بعد الهجمات على الحشد.. بغداد تقرر استدعاء السفير الأميركي وواشنطن تتهمها بالتقصير

أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها قررت استدعاء السفير الأميركي عقب استهداف إحدى فصائل الحشد الشعبي ومقتل وإصابة العشرات، ولوحت بغداد بإعادة النظر في العلاقة مع التحالف الدولي، في حين اتهمتها واشنطن بالتقصير بحماية قواتها وأكدت حقها في الرد على أي اعتداء.

وقالت الخارجية العراقية في بيان إنها ستستدعي السفير لإبلاغه بأن العراق لا يسمح بأن يكون ساحة صراع أو ممرا لتنفيذ اعتداءات.

وأكدت الحكومة العراقية في بيان عقب اجتماع مجلس الأمن الوطني أن ما جرى يدفعها إلى مراجعة العلاقة مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وسياقات العمل معه. وقد شدد مجلس الأمن الوطني العراقي على أن العراق يرفض أن يكون ساحة اقتتال أو طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي.

وكانت القوات الأميركية بالعراق أعلنت الأحد استهدافها مواقع لكتائب حزب الله العراقية، ثلاثة في العراق واثنان في سوريا، وذلك ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين في كركوك، وأسفرت عن مقتل متعاقد مدني أميركي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأميركية.

بدوره، أعلن الحشد الشعبي ارتفاع عدد قتلى القصف على مواقعه غربي الأنبار الأحد إلى 28 شخصا، والجرحى إلى 51، وقال القيادي فيه أبو مهدي المهندس إن الرد سيكون "قاسيا جدا".

من جانبه، وصف رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي الهجوم الأميركي على مواقع للحشد الشعبي بالعدوان الخطير، وقال إن الحكومة العراقية حاولت وقفه ومنعه، دون جدوى.

وأضاف عبد المهدي -في كلمة أثناء اجتماع مجلس الوزراء أمس الاثنين- أن الهجوم لم يكن بناء على أدلة أو معطيات، بل بناء على تصورات ومواقف سببها التوتر والصراع الإيراني الأميركي.

من جانبه، دان مكتب المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني في بيان الاثنين "الاعتداء الآثم"، مشددا على "ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الرد على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف".

أما قائد التيار الصدري مقتدى الصدر فأعرب عبر تويتر عن استعداده للعمل مع منافسيه من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق "بالطرق السياسية والقانونية"، مضيفا "إذا لم تنسحب القوات الأميركية فسيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم".

الموقف الأميركي
في المقابل، قال مسؤول بارز في الخارجية الأميركية إن بلاده لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط، لكنها لن تسمح لإيران باستخدام وكلائها للاعتداء على الأميركيين.

وأضاف أنه خلال الشهرين الماضيين فقط وقع 11 اعتداء على مواقع عراقية تستضيف قوات أميركية.

وأكد المسؤول في الخارجية الأميركية أن بلاده سترد في أي مكان، لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، وليس في العراق فقط.

كما أوضح أنه تمت مشاركة معلومات مع الحكومة العراقية لحثها على القيام بمسؤولياتها في حماية القوات الأميركية التي تستضيفها، لكنها لم تفعل.

بدوره قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك إن الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي، كانت لردع الهجمات الإيرانية، وإن كتائب حزب الله العراقية مليشيا مدعومة من إيران وتنتهك السيادة العراقية.

وأشار هوك إلى أن الضربات استهدفت مخازن أسلحة ومواقع تحكم لتنفيذ هجمات على الأميركيين والعراقيين، وأن وجود القوات الأميركية في العراق هو بدعوة من الحكومة العراقية.

كما قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر إن الأهداف التي ضُـربت مهمة، وإن الهدف على الجانب السوري أكثر أهمية.

وأكد أن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد، وأن الغارات التي شُـنت مساء السبت كانت رسائل لإيران بعد شهور من ضبط النفس الذي مارسته إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وفي هذا السياق، بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجوم الأخير في العراق الذي أدى إلى مقتل متعاقد أميركي. 

وقالت الخارجية الأميركية في بيان، إن بومبيو أكد خلال اتصال هاتفي مع غوتيريش، أن ما دعاها بالهجمات الدفاعية التي نفذتها بلاده كانت تهدف إلى ردع إيران.

لكن طهران نفت -على لسان المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي- أي دور لها في الهجوم على القوات الأميركية بالعراق، متهمة الولايات المتحدة بمحاولة تبرير هجماتها المخالفة للقوانين الدولية وقتلها للمدنيين عبر مزاعم لا أساس لها من الصحة، حسب وصفه.

المصدر : الجزيرة + وكالات