أزمة لبنان.. اعتصام مستمر بطرابلس واتصالات تستبق الاستشارات بشأن الحكومة المقبلة

Anti-riot police stand guard after supporters of the Lebanese Shi'ite groups Hezbollah and Amal fought with protesters at a roadblock on a main road in Beirut, during ongoing anti-government protest, Lebanon October 29, 2019. REUTERS/Aziz Taher
تراجعت وتيرة الاحتجاجات والمظاهرات في الأيام الأخيرة في لبنان (رويترز)

قالت الرئاسة اللبنانية إن رئيس الجمهورية ميشال عون يجري الاتصالات الضرورية التي تسبق تحديد موعد للاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، فيما تحدثت مصادر لبنانية عن توقعات بشأن شكل الحكومة المقبلة ورئيسها. وبينما يستمر الحراك السياسي بشأن تشكيل الحكومة، يتواصل في وسط مدينة طرابلس بشمال البلاد اعتصام ومظاهرات مطالية بسقوط الطبقة السياسية الحاكمة ومحاربة الفساد.

وفي بيان أصدرته مساء اليوم السبت، قالت الرئاسة إن الظرف الراهن يتطلب معالجة هادئة للملف الحكومي، تفضي إلى حل بعض العقد مما يسهل تأليف الحكومة.

وتوقعت مصادر لبنانية اليوم السبت أن تكون الحكومة المقبلة مصغرة، مشيرة إلى أن سعد الحريري يبقى الاسم الأكثر ترجيحا دون منازع لإعادة تكليفه بتأليف الحكومة.

وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم أن المعلومات المتوافرة من قصر بعبدا أمس بشأن الاستشارات لتشكيل حكومة، تفيد بأنها إذا لم تحدد الاثنين المقبل فالثلاثاء على أبعد تقدير، لكن معلومات توافرت لاحقا رجحت صدور الدعوة إلى الاستشارات اليوم على أن تجرى الاثنين ليوم واحد.

وبحسب الصحيفة، أشارت المصادر المواكبة إلى أن الاتصالات التي يجريها الرئيس ميشال عون مستمرة، والواضح أن التأليف والتكليف يسيران بشكل متوازٍ، ولو جرى الاتفاق على نوع الحكومة -أي أن تكون سياسية أو تكنوقراط (كفاءات) أو تكنوسياسية- لكان حدد موعد الاستشارات النيابية.

واعتبرت أن تأخير موعد الاستشارات لا يشكل ثغرة، وأن من الأفضل التأخر في الدعوة إلى استشارات التكليف أياما على أن يجري التكليف ويتأخر التأليف أشهرا نظرا إلى التجارب السابقة في تشكيل الحكومات.

ولاحظت أنه لو تم الاتفاق على حكومة تكنوقراط لأصبح واضحا من سيكون رئيسها، متوقعة أن تكون الحكومة المقبلة مصغرة، مع الإشارة إلى أن العدد النهائي للوزراء لم يتفق عليه.

الحريري الأوفر حظا
ومع أن اسم سعد الحريري يبقى الأكثر ترجيحا بل إنه دون منازع لإعادة تكليفه بتشكيل الحكومة -وفقا للصحيفة- فإن المعطيات القائمة حول تكليفه لا تزال تشير الى تعقيدات لا يستهان بها، من جهة شكل الحكومة وطبيعة الأولويات التي ستتولاها بعد "زلزال" الانتفاضة الشعبية المستمرة، والبرنامج الذي ستلتزمه، وهو أمر يعكس حقيقة هي أن المشاورات السرية جارية استباقا للتكليف، على خلفية التشققات السياسية التي أحدثتها استقالة الحريري وحكومته.

وفي السياق ذاته، ينظم أنصار التيار الوطني الحر تظاهرة غدا قرب القصر الجمهوري دعما للرئيس ميشال عون، بينما دعت مجموعات الحراك الشعبي إلى مواصلة تحركاتها ضد الطبقة السياسية الحاكمة.

فتح البنوك
من جهة أخرى، قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة -اليوم السبت- إن إعادة فتح البنوك بعد أسبوعين من الإغلاق بسبب الاحتجاجات التي عمت البلاد "لم يسبب أي مشاكل في أي بنك"، وإنه "لا يجري بحث فرض أي قيود رسمية على رؤوس الأموال".

وقال سلامة لرويترز في تعليقات مكتوبة "هذا مهم بالنظر إلى طول فترة الإغلاق والأحداث التي شهدتها بلادنا".

مظاهرات
وبينما يستمر الحراك السياسي بشأن تشكيل الحكومة، تتواصل في وسط مدينة طرابلس بشمال لبنان المظاهرات المطالبة بسقوط الطبقة السياسية الحاكمة ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، حسب وصفهم.

وأعلن المحتجون عن استمرار تحركاتهم حتى تحقيق جميع مطالبهم، ومن بينها تشكيل حكومة إنقاذ وطني وتنظم انتخابات نيابية مبكرة.

ويأتي هذا التجمع عشية دعوات أطلقتها مجموعات من الحراك الشعبي، للمشاركة في تظاهرة غد الأحد تحت اسم "أحد الوحدة".

وفي العاصمة بيروت ندد مشاركون في مسيرة احتجاجية اليوم السبت، بسياسة المصرف المركزي. وذكرت الوكالة اللبنانية للأنباء أن مظاهرة انطلقت من ساحة رياض الصلح وسط بيروت، ووصلت إلى مقر مصرف لبنان.

وأضافت أن المشاركين في المظاهرة، رددوا هتافات تندد بسياسة المصرف، وتطالب برفض الضريبة على العمال والمواطنين، وإسقاط سلطة رأس المال.

المصدر : الجزيرة + وكالات