لوموند: العرب يواجهون قرار ترامب عن الجولان بالعجز

U.S. President Donald Trump holds a proclamation recognizing Israel's sovereignty over the Golan Heights as he is applauded by Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu and others during a ceremony in the Diplomatic Reception Room at the White House in Washington, U.S., March 25, 2019. REUTERS/Carlos Barria TPX IMAGES OF THE DAY
خطوة الرئيس الأميركي تقوض إحدى أهم دعائم النظام الدولي وهي مبدأ عدم المساس بالحدود (رويترز)

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الطريقة التي أدانت بها الدول العربية اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، تفضح الحرج والعجز اللذين تعانيهما هذه الدول.

وقال مراسل الصحيفة بنيامين بارت -في تحليل من بيروت- إن خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تقوض إحدى أهم دعائم النظام الدولي، وهي مبدأ عدم المساس بالحدود، تقابلها دول الشرق الأوسط بجبهة ضعيفة مفككة ترمز إلى تغيير الأولويات في المنطقة.

وفي إجماع لا يتكرر، كان السوريون بجميع أطرافهم (قادة دمشق وخصومهم في التحالف الوطني) السباقين إلى رفض إعلان ترامب كما يقول المراسل، إذ اعتبرت دمشق أن قرار واشنطن لا يغير شيئا في "حقيقة أن الجولان كان وسيظل سوريًّا"، بينما استنكر التحالف "مخالفة الإعلان للقانون الدولي".

الجامعة العربية
أما "حارس المعبد العربي" بتعبير المراسل -في إشارة إلى الأمين العام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط- فقال يوم 21 مارس/آذار الجاري إن قرار ترامب "باطل وملغى من حيث المضمون والشكل"، مضيفا "إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن إضفاء الشرعية عليه خطيئة لا تقل عنه خطورة".

وقال المراسل إن الخارجية المصرية أصدرت بيانا في اليوم التالي للإعلان، قالت فيه إن الجولان سيظل في نظرها "أرضا عربية محتلة"، واعتبر أن هذا هو الحد الأدنى الممكن بالنسبة لمصر التي وصفها بأنها رائدة عملية السلام العربية الإسرائيلية القائمة على "تبادل الأرض مقابل السلام"، والوسيط التاريخي بين الدولة اليهودية والفلسطينيين.

وفي اليوم نفسه وبالطريقة الرسمية ذاتها حسب المراسل، كرر الأردن التأكيد أن هذه الهضبة تعود لسوريا، وأن الاستيلاء على الأراضي بالقوة أمر غير مقبول في القانون الدولي.

دفن الجثة
ويوم الاثنين الماضي الذي حول فيه ترامب تغريدته إلى وثيقة ووقعها رسميا تحت أعين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتشية به، انضم صوت المملكة العربية السعودية إلى المنتقدين، إذ أكدت صحافتها الرسمية "رفض المملكة الحازم" للبيان الأميركي، مستنكرة "آثاره السلبية على عملية السلام في الشرق الأوسط وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة". وقد حذت حذوها الإمارات، كما قال المراسل.

وتعكس هذه الصيغ المتفق عليها تماما -حسب المراسل- الإحباط العام للعالم العربي من عملية السلام مع إسرائيل، وعدم اهتمامه التدريجي بقضية الجولان، رغم أن هذه المنطقة جزء من "الأراضي المحتلة" التي ينص قرار الأمم المتحدة 242 على إرجاعها بالكامل، وهو ما ترفضه إسرائيل دائما.

ونبه المراسل إلى أن منطقة الجولان لم تحظ في يوم من الأيام بمستوى الاهتمام الذي نالته الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن قلة عدد سكان الجولان وتخاذل الدروز عن أي تعبئة سياسية، أمور تجعل الهضبة تخرج تدريجيا من اهتمامات العرب.

تهميش الجولان
وأضاف أن الانتفاضة ضد نظام الأسد عام 2011 التي تحولت إلى حرب أهلية قتل فيها مئات الآلاف من السوريين، زادت من تهميش قضية الجولان، كما يقول عالم السياسة اللبناني جوزيف بهوت "ندفن جثة ماتت منذ فترة طويلة.. هذه هي نهاية معادلة الأرض مقابل السلام التي كانت أساس عملية السلام".

وأشار مراسل "لوموند" إلى الحذر الذي اتسم به رد فعل المعسكر المؤيد للسعودية الذي تجلى في تأخر صحافة الرياض عدة أيام قبل أن تعلن موقفا من قضية الجولان يفسره استقطابها بشأن القضية الإيرانية.

وقال إن قرار حليف الرياض وأبو ظبي الأميركي بشأن الجولان يؤكد خطاب "محور المقاومة" بقيادة إيران، الذي بدا من خلال صوت الرئيس حسن روحاني سعيدا بالتنديد "باستعمار" ترامب.

وختم المراسل بأن هذه الخطة يُتوقع أن يكشف عنها بعد أشهر من الانتخابات الإسرائيلية يوم 9 أبريل/نيسان المقبل، لوضع حلفاء واشنطن العرب في وضع غير مريح أكثر من أي وقت مضى.

المصدر : لوموند