علماء في ماليزيا يبحثون بدائل اقتصادية لقطع أشجار الغابات

تغطي الغابات أكثر من 60 % من مساحة ماليزيا حاليا لكن خبراء البيئة يحذرون من آثار كارثية على البيئة أبرزها لتغير رالمناخي إذا استمرت وتيرة قطع ال
إزالة الأشجار من الغابات سبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي بمنطقة جنوب شرق آسيا (الجزيرة)

وسط غابة كثيفة في ولاية ترينغانو الماليزية، يعكف فريق متخصص بالبيئة على البحث عن أنواع نباتات تدر ربحا اقتصاديا، وذلك بهدف الوصول لبدائل اقتصادية لقطع أشجار الغابات.

وتقول قائدة الفريق الدكتورة عزيمة إسماعيل إن البحث ينصب على بدائل اقتصادية مجدية لقطع أشجار الغابات الاستوائية، وهو أحد مشاريع "معهد أبحاث البيئة على الساحل الشرقي" في جامعة السلطان زين العابدين.

وتعتقد عزيمة إسماعيل -في حديثها للجزيرة نت- أن استغلال الغابات بعيدا عن قطع أشجارها والإضرار ببيئتها يوفر فرص عمل لسكان المنطقة الاستوائية.

وتقول إن فريقها استخلص عقارات مختلفة من أوراق الأشجار وجذوعها، يستفاد منها في علاج أمراض مختلفة، مثل: الربو وحساسية الصدر والصداع النصفي (الشقيقة) وتخدر الأطراف (النمنمة) والجروح الخارجية.

فيضانات وتلوث

وفي بحيرة كِنيير الصناعية، المعروفة بجاذبيتها السياحية، يراقب خبراء البيئة بشكل حثيث منسوب المياه ومستوى التلوث فيها، ويقول البروفيسور حافظان جوهري مدير "معهد أبحاث البيئة على الساحل الشرقي" إن تكرار الفيضانات السنوات الأخيرة دق ناقوس الخطر بشأن وضع البحيرات والأنهار.

وقد طور خبراء ماليزيون أجهزة وروبوتات مائية للحصول على عينات من المياه على أعماق ومناطق للتحقق من مستوى التلوث في البحيرات.

المشاريع العمرانية والزراعية وشق الطرق أكبر التهمين بالمسؤولية عن تدمير الغابات الاستوائية وما يعقبها من أضرار على الحيوانات والنباتات والإنسان
المشاريع العمرانية والزراعية وشق الطرق أكبر المتهمين بالمسؤولية عن تدمير الغابات الاستوائية (الجزيرة)

ويضيف الدكتور جوهري -في حديثه للجزيرة نت- أن إزالة الأشجار من الغابات، سواء للتطوير العمراني أو للمحاصيل الزراعية، سبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي في منطقة جنوب شرق آسيا، المعروفة باسم النينيو، كما أنه المسؤول عن تلوث مياه الأنهار والبحيرات بالأتربة والرمال، مشيرا إلى موت الأسماك وانقراض أنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات في الغابة.

وتشير نتائج أبحاث أجرها المعهد إلى أن موسمي الأمطار والجفاف أصبحا أكثر حدة ووضوحا، وهو ما يؤكده الباحث في شؤون البيئة عبد الفتاح بن لانان الذي قال إن الأمطار لم تكن معتادة، بين أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني، بغزارة وشدة تسبب فيضانات ضخمة، ثم يعقبها موسم جفاف يضر بالمحاصيل الزراعية الرئيسية مثل الأرز.

ويضيف أن الغابة تعد مصدرا اقتصاديا ضخما، لكن كثيرين لا يعرفون منه سوى قطع الأشجار وبيعها، ولكن الطريق الأفضل لمنع كوارث طبيعية وارتفاع درجات حرارة الجو الحصول على وسائل رفيقة بالبيئة في تعاملنا مع اقتصاديات الغابة.

وقد سجلت مراصد المناخ في ماليزيا ارتفاعا غير مسبوق لدرجات الحرارة خلال السنوات العشر الأخيرة، وصلت إلى 38 و39 درجة مئوية لفترات تستمر أشهر.

فريق أبحاث البيئة في جامعة السلطان زين العابدين بولاية ترينغانو الماليزية أثناء مهمة لفحص منسوب المياه ونسبة التلوث في بحيرة كينيير
فريق أبحاث البيئة بجامعة السلطان زين العابدين بولاية ترينغانو الماليزية أثناء مهمة فحص المياه ونسبة التلوث (الجزيرة)

إبادة الغابات

ووفقا لتقرير منشور بموقع ذا جيوغرافيكال أسوشيشن البريطاني The Geographical Association فإن ماليزيا خسرت نحو مليوني هكتار ما بين عامي 1990 و2010 أي ما يعادل 8.6% من مساحة الغابات الطبيعية.

ومعظم مساحات الغابات الطبيعية المتبقية حاليا في القسم الشرقي من البلاد (جزيرة بورنيو) والمحمية الطبيعية بالقسم الغربي من البلاد (شبه جزيرة الملايو). وقد تعهدت الحكومة للمجتمع الدولي بالحفاظ على نصف مساحتها من الأراضي كغابات طبيعية.

المصدر : الجزيرة