استنفار أمني عراقي.. حشود المتظاهرين ببغداد ترفض دعوات للتوجه للمنطقة الخضراء

epa08059380 Iraqi protesters carry the Iraqi national flag and chant during a protest at the Al Tahrir square in central Baghdad, Iraq, 10 December 2019. Protests continue in Baghdad and southern Iraqi cities since October 2019 with rising casualties of more than 260 people, while protesters are calling for the resignation of all senior officials in the country after Prime Minister Adel Abdul Mahdi stepped down. EPA-EFE/AHMED JALIL
متظاهرون يرفعون العلم العراقي في ساحة التحرير ببغداد (الأوروبية)

احتشدت أعداد كبيرة من المتظاهرين اليوم الثلاثاء في ساحات الاحتجاج ببغداد وسط استنفار أمني، وحالوا دون توجه أي منهم إلى المنطقة الخضراء، وذلك بعد أيام من هجوم دام أسفر عن مقتل وجرح عشرات المعتصمين في ساحة الخلاني.

وانضم المزيد من المتظاهرين، وخاصة من المحافظات الجنوبية، إلى المعتصمين في ساحات الاحتجاج ببغداد، ونشر ناشطون بمواقع التواصل صورا تظهر أعدادا كبيرة من الناس بساحة التحرير.

كما توافد آلاف إلى ساحات المظاهرات في محافظات بابل وذي قار وميسان وكربلاء والنجف والديوانية والبصرة (وسط وجنوب البلاد).

وقال مراسل الجزيرة إن متظاهري ساحة التحرير ببغداد أقاموا عدة حواجز للفصل بينهم وبين القوات الأمنية الموجودة على جسر الجمهورية للحيلولة دون السماح لأي متظاهر بعبور الجسر والتقدم باتجاه المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وعددا من السفارات.

ويأتي هذا التطور تزامنا مع دعوات عدة أطلقتها أطراف مقربة من المتظاهرين للتجمع ودخول المنطقة الخضراء لإرغام السلطات على الاستجابة لمطالبهم، وهي دعوات رفضتها أطراف أخرى من المتظاهرين كونها تبرر -حسبما قالوا- للسلطات استخدام العنف ضد المتظاهرين وإنهاء المظاهرات بالقوة.

وقالت مصادر إن مناطق وسط بغداد، لاسيما محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وعددا من السفارات، تشهد انتشارا أمنيا كبيرا. وأضافت أن قوات أمنية نصبت عددا من نقاط التفتيش التي لم تكن موجودة من قبل.

وصرح النقيب أحمد خلف الضابط بشرطة العاصمة لوكالة الأناضول بأن قيادة عميات بغداد (الجيش) فرضت إجراءات أمنية مشددة بالعاصمة ولا سيما قرب مناطق الاحتجاجات في ساحتي التحرير والخلاني والمناطق المحيطة بهما.

وخلال الاحتجاجات المستمرة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت مواجهات دامية بين قوات الأمن ومتظاهرين حاولوا عبور جسور نحو المنطقة الخضراء.

وبالتزامن مع الدعوات لمظاهرات حاشدة في بغداد، وعد رئيس أركان الجيش عثمان الغانم بحماية المحتجين.

وقال الغانم -في بيان بمناسبة الذكرى الثانية للنصر على تنظيم الدولة الإسلامية- إن الجيش والقوات الأمنية موجودون لحماية المتظاهرين حتى تحقيق مطالبهم التي وصفها بالمشروعة والمكفولة في الدستور.

ووصف قائد الأركان الجيش بصمام الأمان وحامي الشعب، معتبرا أنه فوت الفرصة على المحرضين على العنف. كما أعرب عن أسفه لسقوط قتلى في صفوف قوات الأمن والمتظاهرين.

"فوضى عارمة"
من جهة أخرى، قال قيس الخزعلي الذي يتزعم عصائب أهل الحق، وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي والمقرب من إيران، إن الغاية من الدعوة إلى مظاهرات اليوم "إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، وإحداث فوضى عارمة" في بغداد.

وأضاف الخزعلي -في كلمة أمام تجمع شبابي أمس الاثنين- أن ما يحدث "مخطط يراد منه حرق مؤسسات البلاد وزعزعة الوضع الأمني".

وتواجه فصائل الحشد -خاصة المقربة من إيران- اتهامات بقمع الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة، عبر مسلحين ملثمين وقناصة يطلقون النار على المحتجين في أرجاء البلاد.

ووجه كثير من المتظاهرين أصابع الاتهام لمسلحي الحشد بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف المتظاهرين الجمعة وقتل خلاله 25 متظاهرا، في الحادث الذي يعرف باسم "مجزرة الخلاني" (وسط بغداد) وهي اتهامات ينفيها الحشد.

الحكومة الجديدة
سياسيا، جدد رئيس الجمهورية برهم صالح دعوته إلى الكتل السياسية للتعاون من أجل تسمية رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد استقالة عادل عبد المهدي أواخر الشهر الماضي تحت ضغط الاحتجاجات.

وقال صالح في بيان إن الحكومة الجديدة ستتكفل بحل المشكلات وتعيد إعمار العراق ومؤسساته. كما دعا المتظاهرين والقوات الأمنية إلى جعل الساحات والجسور نقاط تلاق لا تقاطع.

وحذر رئيس البلاد ممن وصفهم بالأعداء المندسين المخربين الذين يريدون بالعراق وأهله سوءا.

المصدر : الجزيرة + وكالات