اغتيال مرسي وغضب صلاح وكلب الزمالك.. أشهر 5 أزمات لفرع فودافون بمصر قبل بيعه للسعودية

فودافون مصر إعلان محمد صلاح زحام القاهرة
أزمة صلاح مع اتحاد الكرة من أبرز أزمات فودافون مصر (رويترز)

محمود صديق-القاهرة

بعيدا عن الجوانب الاقتصادية والآثار المترتبة على بيع شركة فودافون العالمية لحصتها في فودافون مصر لشركة الاتصالات السعودية، فإن الفرع في مصر مر بعدة أزمات أثارت الجدل حيث وصلت لاتهامات بالتخطيط لأعمال إرهابية.

وكانت شركة الاتصالات السعودية أعلنت في بيان لإدارة سوق الأسهم أنها وقعت مذكرة تفاهم غير ملزمة مع مجموعة فودافون لشراء كامل حصتها البالغة 55% من أسهم فودافون مصر.

الجزيرة نت ترصد أبرز خمس حالات أثارت الجدل حول فودافون، ولاقت ضجة واسعة بين المصريين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. 

كلب الزمالك
أولى الأزمات كان إعلان شركة فودافون عام 2010، يظهر فيه كابتن منتخب مصر ونجم الأهلي وقتها أحمد حسن، وهو يخرج كلبا أبيض اللون هدية من علبة حمراء، الأمر الذي أثار استياء الصحفي المعروف بتشجيعه لنادي الزمالك محمود معروف.

فكتب معروف في مقاله بجريدة الجمهورية "الإسقاط واضح تماما في الإعلان، فهم يريدون الرمز إلى الأهلي بالصندوق الأحمر، فيما يرمز الكلب الأبيض إلى الزمالك".

وطالب الكاتب الصحفي شركة فودافون وحسن بتقديم اعتذار رسمي لنادي الزمالك وجماهيره، كما طالب جماهير النادي بمقاطعة فودافون، لكن الأخيرة أكدت أن الإعلان لا يحمل أية إساءة، وصعدت الأزمة أكثر وهددت جريدة الجمهورية بوقف التعامل معها ما لم يتم التحقيق مع الناقد الرياضي الزملكاوي.

ثورة يناير
بعد ثورة 25 يناير 2011 بثت فودافون إعلانا ترويجيا، ظهر فيه عبارة دعائية شهيرة للشركة "القوة بين يديك" بميدان التحرير وسط المظاهرات التي أسقطت الرئيس حسني مبارك.

وشن النشطاء على مواقع التواصل حملة كبيرة تهاجم الشركة، وترى في الإعلان محاولة لاستغلال الثورة لتحقيق أرباح مادية، وعلقت الشركة المنتجة للإعلان بأنها أنتجته للاستخدام الداخلي، وأن الشركة وفودافون لم يدعيا يوما أن لهما شأنا في قيام الثورة.

ولم تدافع فودافون عن نفسها كثيرا هذه المرة، وتنصلت في بيان من الإعلان قائلة "فودافون مصر تنفي مسؤوليتها عن الفيلم الذي يتم تداوله على مواقع التواصل على الإنترنت والذي يحتوي على لقطات دعائية لفودافون".

في المقابل اتهم الملحن المثير للجدل عمرو مصطفى -وهو من أشهر المعادين للثورة- فودافون بالوقوف وراء تفجير الثورة والعمل على تفجير الأوضاع في مصر بالتعاون مع جهات خارجية. 

اغتيال الرئيس
لم يصدق الكثير آذانهم وهم يستمعون لشاب يدعى أحمد سبايدر، وهو يفسر إعلانا بثته فودافون على الإنترنت بعنوان "شريحة المرحوم" تقوم ببطولته الدمية الشهيرة ومقدمة برنامج "أبلة فاهيتا" بأنه يرى في الإعلان شفرة للإعداد لتفجير أحد المولات الشهيرة.

وزعم سبايدر -الذي منحه الإعلامي توفيق عكاشة برنامجا على قناته "الفراعين"- أن الإعلان حمل خمس كلمات مشفرة وهي (الجراج-حارس-مول تجاري-في الجوار-كلب) وأن تلك الكلمات كانت مفاتيح المؤامرة لعملية تستهدف مصر خلال أسبوع.

