الأردن.. يد مع دول الجوار وأخرى بواشنطن والرياض

رئيس مجلس النواب الاردني يلتقي السفير الايراني في عمان. العلاقات العامة مجلس النواب. الاردن عمان مجلس الامة
رئيس مجلس النواب الأردني خلال لقائه السفير الإيراني في عمان (الصحافة الأردنية)

أيمن فضيلات-عمان

رسائل غزل دبلوماسية متبادلة أردنية إيرانية خلال الأيام الماضية، بدءا من تقديم عمان التعازي لضحايا الهجوم الذي استهدف جنودا إيرانيين قرب منطقة سيستان بلوشستان الأسبوع الماضي.

تبعه تأكيدات الخارجية الأردنية في مؤتمر وارسو أن الأولويات الأردنية تتمثل في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وليس التصدي للنفوذ الإيراني.

قابلت إيران ذلك بالإفراج عن ثلاثة أردنيين محتجزين لديها بعد دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية بالخطأ، ومعاملتهم بـ"منتهى التقدير والاحترام"، وفق حديث السفير الإيراني في عمان محبتي فردوسي بور خلال لقائه رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة في مجلس الأمة.

‪توقيع الأردن والعراق اتفاقيات بحضور رئيسي وزراء البلدين‬ (وكالة الأنباء الأردنية) 
‪توقيع الأردن والعراق اتفاقيات بحضور رئيسي وزراء البلدين‬ (وكالة الأنباء الأردنية) 

بوابة المضطر
وبافتتاح الأردن للمعبر الحدودي الشمالي، ورفع التمثيل الدبلوماسي مع سوريا، وافتتاح معبر الكرامة، وتوقيع جملة اتفاقيات تجارية مع العراق، تسنح فرصة قوية لحلّ الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المملكة.

لكن ما يعكّر المزاج الأردني أن أي تقدم على المستوى الاقتصادي مع العراق وسوريا لا بد أن يقترن بالحصول على رضا إيران صاحبة النفوذ والسطوة فيهما.

الطرفان إيران والأردن بحاجة للتقارب في هذه اللحظة، وفق محللين، فالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران، زادت من حدة الخناق على الاقتصاد الإيراني الذي بات يبحث عن منافذ جديدة.

وفي المقابل تجاهلت الرياض وأبو ظبي تقديم المساعدات المالية التي وعد بها البلدان الأردن منذ العام الماضي في قمة مكة، الأمر الذي دفع بعمان للبحث عن علاقات اقتصادية جديدة عبر فتح الحدود مع دول الجوار، وزيارة الملك عبد الله الثاني لتركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان.

أردوغان وعد الملك عبد الله بأن یعید النظر في العلاقات الاقتصادیة مع الأردن بشكل أكثر إنصافا وعدلا، والاستمرار بدعم الموقف الأردني من القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات، وفق تصريح مصدر في الديوان الملكي للجزيرة نت.

علاقات متوازنة
موقف الأردن الدائم عبرت عنه وزيرة شؤون الإعلام جمانة غنميات في حديث للجزيرة نت بأن "علاقات الأردن الدبلوماسية متوازنة ومنفتحة مع جميع الدول، بما فيها إيران وتركيا ودول الجوار العربي".

العلاقات المتوازنة والمنفتحة التي يحرص عليها الأردن مع الجميع خصوما وفرقاء، تخضع بالضرورة لتوازنات إقلیمیة تتداخل فيها حسابات مصالحه الخاصة مع مصالح أصدقائه في المنطقة، دون إملاءات أو ضغوط من الشركاء في الخليج أو الحكومة الإسرائيلية أو المصالح الأميركية، وفق محللين.

ورسائل الغزل تحاول عمان من خلالها لفت نظر طهران إلى أنها غير معنية بالتصعيد ضدها، ولا تنطلق في مواقفها من فكرة اليمين الإسرائيلي أو المحور السعودي، وتهدف منها لحماية 15 اتفاقية تجارية موقعة مع الحكومة العراقية.

‪أولى الشاحنات الأردنية في طريقها للعراق بعد توقيع اتفاقيات بين البلدين‬ (وكالة الأنباء الأردنية)
‪أولى الشاحنات الأردنية في طريقها للعراق بعد توقيع اتفاقيات بين البلدين‬ (وكالة الأنباء الأردنية)

انحسار الدور السعودي
محاولة الأردن التخفيف من ضغط العباءة الخليجية، وخلق حالة توازن مع دول الجوار العربي وتركيا وإيران، يرجع سببها المحلل السياسي عمر عياصرة إلى "انحسار الدور السعودي والضغوط التي كانت تمارسها الرياض عليه"، مما فتح مجالا أمام عمان للمناورة وخلق حالة توازن وانفتاح جديدة.

سبب آخر يتمثل في محاولات السعودية الانتقاص من الوصاية الهاشمية على القدس، ومواقف الرياض من القضية الفلسطينية وملفات صفقة القرن وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما مس عصبا رئيسيا للولاية الهاشمية على القدس والمقدسات هناك.

بيد أن عمان مع ذلك لا تخرج من المحور الأميركي السعودي، "تناور هنا وهناك، إلا أنها تبقى تدور في الفلك الأميركي"، كما يضيف عياصرة.

الأردن وهو يمد يده لعلاقات دافئة مع العراق وسوريا وتركيا وإيران مؤخرا، ويتبادل رسائل وود ومحبة مع قطر، يمسك بيده الأخرى بقوة مع محور واشنطن الرياض أبو ظبي.

المصدر : الجزيرة