حراس آخرون لنفط الخليج.. خصوم واشنطن يستعرضون قوتهم في المحيط الهندي

epa08091970 A handout picture made available by the Iranian navy official website shows the arrival of Russia's navy ship at the in Chahbahar port in southern Iran, 27 December 2019, during joint Iran-Russia-China joint naval drills in the Indian Ocean and the Gulf of Oman. Iran, China and Russia started four days of joint naval drills in the Indian Ocean and the Gulf of Oman, the commander of Iran's flotilla announced. EPA-EFE/IRANIAN NAVY / HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
المناورات تغطي مساحة 17 ألف كيلومتر ومن المقرر أن تستمر أربعة أيام (الأوروبية)

طهران-الجزيرة نت

 

في منطقة تضم معابر النفط المهمة، انطلقت اليوم الجمعة في المحط الهندي مناورات بين إيران وروسيا والصين "لتعزير أمن التجارة البحرية الدولية ومكافحة القرصنة وتبادل المعلومات والتجارب في مجال الإنقاذ البحري".

وإذا كانت المناورات ترفع شعار حماية "الملاحة البحرية"، فإنها تحمل رمزية سياسية وعسكرية لكونها تقام في منطقة تمارس فيها واشنطن نفوذا قويا منذ عقود تحت ذريعة ضمان تدفق الإمدادات النفطية إلى الأسواق العالمية.

وخلال الأشهر الماضية، أصبحت المياه المحيطة بإيران محورا للتوترات الدولية، حيث
تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لوقف مبيعات النفط الإيراني.

وقد أعلن الأدميرال غلام رضا طحاني مساعد قائد القوة البحرية الإيرانية لشؤون العمليات عن انطلاق المناورات البحرية الكبرى بين يران وروسيا والصين في شمال المحيط الهندي صباح اليوم الجمعة.

وتجمع هذه الدول روابط اقتصادية ومصالح إستراتيجية في الشرق الأوسط، ولديها كلها خصومات سياسية وتجارية مع الولايات المتحدة الأميركية.
 
وقال الأدميرال طحاني إن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إيران "منذ انتصار الثورة الإسلامية بمناورات مشتركة مع القوتين البحريتين الكبيرتين في العالم (روسيا والصين) وفي هذا المستوى، ومن المؤكد أن الدول المتقاربة أكثر مع بعضها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا تعمل معا لتوفير الأمن الجماعي".
 
وأوضح أن التمرينات التكتيكية متنوعة ومن ضمنها "إنقاذ السفن المتعرضة لحريق وتحرير السفن التي تتعرض للاعتداء والرمي على أهداف محددة وسائر التمرينات التكتيكية والعملانية المخطط لها".
 
المضايق الثلاثة
وحول أهمية منطقة المناورات، قال إن المحيط الهندي يعد ثالث أكبر محيط بالعالم وتطل عليه دول مهمة جدا وتتضمن المضايق المهمة الثلاثة وهي: باب المندب ومالاجا وهرمز.

وأضاف أن رسالة هذه المناورات هي السلام والصداقة والأمن المستدام في ظل التعاون والاتحاد الجمعي، ومن نتائجها أنه "لا يمكن فرض العزلة على إيران".
 
وتغطي المناورات مساحة 17 ألف كيلومتر، ومن المقرر أن تستمر أربعة أيام.

وتكمن أهمية هذه المناورات في أن طهران اقترحتها للمرة الأولى عقب استهداف منشآت شركة أرامكو السعودية وتصاعد الضغوط الأميركية على إيران، وفق الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني.

رسالة إلى أميركا
وأضاف أصلاني للجزيرة نت أن المناورات تحمل رسالة إلی الجانب الأميركي بشأن استحالة عزل إيران. وأوضح أن الروس يشاركون في المناورة وفق "رؤية الأمن الجماعي" التي سبق أن قدمتها موسكو للأمم المتحدة.

كما أن بكين باعتبارها أكبر مستورد للنفط ترى مصلحتها في استتباب الأمن في مضيق هرمز الذي يتدفق عبره نحو خُمس إمدادات النفط في العالم.

وتأتي المناورات وسط توتر أميركي إيراني متصاعد على خلفية خروج واشنطن من الاتفاق النووي وإعادتها العقوبات على طهران من جهة، واستهداف ناقلات النفط في المياه الخليجية من جهة أخرى.

ورأى أصلاني أن تعزيز طهران تعاونها مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا سيفشل المساعي الأميركية لعزل إيران، وسيقلل من إمكانية القيام بخطوة عسكرية ضدها.

‪جانب من ترحيب البحرية الإيرانية بالسفن الصينية والروسية المشاركة في المناورات‬ (الأوروبية)
‪جانب من ترحيب البحرية الإيرانية بالسفن الصينية والروسية المشاركة في المناورات‬ (الأوروبية)

من جانبه، يرى الباحث في الشؤون العسكرية حسين دليريان أن المناورات مرتبطة بتوجه الدول المشاركة إزاء الحضور الأميركي خلال السنوات الماضية بالشرق الأوسط فيما يتعلق بأمن مضيق هرمز وبحر عمان.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر دليريان أن المناورات تأتي في سياق استعراض قوة الجمهورية الإسلامية حيال التدخلات الأميركية والبريطانية في المياه الخليجية، وهي مؤشر على وقوف بكين وموسكو إلى جانب طهران فيما يتعلق بالأجندات المشتركة.

نواة تحالف إستراتيجي
وأضاف أن "المناورات التي انطلقت صباح اليوم تشكل بداية للتعاون العسكري الشامل للدول المشاركة بعد انتهاء الحظر الأممي للأسلحة المفروض على إيران".

ويفترض أن تنتهي صلاحية الحظر الأممي على توريد طهران الأسلحة في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بموجب بنود الاتفاق النووي الموقع بين طهران والقوى الست الكبرى عام 2015.

وتوقع الباحث في الشؤون العسكرية أن يتحول التعاون العسكري بين طهران وموسكو وبكين إلى تحالف إستراتيجي قريبا "وستواصل الدول الثلاث -وفقا لأهدافها ومصالحها المشتركة- تمرينات عسكرية بشكل دوري خلال الفترات المقبلة".

ورأى أن التعاون العسكري بين طهران وموسكو وبكين سيدفع بعض الأطراف إلى التراجع عن المشاركة في التحالف المزمع تشكيله بقيادة الولايات المتحدة للملاحة البحرية، "وذلك تفاديا لأي مواجهة محتملة مع هذا الثلاثي".

وفي البرلمان الإيراني، رأت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أن المناورات التي انطلقت اليوم تدل على فشل الدبلوماسية العسكرية الأميركية في عزل إيران عن العالم.

وقال عضو اللجنة النائب علاء الدين بروجرودي إن المناورات تبعث برسالة مهمة مفادها أن زمن الغطرسة الأميركية في المنطقة قد ولّی.

المصدر : الجزيرة + وكالات