وقال محامي سبايدر -في بلاغ تقدم به للنائب العام- إن إعلان فودافون يتضمن شفرات لاختطاف الرئيس محمد مرسي من محبسه أو اغتياله، ودعوة مشفرة لتدخل المجتمع الدولي، وخطة كاملة لهجوم إرهابي.

وبالفعل أصدر مكتب النائب العام وقتها بيانا قال فيه" إن إعلانا تجاريا منسوبا لشركة فودافون للاتصالات تحت اسم (شريحة المرحوم) تضمن عبارات ورموزا بطريقة تخالف ما جرت عليه العادة في الإعلانات التجارية".

وأضاف البيان أن "النيابة العامة أمرت باستدعاء المدير الإقليمي المسؤول عن فودافون لاستيضاح الأمر، وكلفت قطاع الأمن الوطني والجهات المختصة بإجراء التحريات بشأن البلاغ".

وخلال التحقيقات أكد مسؤول من الشركة أن المسألة تعد هزلا غير مقبول، وتفسيرا غير عقلاني لإعلان يحفز المشتركين على تشغيل شريحتهم القديمة والتي أهملوا استخدامها.

خدش الحياء
في إعلانات شهر رمضان عام 1438 هجري الموافق عام 2017 ميلادي، قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وقف إعلان تلفزيوني للشركة، لما يحتويه من ألفاظ ومشاهد لا تليق بالذوق العام، وتجافي القيم وتخدش الحياء فضلا عن تدني اللغة، حسبما جاء في بيان المجلس.

وأشار البيان إلى أنه كان يتوسم في فودافون أن ترقى بالذوق العام، لكن الشركة قبل أن تسئ لنفسها، أساءت بهذه المشاهد إلى كافة المصريين، لهذا اضطر المجلس أن يتخذ هذا القرار.

وهو ما قابلته الشركة بالإعلان عن وقف جميع إعلاناتها بوسائل الإعلام المختلفة لحين استيضاح الأمور مع الجهات المعنية، ثم عدلت عن قرارها في بيان قالت فيه "تقديرا من فودافون لعملائها والمواطن المصري بصفة خاصة، عقدت الشركة اجتماعا مع جهاز حماية المستهلك وتم الاتفاق على تعديل في الإعلان، وتم عرض شكل جديد لإعلان أبلة فاهيتا".

محمد صلاح
فضلت فودافون السكوت عندما اندلعت أزمة بين اتحاد الكرة ومحمد صلاح المحترف بصفوف ليفربول، بعدما وضعت صورة اللاعب على طائرة المنتخب بجوار شعار شركة WE المنافسة لفودافون، وبشكل يخالف شروط والتزامات تعاقدية لصلاح وحقوق الرعاية مع فودافون.

وانقسم الشارع المصري ونجوم الكرة بين مؤيد لصلاح، ومؤيد لاتحاد الكرة، لكن الرئيس التنفيذي لفودافون مصر رفض التعليق على الأزمة، قائلا يجب ترك صلاح للتركيز فيما يجيده.

هل تأثرت فودافون؟
ينفي الخبير الاقتصادي علي الإدريسي وجود تأثير كبير على عمل أو مبيعات فودافون مصر بسبب أي من الحملات السابقة، مشيرا إلى أن الأمر كان مجرد جدل على مواقع التواصل.

ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن إيرادات فودافون مصر خلال النصف الأول من العام المالي الحالي بلغت 13.7 مليار جنيه (868.541 مليون دولار) بنسبة زيادة تقارب 23% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي (10.6 مليارات جنيه) وأن الشركة تسجل كل عام زيادة ملحوظة في الأرباح بما ينفي تأثرها بشكل كبير بتلك الأزمات.

وأكد الإدريسي أن شركات الاتصالات في العادة لا تتأثر كثيرا بأي حملات مضادة، فالمصريون لا يميلون كثيرا لتغيير أرقام هواتفهم، ربما يضيفون عليها أرقاما تحمل عروضا مميزة من شركات اتصال أخرى، لكنهم لا يتخلصون من خطوط أي شركة بسهولة.

وشهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحسناً خلال العام المالي الماضي، حيث ارتفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للقطاع بنسبة 16.6%، ليصل إلى 93.4 مليار جنيه.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي