موقع روسي: كيف ترعى المؤسسات المسيحية بأميركا الإسلاموفوبيا؟

تحقيقات الجزيرة: صناعة الإسلاموفوبيا

أورد موقع "نيوز.ري" الروسي أن العديد من المؤسسات المسيحية بالولايات المتحدة تعمل بشكل منظم على تغذية المشاعر المعادية للإسلام هناك.

وأوضح الموقع -في تقرير له- أن عدة بحوث وتحقيقات أثبتت أن "المؤسسة الوطنية المسيحية"، التي تعتبر ثامن أكبر منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة، قامت بتحويل مبالغ بملايين الدولارات إلى بعض الجماعات المعروفة بمعاداتها للإسلام.

وذكر التقرير أن نتائج التحقيقات تظهر أن المؤسسة الوطنية المسيحية خصصت 56.1 مليون دولار بين سنتي 2015 و2017 لتمويل الجماعات ذات التوجهات المعادية للإسلام، كما أن معظم هؤلاء "النشطاء الاجتماعيين" الذين تلقوا أموالا من الصندوق الوطني لحقوق الإنسان يعارضون حقوق ممثلي الأقليات.

موافقة المتبرعين
وحسب تحليلات دقيقة أجراها صحفيون، فإن أولئك الذين تبرعوا بأموالهم لهذه المجموعات لا يجدون حرجا في رفع الشعارات المعادية للمهاجرين والمسلمين. وحظيت هذه التحقيقات باهتمام كبير، خاصة بعد الأحداث التي جدت مؤخرا في نيوزيلندا والهجوم على المسلمين في العديد من البلدان حول العالم.

ووفقا لما أكده المتحدث باسم المؤسسة الوطنية المسيحية ستيف تشابمان لصحيفة نيويورك تايمز، فإن آلاف الأميركيين "الكرماء" الذين يرغبون في القيام بالأعمال الخيرية يقومون بتمويل هذه المنظمة غير الربحية.

وخصصت هذه المؤسسة 1.7 مليار دولار في شكل منح لأكثر من مؤسسة خيرية بررت أنشطتها بتوفير خدمات المياه النظيفة والإسكان والغذاء للمحتاجين، كما أن العديد من الجماعات الدينية المحافظة في الولايات المتحدة تبرعت بمبالغ كبيرة لمختلف الجماعات التي تروج بنشاط لمصالحها.

ازدياد كبير
وأشار التقرير إلى أن هذه الجماعات الدينية تملك تحت تصرفها موارد مالية كبيرة. وحسب تقارير صادرة سنة 2015، فإن هذه الجماعات تحاول تطوير آفاقها السياسية، وتنفق في سبيل ذلك الكثير من الأموال، خاصة لقمع الأصوات المعارضة لها، كما تكشف تقارير "مركز قانون الحاجة الجنوبي" تزايد مستوى الكراهية تجاه الأجانب في الولايات المتحدة.

ولوحظ تزايد عدد الجماعات التي أنشئت على أساس الكراهية تجاه المسلمين بشكل خاص، ليصبح عددها 101 مجموعة سنة 2016، بعد أن كانت 34 مجموعة فقط، كما يلاحظ أنها تتركز في ولايات مثل نيويورك وبنسلفانيا ونيوجيرسي، كما سُجل وجود أنشطة مماثلة في ألاباما وكارولاينا الشمالية وجورجيا وفلوريدا وكاليفورنيا.

وفي سنة 2017، ازداد عدد هذه الجماعات التي تدعو إلى العنف واللجوء إلى الممارسات العنصرية زيادة ملفتة، ليبلغ 954 مجموعة.

واكتسبت هذه الجماعات قوة كبيرة، ويعتقد ناشطو حقوق الإنسان أن تناميها هذا ناتج عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تهدد المسلمين وتجاهر برفضهم في المجتمع؛ مما أدى إلى تفاقم الخلافات في المجتمع على أساس الدين.

المصدر : الصحافة الروسية