إندبندنت: الغرب خذل السودانيين واصطف إلى جانب الأنظمة العربية

Sudanese demonstrators chant slogans as they participate in anti-government protests in Khartoum, Sudan January 17, 2019. REUTERS/Mohamed Nureldin Abdallah
الكاتب أحمد عبودو: من المرجح أن ترسم الثورات على النيل خريطة الشرق الأوسط لعقود قادمة (رويترز)

كتب مستشار التحرير في صحيفة إندبندنت البريطانية أن ثورة السودان ربما تسفر عن تحقيق القليل، لكنها أظهرت -على الأقل- إلى أي مدى تغيّر نهج الغرب تجاه الشرق الأوسط منذ الربيع العربي في 2011.

وأوضح الكاتب أحمد أبو دوح -في مقال له بالصحيفة اليوم- ألا أحد يتوقع أن يغرّد الرئيس الأميركي حاليا دونالد ترامب داعيا البشير إلى ما دعا الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إليه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قبل ثماني سنوات، طالبا منه التنازل عن الحكم.

وقال إن الولايات المتحدة أصبحت تشارك الأنظمة العربية التقليدية خوفها من تحركات الشارع مهما كان نوعها، وإن الغرب تخلى عن مسؤوليته تجاه المضطهدين في الشرق الأوسط المتعطشين للتغيير الديمقراطي.

الشيطان الذي تعرفه
وأضاف أن الانزلاق إلى الفوضى التي شاهدها الجميع في ليبيا وسوريا واليمن وصعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر وتونس، دفعت كثيرين في واشنطن إلى الاعتقاد بأن الدعم الفوري للانتفاضات الشعبية في الشرق الأوسط مقامرة خطرة؛ لذلك اختارت أميركا في السودان الشيطان الذي تعرفه.

لكن السودان -وفقا للكاتب- كشف عن الطبيعة "السامة" لهذه القناعة المتناقضة وغير الأخلاقية، نظرا إلى أن السودانيين يحتجون على نظام إسلامي.

ومضى الكاتب يقول إن إستراتيجية الغرب للربيع العربي قد فشلت، وكل من يشاهد السودان من المكتب البيضاوي اليوم لن يُلام على التأني في التفكير قبل دعم الثورة السودانية.

ضرورة كبح البشير
وأكد أن على الغرب -إذا كان قلقا بالفعل من العنف والفوضى- أن يتحمل المسؤولية في كبح البشير من استخدام القوة المفرطة أو الذخيرة الحية، مضيفا أن الغرب إذا كان مترددا في دعم انتفاضة السودان، فإن هذا لا يعني أن يسمح للنظام في الخرطوم بالتصرف كما يرغب.

وأشار إلى أن نهج الغرب السلبي تجاه الاحتجاجات السودانية قد مهد الطريق أمام الأنظمة العربية الأخرى للتدخل، على الرغم من العلاقات غير الجيدة بين البشير ومعظم زملائه من الرؤساء والملوك.

وقال إن الحقيقة هي أنه لا يبدو أن أي زعيم عربي يحب البشير، فسياساته المتناقضة جعلته بعيدا عن أي تجمع إقليمي. ومع ذلك، لا يبدو أن أحدا مستعد للتخلي عنه تماما، فليس من مصلحة أي نظام أن يذكّر الناس -بعد ثماني سنوات- بأن الانتفاضة يمكن بالفعل أن تزيح حكومة اليوم، ويبدو أن هذه أولوية إستراتيجية للحكام العرب.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن السودان منسي الآن، لكن ثورته لن تختفي، ومن المرجح أن ترسم الثورات على النيل خريطة الشرق الأوسط لعقود قادمة، مضيفا نه الغرب يجب عليه أن يقرر ما إذا كان سيتحمل مسؤولية الوقوف إلى الجانب الخطأ من التاريخ.

المصدر : إندبندنت