الإقبال الضعيف يؤجل انتخابات نقابة الصحفيين في مصر

People and vehicles move past a black sign that reads
الانتخابات تجرى لاختيار نقيب جديد للصحفيين إلى جانب نصف أعضاء مجلس النقابة (رويترز)

بسبب الإقبال الضعيف وعدم اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين تقرر تأجيل انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين في مصر لمدة أسبوعين.

وتجرى الانتخابات لاختيار نقيب جديد من بين 11 مرشحا، وكذلك لاختيار نصف أعضاء مجلس النقابة من بين 52 مرشحا.

وشهدت الساعات الأولى إقبالا ضعيفا من الصحفيين وسط تشديدات أمنية، وحرص عدد من المرشحين على استقبال الناخبين أمام سرادق الانتخابات لتوزيع برامجهم الانتخابية.

وتجرى الانتخابات في 31 لجنة انتخابية داخل مقر النقابة العامة بوسط القاهرة، بالإضافة إلى لجنة واحدة في مقر النقابة الفرعية بالإسكندرية (شمال)، ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية الذين يحق لهم التصويت 8624 صحفيا.

ويأتي أغلبية المرشحين لمقعد النقيب وعضوية مجلس النقابة من الصحف الحكومية مثل الأهرام والأخبار والجمهورية، وهي الصحف التي يعمل فيها العدد الأكبر من الصحفيين المصريين، وهو ما يرجح فوز المرشحين من هذه الصحف.

ومن أبرز المنافسين على مقعد النقيب الكاتب الصحفي المقرب من السلطة ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الذي أدى ترشحه إلى انسحاب النقيب الحالي عبد المحسن سلامة من السباق الانتخابي، هذا الانسحاب فسره الصحفيون بتأييد السلطات لرشوان، وأن سلامة لا يستطيع المنافسة دون تأييد الدولة.

ويتوقع الصحفيون فوز رشوان في ظل غياب المنافسة، وهو ما قارنه البعض بموت الحياة السياسية المصرية وغياب المنافسة، سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية.

ووفقا لقانون النقابة، يجب أن يحصل أحد المرشحين لمنصب النقيب على الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة، وإذا لم يحصل أحدهم على النسبة المطلوبة تعاد الانتخابات بين المرشحين الحاصلين على أكثر الأصوات غدا السبت، ويكون الانتخاب في هذه الحالة بالأغلبية النسبية، وعند تساوي الأصوات يتم الاقتراع بين الحاصلين على الأصوات المتساوية.

كما ينص قانون النقابة على أن يكون انتخاب أعضاء المجلس بالأغلبية النسبية للأصوات الصحيحة للحاضرين، فإذا تساوت الأصوات بين أكثر من مرشح يتم الاقتراع بين الحاصلين على الأصوات المتساوية.

وينتقد صحفيون مصريون حصر عضوية النقابة على العاملين في الصحف الورقية الحاصلة على رخصة مصرية، حيث يوجد المئات من الصحفيين العاملين في الصحف الإلكترونية أو بالخارج، ولا يستطيعون الحصول على عضوية النقابة، مطالبين بفتح أبواب النقابة لكل العاملين في المهنة على غرار النقابات المهنية في العالم.

‪مصر تحتل المرتبة الـ161 من أصل 180 بلدا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة‬ (الجزيرة)
‪مصر تحتل المرتبة الـ161 من أصل 180 بلدا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة‬ (الجزيرة)

التضييق على الإعلام
وتأتي انتخابات نقابة الصحفيين في وقت تشهد فيه مصر تراجعا في مستوى الحريات، خاصة حرية الرأي والتعبير والتضييق على الإعلام.

وتحتل مصر المرتبة الـ161 من أصل 180 بلدا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" في 2018.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت المنظمة أن هناك ما لا يقل عن 32 صحفيا مصريا يقبعون خلف القضبان، معظمهم قيد الحبس الاحتياطي، علما أن فترة الاحتجاز تتجاوز أحيانا الحد الأقصى القانوني، في حين لا يعرفون بالضبط التهم الموجهة إليهم رسميا.

غير أن رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر مكرم محمد أحمد -وهو نقيب الصحفيين الأسبق- نفى وجود أي صحفيين معتقلين في مصر، متهما زملاءه المعتقلين بأنهم "جاهليون يطالبون بالحرب على الغرب المسيحي".

وفي سياق متصل، أعرب المرصد العربي لحرية الإعلام عن استنكاره البالغ لمزاعم وزير الخارجية المصري سامح شكري بشأن تمتع الصحفيين والإعلاميين ووسائل الصحافة والإعلام بالحرية في مصر، وذلك خلال إلقاء بيان مصر أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف.

وأشار إلى توقيف وسجن ما يزيد على 90 صحفيا وصحفية، وحجب أكثر من 500 موقع، وضم عشرات الصحفيين والإعلاميين إلى قوائم الإرهاب، بسبب ممارستهم الصحافة، أو مواقفهم السياسية المعارضة للنظام، وإغلاق بعض الصحف والقنوات والبرامج المعارضة.

المصدر : الجزيرة