متحف عسكري في قاع خليج العقبة بالأردن

دبابات عسكرية مصفوفة في تكتيك يحاكي ميدان المعركة - خاص (2) copy.jpg
دبابات عسكرية مصفوفة وفق تخطيط يحاكي ميدان المعركة في أعماق خليج العقبة (الجزيرة)

 

همام العسعس-عمّان

إذا كنت من مرتادي المتاحف ومحبي القطع العسكرية فإن عليك حزم حقائبك والتوجه إلى مدينة العقبة جنوبي الأردن، حيث ينتظرك متحف عسكري يضم دبابات وآليات مختلفة الأحجام وطائرات عمودية موضوعة وفق خطة عسكرية تحاكي ميدان المعركة، غير أن هذا المتحف لا يوجد على اليابسة بل على مسافة تتراوح بين 15 و28 مترا في عمق البحر.

وأطلق الأردن تجربة جديدة قرب شاطئ العقبة (325 كيلومترا جنوب عمان)، حيث يمكن المزج بين الرياضة والغوص تحت الماء والاستمتاع بمشهد الآليات العسكرية القديمة التي خرجت من الخدمة الميدانية، ويمكن مشاهدة جميع هذه المناظر برؤيتها عبر القوارب الزجاجية دون الحاجة للنزول إلى الماء.

وقامت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة (جهة حكومية مسؤولة عن قطاع الاقتصاد) بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية بتنزيل 19 قطعة عسكرية مختلفة إلى قاع البحر من دبابات وعربة إسعاف مصفحة ورافعة عسكرية وناقلة جنود ومضاد للطائرات ومدافع وطائرات عمودية مقاتلة للتشجيع على السياحة واستقطاب غواصين من شتى أنحاء العالم، وذلك عقب نجاحها بتنزيل طائرة مدنية.

هواة الغوض
ويقول مدرب الغوص مؤمن أبو عبد الله للجزيرة نت عقب تجوله في أنحاء المتحف إنه لم تكن لدى هواة الغطس سوى أماكن محدودة لممارسة هوايتهم، وإن شاطئ العقبة أضحى يضم اليوم العديد من الخيارات المنوعة لهواة الغطس، وإنه توجد مواقع لسفن وطائرات تم تنزيلها إلى قاع البحر في العقدين الماضيين وتشكلت حولها الشعب المرجانية وصارت قبلة لأسماك متنوعة.

وأضاف أبو عبد الله -الذي يمارس الغوص منذ 20 عاما في ناديه المتخصص "عقبة شارك" (Aqaba shark)- أن شاطئ العقبة متواضع مقارنة بشواطئ كثيرة في المنطقة العربية، لكن إنشاء متحف عسكري في قاعه سيساعد على تشكيل حيد مرجاني صناعي فريد من نوعه يخفف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعي ويضفي جمالا بصريا يجذب السياح ومحبي هواية الغطس.

المتحف يضم دبابات وآليات مختلفة الأحجام وطائرات عمودية خرجت من الخدمة(الجزيرة)
المتحف يضم دبابات وآليات مختلفة الأحجام وطائرات عمودية خرجت من الخدمة(الجزيرة)

وحظي افتتاح المتحف باهتمام وسائل إعلام عالمية عديدة، وتخلله عزف لفرقة موسيقات القوات المسلحة الأردنية وفرقة العقبة للفلكلور الشعبي بأغانٍ وطنية وشعبية.

وقالت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في بيان لها إن "بإمكان هواة الغطس الآن السباحة في خليج العقبة على البحر الأحمر واكتشاف أول متحف عسكري تحت الماء يقدم لعشاق المغامرة قطعا حربية قديمة ورائعة".

وأضافت السلطة أن المتحف يهدف إلى إظهار نوع جديد وفريد من نوعه من تجارب المتاحف، وأنه يظهر التفاعل بين الرياضة والبيئة والمعروضات أمام الزائر.

بدوره، أوضح مفوض شؤون البيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة سليمان نجادات أن المشروع تم وسط شروط وتدابير بيئية راعت الآثار المترتبة على إقامة هذا المتحف، وأنه تم اتخاذ جميع الآليات لضمان حماية وسلامة البيئة البحرية.

وقال نجادات إنه "قبل تنزيل القطع العسكرية إلى قاع البحر تم تنظيفها من الزيوت والشحوم وإزالة الدهان منه ووضعها في مساحات رملية من دون الإضرار بالشعاب المرجانية، لأن شاطئ العقبة يزخر بتنوع الأسماك الموسمية نظرا لاعتدال درجات الحرارة فيه بالصيف والشتاء، إذ يعتبر ملاذا آمنا لأنواع من الأسماك المهاجرة حول العالم".

السنوات الأخيرة شهدت ارتفاع إعداد مرتادي الغوص وانتعاشا في القطاع (الجزيرة)
السنوات الأخيرة شهدت ارتفاع إعداد مرتادي الغوص وانتعاشا في القطاع (الجزيرة)

انتعاش القطاع
كشف رئيس جمعية مراكز الغوص وغواصي الأردن خماش ياسين أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا في أعداد مرتادي الغوص وانتعاشا واضحا في قطاع الغوص، وقال إن 12 ألف سائح أجنبي غاصوا في خليج العقبة في العام الماضي.

وبين خماش أن دخول خدمة طيران "ريان إير" ذات السعر المنخفض زاد قدوم السياح الأوروبيين إلى الأردن، مما زاد في تحسن أوضاع قطاع الغوص بعد التراجع الحاصل في السياحة خلال السنوات الماضية.

وأضاف أن أغلب الذين يخوضون تجربة الغوص هم السياح الأجانب، مشيرا إلى وجود تقصير في الترويج لهذه الرياضة على الصعيد المحلي، وأن جمعية الغوص تعمل على إيجاد بدائل لتشجيع الأردنيين على خوض التجربة بالشراكة مع وزارة السياحة كي يتسنى لجميع الأردنيين القدوم إلى العقبة والمشاركة في برامج للغوص.

المصدر : الجزيرة