النزيه في مفاوضات السلام لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك عقب اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلها سفارتها إليها، واتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الشعب الفلسطيني.
وبشأن محادثاته في الدوحة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية، قال لافروف إنه أجرى مباحثات غنية المضمون في الدوحة، مؤكدا اهتمام البلدين باستمرار الحوار المباشر بينهما على أساس الوثيقة المشتركة، وتوسيع العلاقات الثنائية في مجالات مختلفة، وضرورة تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية.
العلاقات الثنائية
ورحب لافروف بالجهود المبذولة في إطار اللجنة المشتركة الحكومية بين قطر وروسيا والتي سيكون اجتماعها القادم يوم 10 أبريل/نيسان المقبل، مثمنا العلاقات المثمرة بين صندوق الاستثمارات الروسية وجهاز قطر للاستثمار.
وتحدث المسؤول الروسي عن اهتمام الشركات الروسية بالعمل في مشاريع مشتركة مع الجانب القطري، وتبادل الخبرات بين البلدين في الشأن الرياضي تمهيدا لاستضافة قطر بطولة كأس العالم 2022، فضلا عن تنسيق الخطوات المشتركة في سوق النفط والغاز.
وذكر لافروف بموقف بلاده بشأن الأزمة الخليجية، ويتمثل في ضرورة التهدئة وتحقيق الأمن المشترك في هذه المنطقة التي وصفها بالإستراتيجية.
الأزمة السورية
وبشأن الأزمة السورية، استبعد وزير الخارجية الروسي تشكيل لجنة عمل جديدة بشأن سوريا، موضحا أن المعارضة والنظام يجريان محادثات مباشرة بالعاصمة الكزاخية أستانا، وهناك نتائج ملموسة في هذه المحادثات.
من جانب آخر، قال المتحدث نفسه إن يجري حاليا هو تحديد موعد لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقطر، والتي ستكون ضمن جولة تشمل عددا من دول المنطقة.
وبشأن الأزمة الفنزويلية، انتقد وزير خارجية روسيا تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، والتي تحدث فيها عن توسيع استخدام رؤية الرئيس الأميركي السابق جيمس مونرو ضد فنزويلا، داعيا كافة دول أميركا الجنوبية إلى أن تأخذ هذه التصريحات بعين الاعتبار.
يشار إلى أن مونرو قد وضع شكلا من أشكال الحماية على نصف الكرة الأرضية مطلع القرن التاسع عشر فيما عرف بـ"مبدأ مونرو"، وذلك لدعم قوى تميل إلى اليمين في مواجهة قادة يساريين.
صواريخ أس 400
وأما وزير الخارجية القطري فقال إن بلاده لم تتخذ بعد قرار شراء منظومة صواريخ "أس 400" الدفاعية الروسية، مضيفا أن "هناك مناقشات جارية بشأن شراء عتاد روسي متنوع، ولكن ليس هناك تفاهم بعد بخصوص هذه الصواريخ".
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن لجنة فنية تشكلت عقب توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين بلاده وروسيا قبل عام ونصف العام، وقد قدمت تلك اللجنة سلسلة من التوصيات لمتطلبات دولة قطر من الأسلحة الروسية.
بشأن تحفظ قطر على عودة سوريا للجامعة العربية، قال المسؤول القطري "كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة ولا تزال هذه الأسباب قائمة، ولم يحدث أي شيء من أجل تغيير هذا القرار"، معتبرا أن قطر ملتزمة بالحل السياسي الذي يقبله الشعب السوري بحيث يكون مقعد سوريا لقيادة سورية تمثل كافة أطياف شعبها.
وأعرب الوزير القطري عن تفاؤله بنجاح المحادثات التي تجري بالدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة حتى يتم إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، مؤكدا أن قطر ستستمر في الاضطلاع بدور الوسيط في الصراعات المختلفة.