مظاهرات فرنسا.. الشانزليزيه يشكو هجر عشاقه وبرج إيفل مغلق
هشام أبو مريم-باريس
تغيير الوجهة
تقول إليزبيث إن الرعب تملكها بعدما شاهدت صور المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في باريس الأسبوع الماضي، وباتت تخشى على نفسها وابنتيها المراهقتين.
وأوضحت السائحة الأسترالية أنها لو علمت من قبل بالمظاهرات لتوجهت إلى روما عوض باريس، كما عبرت ابنتها بيجي "16 عاما" عن خيبة أملها لأن كبرى شوارع باريس وفي مقدمتها الشانزليزيه وكل المعالم التاريخية والأثرية ستكون موصدة في وجه السياح طيلة يومي السبت والأحد.
في المقابل قالت فيونا (27 سنة) وهي سائحة إسبانية إنها لا تخشى المظاهرات بل تتفهم مظاهر العنف، لأنها الطريقة الوحيدة لإجبار الحكومة على الاستجابة لمطالب المحتجين، حسب وصفها.
ولفتت فيونا إلى أنها تفاجأت بحجم الوعي لدى المواطن الفرنسي، فقد خرج بكامل شرائحه للمطالبة بحقوقه والتنديد بغلاء المعيشة، في حين أن المواطن الإسباني البسيط، رغم أنه يتقاضى أجرا أقل بكثير من نظيره الفرنسي ويعيش ظروفا اجتماعية أصعب منه، لم ينتفض للمطالبة بحقوقه.
وأوضحت فيونا للجزيرة نت أنها غيّرت برنامجها وقررت زيارة جنوب فرنسا، خصوصا مارسيليا وتولوز بدلا من البقاء في باريس، لأنها "ستتحول إلى مدينة أشباح نهاية هذا الأسبوع"، حسب وصفها.
خسائر فادحة
وعبر عدد من أصحاب المحلات التجارية والمطاعم في جادة الشانزليزيه للجزيرة نت عن مخاوفهم من مظاهرات اليوم السبت بسبب تكبدهم خسائر فادحة طيلة الأيام الماضية، لأن عدد الزبائن قل بشكل كبير.
يقول نيكولا. ب، مدير مقهى "جورج الخامس" في قلب جادة الشانزليزيه إن أرباحه انخفضت بنسبة تفوق 40%مقارنة بهذه الفترة من العام الماضي.
وأوضح نيكولا أن المقهى سيغلق أبوابه طيلة يومي السبت والأحد، مما سيكبده خسائر تفوق 20 ألف يورو، حسب تقديره.
كما أكد مسؤول المبيعات في محل شركة "بوس" للملابس الفاخرة في جادة الشانزليزيه للجزيرة نت أن موسم هذا العام هو الأسوأ منذ الهجمات الإرهابية التي عرفتها باريس قبل ثلاث سنوات.
انخفاض كارثي
أما رولان هوجيه رئيس "نقابة المطاعم والفندقة في باريس" فقال إن الموسم السياحي الذي يتزامن مع فترة أعياد الميلاد شهد انخفاضا "كارثيا" تجاوز 50% بالنسبة لبعض المطاعم والمقاهي في العاصمة.
وأكد لوجيه للجزيرة نت أن استمرار المظاهرات ومشاهد أعمال العنف والاشتباكات في باريس التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية الأسبوع الماضي، نتج عنه عزوف السياح المحليين والأجانب عن زيارة باريس وتفضيلهم مدنا سياحية أخرى مثل مارسليا وبوردو وليل وليون.
وكشف لوجيه أن إلغاء الحجوزات في فنادق العاصمة تجاوز نسبة 30%، وهي ما تزال مرشحة للارتفاع في الأيام المقبلة، حسب تقديره.
وباريس هي أول وجهة سياحية في فرنسا، إذ يزورها أكثر من 34 مليون سائح كل عام من مجموع 86 مليون سائح أجنبي يزورون فرنسا.