مقاهي القاهرة التي لا تنام تضطر لإغلاق أبوابها مبكرا

الحكومة سمحت أولا بإعادة فتح المقاهي حتى الساعة العاشرة مساء ثم مددت الأسبوع الماضي ساعات العمل حتى منتصف الليل (رويترز)

بينما يتأمل مقهاه نصف المهجور، الذي كان لا يعرف النوم ويعج بالرواد ليلا ونهارا في وسط القاهرة، يفكر عصام علي في وقف نزيف خسائره وإغلاق المقهى بشكل نهائي.

عصام، كألوف غيره من أصحاب المقاهي في العاصمة المصرية، يغلق أبواب مقهاه على مضض عند منتصف الليل.

وسمحت مصر بإعادة فتح المقاهي بعد تخفيف قيود فيروس كورونا لكنها حددت ساعات العمل في المناطق غير السياحية حتى منتصف الليل، وخفضت طاقة العمل بها إلى 50% من سعة المقهى ومنعت تقديم النرجيلة (الشيشة).

وأضرت القيود المستمرة منذ شهور بشدة بالمقاهي. فالقاهرة، المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة، لا تعرف النوم. وتنتعش فيها الحياة ليلا حيث يسعى السكان للهرب من حرارة النهار، بالتنزه في الشوارع وشرب الشاي حتى الساعات الأولى من الصباح.

وتوجد مقاه في كل شارع تقريبا وهي مكان مهم لتشغيل عدد كبير من العمال. وقد سرح عصام 14 عاملا مع انخفاض عدد الرواد يوميا إلى ما بين 50 و60 من نحو 250 قبل الوباء.

وقال عصام "عندما أحصل على مداخيل بـ 300 جنيه (19 دولارا) مع نهاية اليوم، أين ثمن البضاعة؟ أين تكاليف الكهرباء؟ أين الضرائب؟ الأمور غير مجدية لي كصاحب مشروع يسعى لتوفير مدخول له ولأولاده".

وكان أفضل أنشطة المقهى عائدا هو تقديم النارجيلة. وعدم السماح بتقديم النارجيلة ليس المشكلة الوحيدة، فرواد المقاهي أيضا لم يتكيفوا بعد مع ساعات العمل الجديدة لها.

وقال صلاح علي (30 عاما) "الشعب المصري بطبيعته يحب السهر، وخاصة خلال فصل الصيف، ولذلك يصعب علينا تقبل فكرة إغلاق المقاهي عند منتصف الليل".

وقال حسن أحمد محمد (65 عاما)، الذي يدير مقهى صغيرا، إن هذه أسوأ فترة عمل منذ افتتاح المقهى في 1960.

وتضررت مصر بشدة من الوباء الذي ضرب قطاع السياحة الحيوي وقلّص أيضا إيرادات قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج بسبب تباطؤ التجارة العالمية.

وأقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مارس/آذار حزمة تحفيز بقيمة 100 مليار جنيه (الدولار=15.9200 جنيها)، تضمنت دفع رواتب للموظفين الذين أبقاهم أصحاب العمل في بيوتهم وتقديم دعم مالي للعمالة غير الرسمية.

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء نادر سعد لقناة تلفزيونية محلية الشهر الماضي إن المقاهي يمكن أن تفتح لفترة أطول في المناطق السياحية وسيختلف الأمر في الصيف والشتاء، لكن بخلاف ذلك ستظل ساعات العمل محدودة حتى بعد انتهاء الوباء بحيث تتوافق مصر أكثر مع ساعات العمل في الولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف أن المواطنين الذين يجلسون في مقهى بعد العاشرة مساء غير منتجين.

وسمحت الحكومة أولا بإعادة فتح المقاهي حتى الساعة العاشرة مساء ثم مددت الأسبوع الماضي ساعات العمل حتى منتصف الليل.

ولم يرد المركز الصحفي الحكومي على أسئلة بخصوص كيفية دعم الحكومة للمقاهي، ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم مجلس الوزراء.

المصدر : رويترز