خبراء: السعودية ستوقف حرب اليمن إذا توقف الدعم الأميركي

FILE - In this Wednesday, April 8, 2015 file photo, smoke billows from a Saudi-led airstrike in Sanaa, Yemen. With the combatants pounding each other in residential areas and Saudi-led coalition warplanes bombarding from the sky, Yemen’s war is wreaking a particularly bloody toll among civilians: more than 550 dead the past month, including at least 115 children, according to the UN. So far, relatively muted international outcry has put little pressure on the warring sides to stop. (AP Photo/Hani Mohammed, File)
أدت الغارات السعودية على المناطق السكنية إلى خسائر باهظة في أرواح المدنيين وتدمير البنية التحتية اليمنية (أسوشيتد برس)

قال خبراء لموقع ميدل إيست آي البريطاني إن إنهاء الدعم الأميركي لقوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن من شأنه أن يحد من جهود الرياض الحربية ويعجل بإنهاء ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ووصف السفير الأميركي السابق لدى السعودية روبرت جوردان الدعم الأميركي بأنه حيوي لقدرات الرياض العسكرية.

وقال جوردان لموقع "ميدل إيست آي" الأسبوع الماضي "إذا علَّقنا توفير قطع غيار لطائرات أف 15 الخاصة بهم، فإن قوتهم الجوية سوف تتعطل في غضون أسبوعين".

وأضاف "لذا أعتقد أن هناك احتمالا كبيرا أنه إذا حدث ذلك، فسيجدون جاذبية أكثر نحو الذهاب إلى طاولة المفاوضات والتفاوض".

وصوّت على التشريع الأميركي المقترح بشأن وقف الدعم العسكري الأميركي عن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، من قبل مجلس النواب الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يصوت عليه مجلس الشيوخ الذي وافق على اقتراح مماثل في أواخر العام الماضي في وقت لاحق.

دور أميركي
وقال خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن العاصمة، إن كلا من واشنطن والرياض يرغبان في التقليل من تأثير المشاركة الأميركية في اليمن، لكن دور الولايات المتحدة في الحرب يظل "بالغ الأهمية" من الناحية اللوجستية والسياسية. فإلى جانب المساعدات العسكرية، فإن واشنطن توفر "غطاء نفسيا وإستراتيجيا" للحرب السعودية في اليمن على حد قوله.

ويعتقد جهشان أنه إذا سحب الدعم الأميركي "فستشعر السعودية بأنها مجبرة على إنهاء هذه الحرب بشكل أسرع مما تريد".

وبينما يواجه ترامب انتقادا في كثير من الأحيان بسبب علاقته القوية بحكام المملكة العربية السعودية، فقد بدأ الصراع في اليمن في عهد سلفه باراك أوباما، حيث شنت السعودية والإمارات حملة قصف شاملة في اليمن في عام 2015 لاستعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة على صنعاء بعد أن استولى الحوثيون عليها.

وفي حين لا يحظر مشروع قانون الكونغرس المبيعات العسكرية، فإن المشرعين الأميركيين مستعدون للتدقيق في مشتريات سعودية مستقبلية من الأسلحة الأميركية، مدفوعين في ذلك بالغضب الذي أثاره اغتيال الكاتب الصحفي بواشنطن بوست جمال خاشقجي، من قبل فريق سعودي.

تنسيق العمليات
وقد شملت المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إعادة تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو، والمساعدة في الحصار البحري، والمساعدة في تنسيق العمليات العسكرية، من بين أمور أخرى.

وقال نبيل خوري، وهو دبلوماسي أميركي سابق عمل في اليمن من عام 2004 إلى عام 2007، إن المساعدات كانت حيوية للخطط العسكرية السعودية. مضيفا أن "اعتماد السعودية والإمارات بشدة على الدعم الأميركي أمر لا يمكن إنكاره".

وأضاف "بالتأكيد في البداية، لم يكن بإمكانهم البدء بهذه الحرب دون دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة"، لكن على مدى سنوات الحرب، طورت الرياض وأبو ظبي قدراتهما العسكرية الخاصة باستئجار خبراء ومرتزقة من القطاع الخاص لمساعدتهم.

وأوضح أنه عندما توقفت واشنطن عن إعادة تزويد القوات السعودية بالوقود من الجو في العام الماضي، اكتسب السعوديون القدرة على القيام بذلك من تلقاء أنفسهم.

وقال خوري، إن إنهاء المساعدات التي تقدمها واشنطن، بما في ذلك بيع الأسلحة، سوف يجبر السعودية على إنهاء الصراع. واستشهد بتصريح للرئيس ترامب العام الماضي قال فيه إنه خاطب الملك سلمان قائلا قد لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا.

وفي أواخر عام 2018، دعا كل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس إلى إنهاء الصراع في اليمن، ورغم ذلك لم تفعل واشنطن الكثير للضغط على حلفائها السعوديين والإماراتيين من أجل التوصل إلى سلام دائم.

المصدر : الصحافة البريطانية