نيويوركر: الصفقة الحقيقية وراء تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران

سلّطت الكاتبة روبن رايت الضوء على الصفقة الحقيقية وراء تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران، وأفادت في تقرير نشرته مجلة نيويوركر الأميركية بأن هذه الصفقة أنقذت الباحث الأميركي شيوي وانغ من عقوبة السجن لمدة عشر سنوات في إيران بتهمة التجسس.

وتشير إلى أن السلطات الإيرانية قبضت على هذا الباحث في عام 2016 أثناء إجرائه أبحاثا تتعلق بأطروحة الدكتوراه في الأرشيف الوطني لطهران في عهد سلالة القاجار في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وتضيف أن عملية التبادل وضعت حدا لقضية العالم الإيراني المثير للجدل مسعود سليماني، الذي تعرّض للاعتقال إثر وصوله للأراضي الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 وهو في طريقه لزيارة باحث في المجموعة الطبية مايو كلينك، حيث وُجّهت له تهمة محاولة تصدير مواد بيولوجية من الولايات المتحدة إلى إيران دون تصريح، الأمر الذي اعتُبر خرقا للعقوبات الأميركية على طهران.

حجز الرهائن
وذكرت الكاتبة أن مسؤولا رفيع المستوى في إدارة ترامب أدلى بتصريح صحفي عبر فيه عن أمله في أن يكون الإفراج عن وانغ بمثابة "إشارة على أن الإيرانيين باتوا يدركون أن اتباعهم لدبلوماسية حجز الرهائن ينبغي أن تنتهي".

وتشير المجلة إلى أنه لا يزال هناك ستة أميركيين آخرين محتجزين في إيران، بما في ذلك روبرت ليفنسون الذي اختفى خلال رحلته إلى إحدى المدن الإيرانية قبل 12 عاما، وأن إدارة ترامب في المقابل اعتقلت ما لا يقل عن 13 إيرانيا في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين.

ويُنسب فضل نجاح عملية تبادل الأسرى إلى ترامب، بالإضافة إلى جهود الحكومة السويسرية، التي مثلت المصالح الأميركية مع إيران منذ أن قطعت واشنطن علاقاتها مع طهران في عام 1980.

وفي زيوريخ، تسلّم المبعوث الأميركي الخاص لإيران برايان هوك، المحتجز وانغ، حيث نشرت وزارة الخارجية الأميركية تغريدة تضمنت صورة لهما على مدرج المطار.

وراء الكواليس
وفي هذا الصدد، قال جيسون بوبليت، محامي عائلة وانغ، الذي شعر بالإحباط بسبب عدم توصل الإدارة الأميركية إلى حل، إنه تواصل مع عضو الكونغرس الأميركي السابق جيم سلاتري.

وتضيف الكاتبة أن سلاتري انخرط على مدى سنوات مع الإيرانيين في حوار حول الأديان السماوية، وأنه سافر إلى إيران والتقى بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وسفير إيران لدى الأمم المتحدة ماجد تخت رافانشي، الذي تخرج في جامعة كانساس.

وبذلت هذه الأطراف جهودا حثيثة وراء الكواليس بالتعاون مع الولايات المتحدة والأحزاب الإيرانية وأفراد عائلات الأسرى.

وفي السياق ذاته، قال السفير الأميركي السابق بالأمم المتحدة، بيل ريتشاردسون إنه "قضى قرابة عشرين شهرا في التفاوض مع إيران وراء الكواليس".

وأشارت الكاتبة إلى أن النجاح في الإفراج عن الأميركيين المسجونين خارج البلاد يعتبر من بين أصعب التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة. وعادة ما تشمل مثل هذه العمليات عددا كبيرا من الأطراف المشاركة والمصالح المشتركة، وغالبا ما تتم خارج الأراضي الأميركية مثلما حدث في الصفقة الأخيرة مع إيران.

نقطة تحول
وتشير الكاتبة إلى أنه خلال أبريل/نيسان الماضي، حدثت نقطة تحول رئيسية في ملف الأسرى، وذلك عندما أعرب ظريف عن اهتمامه بشكل علني بتبادل الأسرى.

وأكدت الكاتبة أن الوضع القانوني لسليماني كان من أكثر جوانب صفقة تبادل الأسرى صعوبة.

وأفادت الكاتبة بأن مدير المشروع الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، يرى أن التبادل كان سببا للتفاؤل، رغم أنه لا يمثل سوى خطوة واحدة في عملية التعامل في ظل أربعين عاما من التوترات بين البلدين. وفي هذا الصدد، قال فايز "يمثل التبادل خطوة إيجابية للغاية، لأنها المرة الأولى التي تتفق فيها إيران والولايات المتحدة على شيء في ظل إدارة ترامب".