منتشرة في 61 دولة.. شبكة التعليم للجميع تحصد جائزة "وايز" لعام 2021

كوب تعد الجائزة تأييدا وتقديرا لنظرية شبكة "التعليم للجميع" في التغيير (الجزيرة)

الدوحةـ لدورها في تنمية قادة شعوب المستقبل وضمان حصول الأطفال الأكثر تهميشا على الفرصة في التعليم والتعبير عن إمكانياتهم الحقيقية، حصدت الدكتورة ويندي كوب -الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشبكة "التعليم للجميع"- جائزة "وايز" (WISE) للتعليم المرموقة، خلال النسخة العاشرة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" المنعقد حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة.

والتعليم للجميع هي شبكة عالمية من المنظمات المستقلة المنتشرة في 61 دولة، وتعمل على تطوير مفهوم أن التعليم الهادف والمستدام يحتاج إلى قادة متجذرين في مجتمعاتهم ويؤمنون بإمكانية التحول وتوفير الفرص التي يستحقها جميع الأطفال.

ومنذ إنشائها عام 2007، طورت شبكة التعليم للجميع نظاما بيئيا صالحا للقيادة الجماعية، يهدف إلى ضمان حصول جميع الأطفال على تعليم يسمح لهم بالتعبير عن قدراتهم وتشكيل مستقبلهم.

وأوضحت كوب أن في الحقبة الحالية تركيزا كبيرا على مشكلة عدم الإنصاف في التعليم، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسرع من وتيرة التقدم في وضع أنظمة تعليمية متطورة تسمح بالابتكار والإبداع.

قيمة جائزة وايز تبلغ 500 ألف دولار (الجزيرة)

التعليم يحقق الأمن

وأوضحت ويندي كوب أنها أدركت طوال السنوات الماضية أن تحقيق التطلعات في ما يتعلق بالأمن والسلام في العالم مرتبط بصورة مطلقة بضرورة أن يحظى الجميع بقدر من التعليم الشامل القائم على تحقيق العدل والمساواة.

وتعد "جائزة وايز للتعليم" جائزة التميز الأولى من نوعها التي تحتفي بالإسهامات البارزة والرائدة عالميا في مجال التعليم، سواء كانت فردية أو جماعية (لفريق يتألف من 6 أفراد كحد أقصى)، ويحصل الفائز على الميدالية الذهبية الخاصة بجائزة وايز للتعليم، إضافة إلى مكافأة قيمتها 500 ألف دولار.

وترى كوب أن حصولها على "جائزة وايز للتعليم" بمثابة شرف كبير لها، لما تحمله هذه الجائزة من قيمة كبيرة في مجال الابتكار وكذلك بناء مستقبل التعليم، فضلا عن كونها مرجعية عالمية لمنهجيات التعليم الحديثة.

وأشارت إلى أن الحصول على هذه الجائزة مجهود أسرة كاملة تفانت في مساعدتها من مختلف أنحاء العالم من أجل حصد هذا الإنجاز، مبينة أن الشبكة تمكنت في قطر من تحقيق الكثير، خاصة ما يتعلق ببناء قدرات الطلاب.

ونوهت بمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم الذي يقدم جهودا مميزة في مجال تطوير التعليم، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى إتاحة الفرصة للأجيال القادمة في تعليم مبدع ومتطور قائم على التفاعلية.

كوب ترى أن الجهود الجماعية هي السبيل لتحقيق الفرص العادلة في التعليم (الجزيرة)

صياغة المستقبل

واعتبرت كوب أن حصد جائزة وايز "بمثابة تأييد وتقدير لنظريتنا في التغيير، وضرورة تحقيق المساواة في التعليم وإعادة تشكيل النظام بحيث يهيئ الأجيال القادمة لاجتياز حالة عدم اليقين وصياغة مستقبل أفضل".

وشددت الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشبكة التعليم للجميع على أنه لا يمكن حل المشاكل المعقدة، إلا عبر الجهود الجماعية للكثيرين، والعمل معًا عبر جميع المستويات لتحقيق الفرص العادلة في التعليم للأجيال القادمة.

والنظام الذي طورته شبكة التعليم للجميع يهدف إلى إلهام الخريجين المتميزين في 61 دولة لتوجيه شغفهم نحو توسيع الفرص للأطفال، مع الالتزام بالتدريس لمدة عامين في المدارس والمجتمعات، التي هي في أمس الحاجة إلى التعليم.

مع الدعم المستمر من الشركاء في مختلف الدول، يصبح هؤلاء المعلمون قادة الفصول الدراسية الفعالة والدعاة العازمين لطلابهم، على أسس خبرتهم التدريسية وإيمانهم العميق بإمكانات كل طفل وفي قدراته الكامنة.

ويستمر هؤلاء المعلمون المتميزون في أن يصبحوا من صانعي السياسات والدعاة ورجال الأعمال، ومن ثم يعملون جنبا إلى جنب الآخرين، لتغيير الأنظمة التي تنكر الكثير من الفرص التي يستحقها الجميع.

وقامت الشبكة منذ إنشائها قبل 14 عاما، بتعيين أكثر من 104 آلاف شخص عبر 6 قارات، وتدعم حاليا 1.1 مليون شاب لتنمية المهارات والمعرفة، وذلك في إطار الحاجة إلى معلمين يواصلون العمل لتوسيع الفرص للأطفال وتحقيق المساواة في التعليم، سواء بوصفهم معلمين داخل الفصول أو ناشطين يعملون خارج الفصول الدراسية .

ويعد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" منصة دولية متعددة القطاعات هدفها التفكير الخلاق، والنقاش، والعمل الهادف، وقد أرسى "وايز" مكانته بوصفه مرجعا عالميا لمنهجيات التعليم الحديثة، ومن خلال قمته السنوية وطائفة من البرامج والمبادرات المستمرة، يعزز "وايز" الابتكار ويبني مستقبل التعليم عبر التعاون.

وتمنح جوائز "وايز" التقديرية والتشجيعية كل عام لـ6 مشروعات ابتكارية نجحت في مواجهة ومعالجة تحديات عالمية في مجال التعليم، وتلقى "وايز" منذ عام 2009 أكثر من 4200 طلب ترشح للجائزة من أكثر من 150 بلدا حول العالم.

المصدر : الجزيرة