تتعلق بمكالمة مشبوهة لترامب.. شهادة ضابط تكشف تفاصيل جديدة

U.S. President Donald Trump listens during a meeting with Bahrain Crown Prince Salman bin Hamad Al Khalifa in the Oval Office of the White House in Washington, U.S., September 16, 2019. REUTERS/Al Drago
ترامب طلب من نظيره الأوكراني التحقيق في أنشطة خصمه ومنافسه المحتمل في الانتخابات المقبلة جو بايدن (رويترز)

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الكلمة الافتتاحية للشهادة التي سيدلي بها موظف في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء في جلسة مغلقة أمام اللجان الثلاث التي تتولى التحقيقات المتعلقة بالمحاكمة البرلمانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب فيما يخص المكالمة" المثيرة للجدل" التي أجراها مع رئيس أوكرانيا الجديد فولوديمير زيلينسكي.

وسيدلي الموظف -وهو ضابط في الجيش الأميركي يدعى ألكسندر فيندمان ويعمل في البيت الأبيض خبيرا بالشأن الأوكراني في مجلس الأمن القومي- بشهادته، بعد أن كان جزءا من مجموعة صغيرة من المكلفين بالاستماع إلى المكالمة التي جرت بين ترامب وزيلينسكي في 25 يوليو/تموز الماضي والتي تسببت بإطلاق التحقيقات الهادفة لمحاكمة الرئيس.

ويعتزم الضابط إخبار لجان التحقيق أنه شعر بالانزعاج لمطالبة الرئيس ترامب بأن تحقق أوكرانيا في شأن مواطن أميركي، وأن هذا الطلب لو استجابت له كييف فإنه سيقوض الأمن القومي الأميركي.

ووفقا لمسودة البيان الذي يعتزم الضابط الأميركي قراءته أمام لجان التحقيق، يقول فيندمان "لا أعتقد أنه كان من المناسب مطالبة حكومة أجنبية بالتحقيق مع مواطن أميركي، وكنت قلقا بشأن الآثار المترتبة على دعم الحكومة الأميركية لأوكرانيا".

وكان ترامب قد طلب من نظيره زيلينسكي -في المكالمة التي أجريت في 25 يوليو/تموز الماضي- التحقيق في أنشطة خصمه ومنافسه المحتمل في الانتخابات المقبلة جو بايدن وابنه في أوكرانيا.

وجاء الكشف عن المكالمة بعد شكوى من مخبر سري في أجهزة الاستخبارات الأميركية قال إن ترامب حجب المساعدات الأميركية عن كييف للضغط على الرئيس الأوكراني من أجل الانصياع لطلبه بالتحقيق في أنشطة جو بايدن وابنه.

وقال ترامب في المكالمة "ثمة حديث كثير عن نجل بايدن، وعن أن بايدن أوقف التحقيق، ويريد أناس كثيرون أن يعرفوا المزيد عن هذا الموضوع، من هنا سيكون رائعا أن تجروا تحقيقا في هذا الشأن".

واقترح ترامب على نظيره الأوكراني أن يتعاون في هذا السياق مع محاميه رودي جولياني ووزير العدل الأميركي بيل بار.

فيندمان (يسار) يعمل في البيت الأبيض خبيرا بالشأن الأوكراني في مجلس الأمن القومي (الصحافة الأميركية)
فيندمان (يسار) يعمل في البيت الأبيض خبيرا بالشأن الأوكراني في مجلس الأمن القومي (الصحافة الأميركية)

مساءلة وتفاصيل
وسيكون فيندمان أول مسؤول في البيت الأبيض يدلي بشهادته بشأن مكالمة ترامب المثيرة للجدل التي أدت إلى إطلاق مساءلة تاريخية.

ويعزز بيان فيندمان الشهادة التي أدلت لها بها رئيسته السابقة في مجلس الأمن القومي فيونا هيل، والقائم بأعمال الولايات المتحدة في كييف بيل تايلور.

وكان تايلور قد قال في شهادة أدلى بها في جلسة مغلقة -تم تسريب مضمونها بسرعة أمام مجلس النواب- إن السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردن سوندلاند قال له بشكل واضح إن الرئيس ترامب ربط بين الإفراج عن مساعدة مالية لأوكرانيا وإعلان كييف عن تحقيق يستهدف هانتر بايدن نجل جو بايدن الذي كان عضوا في مجلس إدارة شركة أوكرانية.

وأضاف في إفادة تقع في 15 صفحة نشرت صحيفة واشنطن بوست نصها الكامل أن "سوندلاند قال لي إن كل شيء مرتب بإعلان من هذا النوع، بما في ذلك المساعدة".

ورأى الديمقراطيون في مجلس النواب في شهادة تايلور دليلا على أن الشبهات التي دفعتهم إلى بدء إجراءات اتهام وعزل ضد ترامب لها أساس من الصحة.

ولاء وقلق
من جهته، يؤكد فيندمان -الذي فر وعائلته من الاتحاد السوفياتي عندما كان في الثالثة، والذي يصف نفسه مهاجرا ووطنيا- على أنه ليس لديه أي انحياز حزبي، مشددا على أنه مدفوع بالولاء للدستور والبلد.

وقال إن "من واجبي المقدس ويشرفني أن أتقدم بالدفاع عن وطننا بغض النظر عن الحزب أو السياسة".

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن فيندمان سيؤكد في بيانه أنه لم يكن له أي اتصال مباشر أو أي تواصل مع الرئيس ترامب، مشيرا إلى أنه ليس من المخبرين الذين ساعدت شكواهم في إثارة التحقيق في الإقالة.

وبين أنه لا يعرف من بلغ عما اعتبرت تجاوزات للرئيس، وأن التكهن بالأمر لا يشعره بالراحة.

وعلى الرغم من إبعاده من البيت الأبيض فإن فيندمان أصبح يشعر بقلق عميق بشأن الطريقة التي يتلاعب بها الرئيس وبعض كبار مستشاريه بسياسة أوكرانيا لتشويه سمعة بايدن المنافس المحتمل لترامب.

تعاون بمقابل
وبين الضابط الأميركي أن ترامب كان عبر عن رغبته في العمل مع الرئيس زيلينسكي عقب انتخابه، ووجه دعوة إلى البيت الأبيض، مشيرا إلى أن الأوكرانيين رأوا أن الاجتماع مع ترامب "حاسم" لتعزيز الدعم الأميركي في العدوان الروسي.

غير أن هذا الدعم الأميركي مرتبط بحسب الشهادة المرتقبة بمقابل، فبحسب فيندمان فإنه وفي اجتماع عقد في 10 يوليو/تموز الماضي فإن السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردن سوندلاند أكد أنه ولضمان عقد اجتماع مع ترامب فإنه يتعين على الأوكرانيين "إجراء تحقيقات في انتخابات 2016 وبشأن بايدن وشركة بوريزما" شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية التي استغلت نجل بايدن بشكل مثير للجدل للعمل في مجلس إدارتها.

واعتبر فيندمان أن تصريحات سوندلاند غير لائقة، وأن طلب التحقيق مع بايدن وابنه لا علاقة له بالأمن القومي.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست + وكالات