انتخابات بريطانيا.. بدء الاقتراع ومصير البريكست على المحك

epa08064347 A voter leaves a polling station during the general elections in London, Britain, 12 December 2019. Britons go to the polls on 12 December 2019 for a general election to vote for a new parliament. EPA-EFE/NEIL HALL
ناخبة تغادر مركز اقتراع في لندن عقب إدلائها بصوتها في الانتخابات العامة المبكرة (الأوروبية)

بدأ الناخبون البريطانيون التصويت اليوم بالانتخابات العامة المبكرة لاختيار ممثليهم في البرلمان، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد بالمرحلة المقبلة، وتخيم على ثالث انتخابات تشريعية في أقل من خمس سنوات تساؤلات عن مصير الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وفتحت أكثر من أربعة آلاف مركز اقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش على أن تغلق في الساعة العاشرة مساء، ويبلغ عدد الناخبين أكثر من أربعين مليونا سيختارون 650 عضوا في مجلس العموم (البرلمان)، منها 533 مقعدا في إنجلترا و59 في أسكتلندا وأربعون في ويلز و18 في إيرلندا الشمالية.

وتتجه الأنظار لمعرفة إذا كانت الأمطار وبرودة الطقس مع حرارة تقترب من درجة التجمد، ستقلص من نسبة الإقبال على التصويت، ولا سيما في شمالي البلاد، وذلك في أول انتخابات تجرى في شهر ديسمبر/كانون الأول منذ قرابة القرن.

مأزق الانفصال
وجاءت هذه الانتخابات المبكرة نتيجة عجز حزب المحافظين الحاكم عن نيل موافقة أعضاء البرلمان على اتفاق الانفصال المتفق عليه بين لندن والاتحاد الأوروبي.

ويأمل رئيس الوزراء بوريس جونسون -الذي يقود حزب المحافظين- في تأمين أغلبية كافية في البرلمان تساعده في تمرير اتفاق البريكست، وبدء سريانه بحلول نهاية يناير/كانون الثاني 2020، وقد صرح رئيس الوزراء البريطاني في حملته الانتخابية بأن هناك فرصة في هذه الانتخابات لإنهاء أكثر من ثلاث سنوات من المأزق السياسي والضبابية.

وكانت أغلبية البريطانيين (52%) قد صوتت في استفتاء شعبي في عام 2016 لصالح خروج بلادهم من التكتل الأوروبي.

وتجرى الانتخابات الحالية وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة، على أن يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.

المعارضة العمالية
وفي مقابل وعود جونسون بالمضي قدما بتنفيذ البريكست، نددت المعارضة بقيادة حزب العمال في آخر يوم من أيام الحملة بما وصفته أكاذيب رئيس الوزراء، ولا سيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي خلال أقل من سنة بعد سريان البريكست.

وقال زعيم المعارضة جيريمي كوربن في آخر تجمع انتخابي له أمس الأربعاء في لندن، إنه يعد بتحقيق تغيير حقيقي في البلاد بعد قرابة العقد من حكم المحافظين.

وتهيمن على برنامج حزب العمال تعهدات بتأميم بعض القطاعات، وبتنفيذ استثمارات ضخمة، ولا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) التي أضعفتها سنوات من التقشف.

وأبقى كوربن موقفه ملتبسا حيال البريكست، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبيين على اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء جديد يخير البريطانيين بين البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي أو الانفصال عنه.

استطلاعات الرأي
ويفيد آخر استطلاعات الرأي المنشورة أمس بأن حزب العمال قلص الفارق بينه وبين حزب المحافظين إلى تسع نقاط مئوية، وهو ما قد يجعل البرلمان المقبل برلمانا متأرجحا دون أغلبية مريحة، كما وقع في انتخابات عام 2017.

وستصدر نتائج استطلاع الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز التصويت عند إغلاق الأخيرة، على أن تنشر النتائج الرسمية للانتخابات اعتبارا من الساعة الحادية عشرة ليلا بتوقيت غرينتش.

وقال مدير البحث السياسي في مؤسسة يوغوف لاستطلاعات الرأي كريس كورتيس لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الناخبين البريطانيين أكثر تقلبا من أي وقت مضى".

ويضيف كورتيس أن نتيجة المحافظين ستتوقف إلى حد بعيد على قدرتهم على اجتذاب ناخبي الدوائر التي تصوت تقليديا لحزب العمال في وسط البلاد وشمالها، غير أنها مؤيدة للبريكست.

كما ينبغي النظر إلى نتائج الأحزاب الصغيرة مثل الليبراليين الديمقراطيين والقوميين الأسكتلنديين، التي قد تنتزع من المحافظين والعمال على السواء بعض المقاعد، غير أن ذلك لن يكون كافيا للتأثير على نتائج الحزبين الرئيسيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات