موقع نيوزيلندي: كيف تجذّرت العنصرية في السياسة السائدة بأستراليا؟

Anti-islamic protesters hold banners as they stand in front of members of the New South Wales (NSW) Police riot squad outside the Parramatta mosque in Sydney, Australia, 09 October 2015. Anti-Islamic protestors plan to rally and call for the Parramatta mosque to be shut down, following the killing of NSW police accountant Curtis Cheng by a 15-year-old boy, who attended the mosque on 02 October just before killing the 58-year-old accountant. EPA/DEAN LEWINS AUSTRALIA AND NEW ZEALAND OUT

قال موقع "ستف" الإخباري النيوزيلندي إن العنصرية باتت متجذرة في السياسة العامة السائدة في أستراليا.

وذكر الموقع في مقال تحليلي حول الهجوم على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا على يد متطرف أبيض أسترالي الجمعة الماضي، أن القومية البيضاء أضحت جزءًا من التيار السياسي العام في أستراليا.

وانطلق الموقع في تحليله من تبني وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون العام الماضي قضية المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، وأخذ على عاتقه مهمة تنوير الرأي العام في بلاده بمحنتهم.

تعاطف عنصري
وكان داتون قد وصف مزارعي جنوب أفريقيا البيض بالشعب المنسي والمضطهد في بلده، موضحا أنهم قد يجدون العطف والعون الإنساني من أستراليا.

وأشار الموقع النيوزيلندي إلى مرور بعض الوقت منذ أن أعلن الوزير داتون أن أستراليا قد تستوعب مزارعي جنوب أفريقيا البيض ضمن برنامج الهجرة، بذريعة أنهم يتعرضون للاضطهاد في وطنهم.

وبحسب التحليل الإخباري، فقد ظن مزارعو جنوب أفريقيا البيض أن ذلك الإعلان لا يعدو أن يكون فكرة وهمية مستمدة من العالم السفلي للإنترنت، الذي يزعم أن البيض مضطهدون ويعانون تحت وطأة العنصرية في بلادهم من قبل غير البيض.

وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون (يمين) تبنى العام الماضي قضية المزارعين البيض في جنوب أفريقيا (غيتي)
وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون (يمين) تبنى العام الماضي قضية المزارعين البيض في جنوب أفريقيا (غيتي)

غير أن الموقع الإخباري أوضح أن فكرة استيراد مزارعي جنوب أفريقيا البيض إلى أستراليا سرعان ما انقشعت، لكن الفكرة التي ظل الإعلام يتناولها طوال أسبوع أو نحو ذلك، تُعد نموذجا جيدا للكيفية التي تتبدل فيها الآراء يمنة ويسرة بين السياسيين ووسائل الإعلام فيما يُعرف اصطلاحا في الغرب بـ"نافذة أوفرتون".

طرح تجريبي للأفكار
ونافذة أوفرتون هي مجموعة من الأفكار تجد قبولا في الخطاب الشعبي العام، وتتضمن تشكيلة من السياسات يقترحها أحد السياسيين من دون أن يبدو مغاليا في طرحه بغية أن يظفر بمنصب رفيع في الدولة أو يحتفظ به.

ومنذ مجزرة نيوزيلندا، هناك افتراض يتردد مفاده أن مجموعة الأفكار السائدة بدأت تتغير في تلك الدولة، الجزيرة الواقعة غرب المحيط الهادي، حتى يتسنى لفكرة القومية البيضاء أن تترسخ ضمن التيار العام السائد في البلاد.

والعام الماضي، بلغ هذا الخطاب ذروته في تصويت بمجلس الشيوخ الأسترالي حول مشروع قرار مؤيد لشعار مرفوع في عدد من الدول الغربية يمجّد العنصر الأبيض، وذلك ردا على ما يراه الأستراليون نزعة عنصرية معادية للحضارة الغربية. غير أن مشروع القرار هُزم بفارق ضئيل.

ومهما يكن من أمر، فإن تأثير ذلك التصويت أفضى لأن يجد الشعار طريقه إلى غرفة البرلمان العليا (مجلس الشيوخ) باعتبارها فكرة تستحق الدراسة.

المصدر : الجزيرة