أحدها خلع الرئيس.. خمسة سيناريوهات لمستقبل الاحتجاجات بالسودان

Sudanese demonstrators chant slogans as they march along the street during anti-government protests in Khartoum, Sudan December 25, 2018. REUTERS/Mohamed Nureldin Abdallah
الغاضبون من نظام الرئيس البشير يطالبون برحيله (رويترز)

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في السودان منذ أكثر من أسبوع، مع شبه توقف لمظاهر الحياة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى سقط خلالها ثمانية قتلى، بحسب السلطات، بينما تزيد المعارضة الحصيلة إلى 22، إضافة إلى عشرات المصابين.

وتتزايد الإرهاصات بأن تبلغ تلك الاحتجاجات، وهي الأضخم في السودان، أقصى مداها، مع ارتفاع سقف مطالب المحتجين إلى رحيل نظام الرئيس عمر البشير.

وثمة سيناريوهات يتداولها السودانيون على كافة مستوياتهم السياسية والاجتماعية وفي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن مآل الأوضاع في البلد العربي.

ويطرح محللون سياسيون خمسة سيناريوهات بشأن ما قد تسفر عنه الاحتجاجات الشعبية خلال الأيام المقبلة.

وتلك السيناريوهات هي:

1- رئيس جديد
يرى مراقبون أن هناك سيناريو محتملا يتمثل في حدوث تغيير على مستوى الرئاسة فقط، عبر تنحي الرئيس البشير، الذي يتولى السلطة منذ انقلاب عام 1989، ويدفع محله بشخصية موالية له، وهو حل مؤقت يحتمل فشله، ما سيجدد الاحتجاجات.

ويقول هؤلاء إن هذا السيناريو سيضمن استمرار الدائرة المقربة من البشير من خلال وجه رئاسي جديد، لكنهم يستبعدون أن يقبل البشير أو أنصاره في الحزب الحاكم وفي باقي مفاصل الدولة أن يتنحى.

2-انقلاب داخلي
كان لافتا أن إعلان حزب المؤتمر الوطني الحاكم -في أغسطس/آب الماضي- إعادة ترشيح البشير لانتخابات الرئاسة 2020 جاء متأخرا عن تأييد أحزاب وجهات أخرى.

هذا التأخير داخل حزب الرئيس اعتبره البعض دليلا على وجود تباين بشأن إعادة ترشيح البشير للرئاسة، في حين رآه آخرون عكس ذلك وأنه كان خطوة تمهيدية محسوبة ومخططا لها.

وترى أوساط سياسية أن ذلك يعكس خلافا "مكتوما" بين البشير وبعض قيادات حزبه، إلا أن ذلك لا ينفي، وفقا لمراقبين، أنهم قد يسعون إلى "انقلاب قصر"، بأن يطيحوا بالبشير.

3-تسوية سياسية
تُتهم أحزاب، على رأسها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، بعقد صفقة مع الحكومة لإفشال الاحتجاجات.

والسبب، وفقا لمراقبين، هو أن الحراك الجماهيري غير مأمون العواقب يمكن أن يطيح بالكثيرين، حتى داخل المعارضة، والدفع بقوى سياسية وقيادات جديدة.

ورغم نفي الصادق المهدي وجود أي صفقة له مع الحكومة، فإن مراقبين يقولون إنه تم البدء بالترتيب لها حتى قبل اندلاع الاحتجاجات، وزاد اليقين أكثر بوجودها خلال الاحتجاجات.

4-الإطاحة بالرئيس
هذا هو السيناريو الأخطر، وتخشاه دول عديدة إقليمية ودولية، فإن تمكن المحتجون من الإطاحة بالبشير وحكومته يعنى أن هذه الدول خسرت صديقا قادرا على تنفيذ مطالبها.

كما أن نجاح المحتجين غير مأمون النهايات، لكن محللين يرون أن هذا الخيار وارد حدوثه.

5-تدخل خارجي
بالنظر إلى مؤشرات كثيرة، بحسب خبراء، من السهل تحديد أصحاب المصلحة في بقاء نظام البشير أو الإطاحة به. فعلاقات السودان الخارجية ظلت في تناقض مستمر ومتقلبة حسب ما يراه النظام.

وطاف النظام في تحالفاته مع الأضداد الدوليين والإقليميين، متجولا في مواقفه مع الولايات المتحدة الأميركية تارة ومع روسيا تارة أخرى، مرورا بإيران والسعودية. وكذا الحال بالنسبة لدول الجوار الأفريقي، إذ شهدت علاقاته معها مدا وجزرا.

عل الجانب الآخر في الخليج العربي، فإن أي تغير في السلطة قد يؤدي إلى تغير في مواقف الخرطوم تجاه كل من السعودية والإمارات، خصوصا مشاركتها في حرب اليمن.

المصدر : وكالة الأناضول