بعد تحريض ضدها.. منظمات إغاثة تغلق مقراتها بالضالع جنوبي اليمن إثر قصف مجهولين

Hanaa Ahmad Ali Bahr, a malnourished girl holds a piece of bread in a shanty town in Hodeidah, Yemen March 25, 2019. REUTERS/Abduljabbar Zeyad
أوكسفام كشفت في تقارير لها أن اليمنيين يعانون من انتشار الأمراض والمجاعة (رويترز)

علقت ثلاث منظمات دولية إغاثية نشاطها في محافظة الضالع جنوبي اليمن غداة قصف مجهولين مقراتها أول أمس الأحد.

وقالت منظمة أوكسفام في بيان إنه تم استهداف مقرها في الضالع بقذيفتي "آر بي جي"، دون خسائر بشرية، مضيفة أنها علقت تحركات الموظفين والعمليات.

ونقلت الأناضول عن عمال محليين قولهم إن منظمتي "ميرسي كور"، و"أكتد" أوقفتا أيضا نشاطهما عبر دعوة عمالهما إلى عدم التوجه إلى العمل.

وأضاف العمال أن مجهولين أطلقوا في أوقات متقاربة فجر الأحد صواريخ "آر بي جي" على مقرات المنظمات الثلاث، مما أحدث أضرارا مادية، في حين كانت المقرات خالية من العمال.

وأشاروا إلى أن الاستهداف جاء في أعقاب خطابات كراهية وتحذيرات أطلقها من وصفوهم بـ"الخطباء المتشددين" يوم الجمعة الماضي من المنظمات الدولية.

وأوضحوا أن التحذيرات ذكرت أن المنظمات الدولية تشجع على الاختلاط بين الشباب والفتيات العاملين لديها، وتدفعهم إلى الخروج عن الإسلام، وتؤثر سلبا على العادات والتقاليد.

وتقدم المنظمات الثلاث مساعدات للمتضررين في الضالع، حيث تدور معارك ضارية منذ يونيو/حزيران الماضي بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثيين.

وأدان مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ هذه الهجمات، ودعا إلى تحقيق شامل.

وقال لوكوك في بيان إن ما حدث "تصعيد خطير بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني باليمن، خاصة أن هجمات مماثلة أجبرت 12 منظمة إنسانية على تعليق أعمالها في الضالع".

وأعلنت الحكومة اليمنية أمس الاثنين أنها ستلاحق العناصر الذين هاجموا مقرات هذه المنظمات، وستقدمهم إلى العدالة.

جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء معين عبد الملك مع محافظ الضالع اللواء علي مقبل في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) بحسب وكالة سبأ الرسمية.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 8 من كل 10 يمنيين يعيشون على المساعدات جراء الحرب المستمرة في بلدهم للعام الخامس.

وتبذل الأمم المتحدة جهودا متعثرة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب التي أسقطت 70 ألف ضحية بين قتيل وجريح -وفق منظمة الصحة العالمية- في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

أمراض ومجاعة
وكان تقرير لمنظمة أوكسفام قد أكد في وقت سابق أن اليمنيين يجبرون على الاختيار بين العلاج من الكوليرا وتوفير الطعام، مما يزيد تفاقم دوامة المعاناة الصحية والفقر.

واستعرضت أوكسفام في تقريرها "اليمن.. أزمة الكوليرا الكارثية" تفاصيل آثار تفشي المرض، حيث يتعين على العديد من اليمنيين الاختيار بين علاج آثار الكوليرا -التي يمكن أن تكون قاتلة إذا لم تعالج بسرعة- أو إعالة عوائلهم.

وأفاد التقرير بأن ثلثي اليمنيين لا يحصلون على المياه النظيفة، ويتوقع أن يتفاقم انتشار المرض وسط الحرب الدائرة التي تقودها السعودية ضد اليمن والتي أودت بحياة 10 آلاف بالفعل.

ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، في حين يحتاج المساعدة 24.1 مليون شخص (أكثر من ثلثي سكان اليمن) بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية بأنها الأسوأ في العالم حاليا.

المصدر : وكالات