صحيفة نيوزيلندية: مرتكب مذبحة المسجدين حقق ما لم يكن بحسبانه

نيوزيلندا تتعاطف مع ضحايا الهجوم الإرهابي
رئيسة وزراء نيوزيلندا تتعاطف مع ضحايا الهجوم (الجزيرة)

جاءت افتتاحية صحيفة ستاف النيوزيلندية اليوم بعنوان "أشياء لم تكن بحسبان قاتل مسجد كرايست تشيرتش"، وقالت إن طموح القاتل كان أن ينظر إلى جرائمه على أنها من القوة، لكنها بدلا من ذلك تقف شاهدا على ضرر ضعف التفكير وعقل مختل وروح فقيرة لشخص خرج من ظلام العزلة الثقافية وارتكب جرائمه وسيعود إلى ظلام أعمق وعزلة أكثر عمقا، لأنه مهما كانت نتيجة العملية فقد جعلها حالته الطبيعية. والمستقبل الفاسد الذي ضحى من أجله بهؤلاء الأبرياء هو في الحقيقة ماض بعيد ومجتمع قبلي وحشي ران عليه الخوف من الغريب المتصور.

لكن الطبيعة البشرية تستصرخ الإنسانية، وهذا هو السبب في أن محاولاته لإحداث انقسام أدت إلى شيء مختلف تماما. فالأشخاص الذين سعى إلى فصلهم عن بعضهم بعضا، يقفون بدلا من ذلك جنبا إلى جنب لمواجهة ومعارضة ما تعترف به كل الثقافات العظيمة في العالم على أنها وحشية المتطرفين الذين يتربصون أحيانا ويختالون أحيانا بين ظهرانيهم.

عندما يجتاح المجتمع النيوزيلندي الحزن الجماعي والغضب وشعور غامر بالخطأ، تميل الأمور لتكون أكثر انفتاحا

وذكرت الصحيفة أن قاتل كرايست تشيرتش أطلق النار على الرجال والنساء كما لو كانوا عديمي الشأن إلا كوقود لخطته، والآن تحوّل المتهم إلى وجود غير واضح في تفكيرنا، بينما أولئك الثكالى حاضرون في وعينا، وإنسانيتهم ينظر إليها كما كانت دائما مسالمة. أما إنسانيته فهي محل شك. وأولئك الذين نجوا من رصاصاته سيرحب بعودتهم في مجتمع أوسع يشعر بالامتنان أكثر من ذي قبل ليكونوا بيننا.

وأضافت "سيجد كل من أوذي في نفسه أم لم يؤذ أنهم محاطون بعدد هائل من الأشخاص الذين يرغبون في المساعدة، وهذا هو السؤال الذي يطرحه الكثيرون ربما عن قصد أكثر مما كانت عليه الحال في الماضي".

لذا فإلى جانب التفكير في طريقة أفضل لمعايرة اليقظة من خلال حكومتنا ووكالاتها، والذي ينبغي أن نطلبه أكثر من موضوع منصات التواصل الاجتماعي، ومسألة حق حمل السلاح، أن تنشأ الدعوة المخلصة والعاجلة للتغيير الاجتماعي على مستوى أكثر خصوصية، وهذا هو المتوقع.

وتمضي الصحيفة "لقد علمتنا هذه المحنة ألا نغفل عن التغيير الذي حدث بالفعل بيننا منذ فجيعة يوم الجمعة. ومن هذا التغيير أن الخجل ضعف، وهذا شيء رائع. وإذا كان للخجول مكان بيننا فكذلك للقادمين الجدد".

وختمت الصحيفة بأنه عندما يجتاح المجتمع النيوزيلندي الحزن الجماعي والغضب وشعور غامر بالخطأ، تميل الأمور لتكون أكثر انفتاحا. فقد سعى رجل لديه أسوأ رغبة في العالم إلى تقسيمنا بشدة، ونطمح أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الحب، وأن يكون شخص أكثر أنسا وعلى سجيته سيساعدنا في تحقيق ما نصبوا إليه، وعلى أي حال رب ضارة نافعة.

المصدر : الجزيرة