النخبة المهرية.. قوات مدعومة إماراتيا يجري تشكيلها شرقي اليمن

الجزيرة نت-خاص

من جديد، تحاول الإمارات بسط نفوذها على محافظة المهرة شرقي اليمن، المحاذية لسلطنة عمان، مع دعوة ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الموالي لها شباب المحافظة للالتحاق بقوات "النخبة المهرية".

وتأتي محاولة أبو ظبي للوجود في المحافظة -التي تعد ثاني كبرى محافظات اليمن حجما- رغم فشلها منتصف 2017 في تحقيق خطوة مماثلة، بعد أن حاولت استقطاب ألفي جندي لإنشاء قوات موالية لها في المنطقة على غرار قوات الحزام الأمني في مدينة عدن ومحافظات الجنوب، وقوات النخبة الشبوانية في شبوة، والنخبة الحضرمية في حضرموت.

ووقتها لم يستجب إلا عدد محدود من الشباب، لتنسحب الإمارات مجبرة من المهرة مع كل المعدات العسكرية التي كانت قد قدمتها للمحافظة، ونقلتها إلى محافظة شبوة.

وتوجد في المهرة التي ظلت بعيدة عن الحرب التي تشهدها اليمن منذ مطلع العام 2015، قوات موالية للحكومة اليمنية، غير أن القوات السعودية بسطت نفوذها منذ 2018، وسيطرت على مطار الغيضة مركز المحافظة، والمنافذ الرئيسية وميناء نشطون ومديريات سيحوت وحوف وقشن.

لكن الاحتجاجات تصاعدت ضد الوجود السعودي، مما دفع الإمارات للعودة مجددا للمحافظة عبر "المجلس الانتقالي".

‪بيان صادر عن زعماء قبائل حوف بالمهرة ضد وجود أي قوات في المنطقة‬ (مواقع التواصل)
‪بيان صادر عن زعماء قبائل حوف بالمهرة ضد وجود أي قوات في المنطقة‬ (مواقع التواصل)

مرة أخرى
وحاليا تصاعدت التحذيرات في المحافظة من خطورة تشكيل مليشيا خارج أجهزة الدولة يسعى لتشكيلها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات عبر دعوات أطلقها للتجنيد في المحافظة.

ويقول محمد الحمادي، وهو أحد سكان المهرة، للجزيرة نت إن المجتمع المهري لن يستجيب لدعوات التجنيد، لأن المحافظة تحظى باستقرار نسبي، ويخشى السكان تكرار تجربة ما يحدث في عدن والمحافظات الجنوبية.

ويضيف "ما تمارسه الإمارات من انتهاكات بحق المدنيين، جعل سكان المهرة يرفضون وجودها".

ويشير إلى أن الإمارات وجدت قبل عامين، وجنّدت قوات موالية لها، لكن رفض المجتمع لوجودها أجبرها على الانسحاب، لتحل محلها القوات السعودية التي تواجه أيضا رفضا مماثلاً.

صراعات مسلحة
ويرى وكيل المحافظة بدر كلشات أن إنشاء قوات خارجة عن سيطرة الحكومة سيفتح المجال لصراعات مسلحة، وسيقوض السلطات المحلية ويعطّل أي دور مساند وداعم لها.

وحذر كلشات في تصريح للجزيرة نت من أن تلك القوات تهدد السلم الاجتماعي، ووجودها قد يسبب صداما مع رجال القبائل، الذين سبق أن أدانوا ورفضوا أي وجود عسكري.

وقال إن "محاولة استنساخ التجربة السيئة للأحزمة الأمنية في عدن ونقلها إلى المهرة بطريقة سياسية مباغتة، وإيهام أبناء المحافظة أن التجنيد والقيادة سيكونان لهم ما هو إلا ذر للرماد على العيون".

وشدد على أن تلك القوات الهدف منها إشعال صراعات مسلحة تغرق المحافظة الحدودية مع عمان في أتون العنف.

من جهة أخرى يرى مستشار وزير الإعلام والمستشار السابق في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي أن تلك الخطوة تهدف لنقل تجارب إنشاء مليشيات خارج إطار الدولة، وإحلالها محل المؤسسات الأمنية والعسكرية الشرعية.

ويذهب الرحبي في حديثه للجزيرة نت إلى أن تلك التحركات "قد تكون محاولة للإمارات من أجل ابتزاز عُمان ومحاولة الإضرار بها، حيث إن للسلطنة ارتباطات وثيقة مع أبناء المهرة بحكم الجوار".

‪توجد في المهرة قوات للجيش اليمني في ظل تنافس بين السعودية والإمارات للسيطرة عليها‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪توجد في المهرة قوات للجيش اليمني في ظل تنافس بين السعودية والإمارات للسيطرة عليها‬ (الجزيرة-أرشيف)

هدف القوات
ووفق معلومات عسكرية حصلت عليها الجزيرة نت، فإن الإمارات تسعى لإخضاع المحافظة بالكامل تحت سيطرتها في أقرب وقت، في ظل الحضور العماني القوي والمتنامي في المحافظة، عبر زعماء القبائل.

وبحسب مصدر عسكري فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن الإمارات حددت عبر الموالين لها استقطاب 500 جندي من كل مديرية في المهرة، بواقع 5 آلاف جندي من 9 مديريات، إضافة لمدينة الغيضة.

لكنه يشير إلى أن الإقبال على الالتحاق بالتجنيد ضعيف جدا بسبب معارضة السكان للوجود الإماراتي، مما قد يدفع بـ"الانتقالي الجنوبي" لضم جنود من المحافظات الموالية له، خصوصاً محافظتي الضالع ولحج.

ووفق المصدر فإن تلك القوات تتلقى التدريب في قاعدة العند بلحج، ونُقل أكثر من ألفي جندي للتدريب في معسكر الخالدية بمنطقة رماة في حضرموت، ويتلقى الضباط الذين سيقودون تلك القوات تأهيلا عسكرياً في أبو ظبي.

المصدر : الجزيرة