كهوف السليمانية في العراق.. حين تتوغل داخل أسرار التاريخ
فرح سالم-السليمانية
جبل ماكوك
قرية قلاسيدة الواقعة بمحافظة السليمانية شمالي العراق، تتميز بطبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة وتضم أيضا جبل ماكوك -هو الأهم والأكبر بمجموعة السلاسل الجبلية بالمدينة- الذي كلما اقترب الزائر من قمته لاحظ الكهف الطويل الذي يحتويه وينعدم داخله الضوء وشبكات الاتصالات.
ويقول سكان قرية قلاسيدة إنه لا أحد تجرأ لحد الآن على التوغل داخل الكهف للنهاية بسبب طوله وانخفاض نسبة الأوكسجين داخله، ويقول وريا عثمان -أحد سكان القرية- "هذا المكان يتميز بكثرة عدد السياح في موسم الربيع وأعياد مارس/آذار، وتبدأ القرية باستقبال الزوار من مدينتي السليمانية وأربيل، ويعج الجبل بالراغبين في اكتشاف الكهف والباحثين عن المناظر الجميلة".
كهف هزار ميرد
هذا الكهف هو علامة مهمة من علامات المدينة، ويقع على بعد 13 كلم من شرق السليمانية، ويعتبر ثاني أقدم كهف في شمالي العراق.
وبحسب السكان المحليين، فإن سبب تسميته بـ"هزار ميرد" -أو كهف الألف رجل- يعود لمعركة كبيرة كانت قد جرت بين رجال ناهز عددهم الألف في زمن الحركة التحررية الكردية ولجؤوا وقتها إلى هذا الكهف، غير أن آخرين يقولون إن سر تسميته يعود إلى الظلام الحالك بداخله.
وتستغرق رحلة الصعود إلى الكهف ساعتين، وتفوح منه رائحة الصخور، ويمكن رؤية كامل مدينة السليمانية من أمامه لوقوعه عند القمة تقريبا.
وكان تم العثور داخل الكهف على العديد من الآلات الحجرية التي صنعها الإنسان من العصر الحجري القديم، وهو من أهم الأماكن التاريخية في شمالي العراق لموقعه المميز وتاريخه، وتم تثبيته في سجلات دائرة الآثار عام 1943.
كهف جاسنة
يقع الكهف على بعد 50 كلم شرق مدينة السليمانية ضمن منطقة سورداش،
ويتميز بطبيعة منطقته الخلابة حيث الهضاب الخضر التي تمتد لعشرات الكيلومترات، ويضم شلالاً يتجاوز ارتفاعه ثلاثة أمتار.
من القصص الشائعة المحكية التي يعرفها أغلب سكان المدينة حول الكهف، احتماء الزعيم الكردي محمود الحفيد البرزنجي به إبان قصف القوات البريطانية للمدينة في عشرينيات القرن الماضي، مصطحباً معه مطبعته التي نقلها على ظهور البغال ليصدر وينشر من ذلك المكان العدد الأول من صحيفة "بانكى هه ق" (صوت الحق).
ويقول الموظف في دائرة الآثار إسماعيل خياط إن الكهوف في السليمانية بحاجة إلى الكثير من الاهتمام لأهميتها الأثرية والتاريخية والسياحية للمحافظة خاصة وللعراق عامة، مشددا على ضرورة الإسراع في عمليات التنقيب تجنبًا للعبث الذي من يمكن أن يتسبب في ضياع الكثير من الأدلة التي تساعد فرق البحث في وقت لاحق.