إندبندنت: مات البغدادي لكن ذلك لن يجعل العالم أكثر أمانا
وجاء في المقال الذي كتبه الصحفي سين أوغرادي أن ترامب نسب الفضل في اغتيال البغدادي لنفسه وبلغة "فاحشة" على الرغم من أنه هو من أعاد تنظيم الدولة إلى الواجهة مجددا بقراره سحب القوات الأميركية من سوريا.
ويقول أوغرادي إنه من العسير النظر إلى مقتل البغدادي دون أن ينتاب المرء شعور بأن بعض العدالة أخذت مجراها وإن كانت بطريقة أبعد ما تكون عن المثالية.
واستشهد الكاتب بمقتطفات من أقوال وتغريدات ترامب بشأن حادثة تصفية زعيم تنظيم الدولة، ولا سيما ما ذكره عن أن البغدادي كان "ينشج ويبكي ويصرخ طوال الطريق" الذي سلكه إلى داخل النفق الذي فجر سترته الناسفة فيه بعد أن حاصرته قوات أميركية خاصة في نهايته بمدينة إدلب.
قتل وتعذيب
ووصف مقال إندبندنت أداء ترامب وهو يعلن في بيان من البيت الأبيض خبر العملية العسكرية بأنه بالكاد اتسم بالرزانة، ومع ذلك فإن أوغرادي لم يجد غضاضة في الاتفاق مع الرئيس الأميركي على نعته البغدادي بالحيوان.
ويبرر الكاتب موقفه هذا بأن البغدادي "رغم كل شيء هو أكثر مجرمي حقوق الإنسان المطلوب القبض عليهم في العالم، وهو المسؤول عن قتل وتعذيب واغتصاب وقمع عشرات بل مئات الألوف من الناس".
غير أنه يقر بأن العالم لن يكون أكثر أمانا بعد القضاء على الرجل، ويضيف أنه بدلا من ذلك فقد تمخضت تلك العملية عن "شهيد جديد" بنظر "الجهاديين المسلحين"، حسب تعبير المقال.
عودة للواجهة
إن لب المسألة -كما يؤكد الكاتب- أن مناصري تنظيم الدولة لن يختفوا عن المشهد أو يستسلموا لمجرد أن البغدادي لم يعد موجودا.
وفي واقع الأمر أن دونالد ترامب "المختال الذي نسب الفضل بطريقة فجة لنفسه في مقتل (البغدادي) هو ذاته الذي أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لدحر الأكراد حلفاء أميركا".
ويحذر أوغرادي من أن مئات "القساة المدربين" من مقاتلي تنظيم الدولة ظلوا طلقاء في المنطقة ليهاجموا القوات الأميركية وحلفاءها أينما وجدوا، ونقل عملياتهم الإرهابية إلى أوروبا.
ويمضي الكاتب إلى توجيه عدد من الأسئلة يرى أنها تستحق الطرح، فيتساءل: هل أميركا في حالة حرب مع تنظيم الدولة أم لا؟ وهل تريد إلحاق الهزيمة بـ"الإرهاب الإسلامي" أم لا؟ ولماذا تقتل زعيمه وتترك قواته حرة طليقة؟ ولماذا تثني على الأكراد لتقديمهم المساعدة في عملية استهداف البغدادي لكنها تخونهم في وطنهم؟
ويورد المقال أن ترامب لم يرتقِ إلى مستوى الموقف، وليس ثمة ما يستدعي تفاخره بتلك الصورة الهوجاء، حسب وصف أوغرادي.
ومما يبعث على الإحباط –في نظر كاتب المقال- أن ترامب سيستغل مقتل البغدادي إلى أن يحين موعد انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2020 الذي يصفه بأنه "يوم عظيم".
ويعلق أوغرادي على هذا التصريح بسخرية لاذعة قائلا إن الرئيس يقصد أنه يوم عظيم بالنسبة له.
ويختم مقاله بالتأكيد على أن الحرب على الإرهاب لم تنتهِ بعد، ناهيك عن أن تكون أميركا قد ربحتها.