واشنطن بوست: روسيا تحاول تجويع ملايين السوريين الأبرياء

Airstrikes in Syria's Idlib - - IDLIB, SYRIA - DECEMBER 21: Injured Syrians are being moved away from the site after airstrikes carried out by Assad Regime over Saraqib district in the de-escalation zone of Idlib, Syria on December 21, 2019. Airstrikes killed 8 civilians and injured 20 others.
غارات جوية على ريف إدلب (الأناضول)

علق جوش روغين -وهو كاتب في الشؤون الخارجية والأمن القومي بصحيفة واشنطن بوست- بأنه في الوقت الذي يشق فيه نظام الأسد طريقه بالمذابح إلى نصر على الأرض في سوريا تستغل شريكته روسيا الأمم المتحدة لمحاولة قطع المساعدات الإنسانية عن ملايين السوريين الأبرياء الذين لا يزالون يعيشون خارج سيطرة الحكومة، في حين تحاول إدارة ترامب وقف خطة موسكو المشؤومة ولكن دون جدوى حتى الآن.

وأشار روغين إلى أن استخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) يوم الجمعة الماضي ضد قرار مجلس الأمن كان سيجدد جزئيا التفويض الدولي بطرق عبر الحدود تتيح تدفق الغذاء والدواء إلى أجزاء من سوريا خارج سيطرة الحكومة السورية.

وهذه الطرق من تركيا والعراق والأردن كانت قد حظيت بموافقة الأمم المتحدة طوال ست سنوات، لكن موسكو تسعى الآن إلى إغلاقها.

وترى الحكومة الروسية نظام الأسد يكسب الحرب، وتعتقد أن منع وصول الغذاء للناس الذين لا يزالون يقاومون حكم الأسد هو وسيلة فعالة لمساعدته.

وذكرت الصحيفة أن القرار رعته رسميا ألمانيا وبلجيكا والكويت وأيدته الولايات المتحدة.

في المقابل، اقترحت موسكو قرارا يحصر المساعدات في طريقين فقط يتفق عليهما، وهذا التعديل للقرار حصل على 5 أصوات فقط.

وأشارت إلى أن تفويض شحنات المساعدات عبر الحدود تنتهي صلاحيته في العاشر من يناير/كانون الثاني المقبل، والآن تسابق الحكومة الأميركية الزمن من وراء الكواليس لإيجاد طريقة لتجنب وقوع كارثة إنسانية أخرى في سوريا.

وقال روغين -نقلا عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية- إن جهد موسكو لحظر طرق المساعدات كان متعمدا وخطط له بعناية.

وأضاف أن الحكومة الروسية تكثف جهودها لمساعدة الأسد في تأمين نصر عسكري وإخراج الولايات المتحدة من البلاد.

وألمحت الصحيفة إلى اعتقاد موسكو بأن التزام الولايات المتحدة في سوريا يتلاشى، وهو انطباع تعززه سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفوضوية في المنطقة، بما في ذلك "فصامه الأخير" بشأن القوات الأميركية هناك، وهو ما جعل موسكو والأسد يضغطان بقوة من أجل إيجاد حل عسكري للحرب، وبالتالي تقليل أهمية الدبلوماسية الدولية، كما أنهما يكثفان هجماتهما على المدنيين.

ورأت أن خطة موسكو لقطع المساعدات الإنسانية هي جزء من حملة أوسع لإجبار كل مجموعات المساعدات على العمل من خلال حكومة دمشق، وهذا يعطي الأسد سيطرة على المساعدات المنقذة للحياة، مما يمكنه من إطعام أنصاره وتجويع أي شخص يقاوم حكمه الوحشي بينما يبتعد عن الجهود الدبلوماسية الدولية.

وختم الكاتب مقاله بأنه إذا لم تتزحزح روسيا عن موقفها فإنه يجب على الولايات المتحدة والحكومات الأخرى ذات الضمائر ضمان استمرار تدفق المساعدات إلى المدنيين الذين ما زالوا يقاومون النظام، فالحرب السورية لم تنتهِ بعد، ولا يمكن السماح للأسد وموسكو بتجويع ملايين الأبرياء ببطء لإجبارهم على الخضوع لهما.

المصدر : واشنطن بوست