تجدد الاحتجاجات بالسودان في جمعة "الوفاء للشهداء"
وأفاد شهود عيان بأن مئات المحتجين تظاهروا في أحياء "المنشية" و"ود نوباوي" و"الشعبية" و"بري" و"الرياض" بالخرطوم، حيث بادرت الشرطة لتفريقهم بإطلاق الغاز المدمع.
وأشاروا إلى إطلاق الشرطة الغاز المدمع على مئات المتظاهرين، خاصة في حي "المنشية"، وقام المتظاهرون بقطع الشارع الرئيسي الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، في حين أفاد شهود عيان بخروج متظاهرين في قرية الكسمبر بولاية الجزيرة (وسط البلاد).
ونشرت السلطات قوات عسكرية ضخمة حولت معظم أجزاء العاصمة الخرطوم إلى ثكنات عسكرية، بحسب مصادر إعلامية سودانية.
وبحسب مراسل الجزيرة نت أحمد فضل، فقد تم اعتقال صحفيين كانا يغطيان مظاهرات الخرطوم، كما كان لافتا منذ صباح الجمعة تحرك أرتال من ناقلات الجنود المزودة بمدافع "الدوشكا" في مناطق عدة بشارع النيل بالخرطوم والفتيحاب بأم درمان، كما تمركزت ناقلات عند ميدان الرابطة في حي شمبات في الخرطوم بحري.
ولم تثن التعزيزات الأمنية المصلين من الخروج وهم يهتفون "حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب"، وتعاملت الشرطة مع المحتجين بإطلاق الغاز المدمع وقنابل صوتية.
كما نظم محتجون مظاهرات في مدن عدة، بينها بورتسودان والقطينة (وسط السودان) والدندر (سنا)، ونجح محتجون في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل في الخروج إلى الشوارع.
وصباح اليوم تعجل محتجون في "خشم القربة" التابعة لولاية كسلا "شرق" وخرجوا محتجين قبل صلاة الجمعة.
وحث النشطاء المحتجين على التجمع بأعداد كبيرة بعد صلاة الجمعة على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.
ولم تقتصر الاحتجاجات على مدن السودان، بل وصلت إلى أستراليا، إذ تجمع مواطنون سودانيون أمام سفارة بلادهم، ورفعوا شعارات ضد النظام، وطالبوا بإسقاطه.
اعتقالات
واستبق الأمن السوداني أمس الخميس مظاهرات "جمعة الوفاء للشهداء" باعتقال المزيد من المعارضين وشملت قادة في أبرز تحالفين للمعارضة، هما "نداء السودان" وقوى "الإجماع الوطني".
وجرى اعتقال قادة في "نداء السودان" كانوا مجتمعين بدار حزب البعث في السجانة جنوبي الخرطوم، أبرزهم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صديق يوسف والتجاني مصطفى ومحمد ضياء الدين من حزب البعث، وجمال إدريس من الحزب الناصري، إلى جانب أربعة آخرين.
كما داهمت قوة من جهاز الأمن منزل محمد سيد أحمد سر الختم من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل واقتادته مع محمد حمد سعيد الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي عقب اجتماع لقوى "نداء السودان".
ويشهد السودان احتجاجات مناهضة لنظام البشير منذ أكثر من أسبوع خرجت ضد ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية وأزمة السيولة.
وكشفت البيانات الرسمية أن ما لا يقل عن 19 شخصا قتلوا في الاحتجاجات، منهم جنديان، في حين أكدت منظمة العفو الدولية الثلاثاء الماضي أن ما لا يقل عن 37 شخصا لقوا حتفهم.
وتلقت السلطات في الخرطوم دعم القاهرة مع تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الخميس في ختام لقائه الرئيس عمر حسن البشير أن "أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها".