الدورات الرياضية الرمضانية بقطر.. من تسلية الأحياء إلى استثمار الاحتراف

بطولة صالح صقر
من بطولة صالح صقر البوعينين التي تعد من أقدم الدورات الرمضانية بالخليج (الجزيرة نت)

محمد السيد-الدوحة

تنتشر الدورات الرياضية باختلاف أنواعها في قطر خلال شهر رمضان الفضيل، مما جعله موسما ينتظره موهوبون يحلمون بالنجومية ولاعبون سابقون يسعون خلف المكافآت المالية التي تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الريالات، في ظل التطور والاحترافية التي شهدتها هذه الدورات.

الدورات الرمضانية التي تشكل مظهرا مميزا للشهر المبارك، اختلفت كليا هذه الأيام، فبعدما كانت تقام بعشوائية في الفرجان (الأحياء) والملاعب الترابية، انتقلت إلى احترافية الملاعب العشبية المجهزة أو داخل الصالات الرياضية المكيفة، وبعدما كانت مجرد "تسلية" لممارسة الرياضة بين الأصدقاء والأقارب، تحولت إلى "استثمار مالي" ومحط تنافس بين الشركات والمؤسسات التي تنظم الدورات بطرق لافتة وبرعاية ضخمة.

ويؤكد أحد رموز كرة القدم القطرية صالح صقر البوعينين، أنه يعشق اللعب في الدورات الرمضانية منذ الصغر لأنها كانت تجمعه بأصدقاء الطفولة وأبرز اللاعبين في الفريج (الحي)، كما أن موهبته اكتسبها من ممارسة كرة القدم في هذه الدورات التي كانت سببا في نجوميته الكبيرة.

يقول البوعينين للجزيرة نت إن الدورات الرمضانية تطورت بصورة مذهلة هذه الأيام، وذلك في ظل رعاية الشركات الكبرى لهذه الدورات ورصد مبالغ ضخمة للجوائز، فضلا عن بثها مبارياتها على القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام، الأمر الذي حوّلها من مجرد ممارسة للرياضة إلى منافسة ورغبة في تحقيق الفوز.

دورة رياضية ترعاها قنوات الكأس وتعد تطورا لدورات الفرجان(الجزيرة نت)
دورة رياضية ترعاها قنوات الكأس وتعد تطورا لدورات الفرجان(الجزيرة نت)

ويضيف أن الدورات الرمضانية بدأت على الملاعب الترابية في الأحياء، وكان لها رونقها الخاص، لكنها مع مرور الوقت والتطور بدأت تقام على أبرز الملاعب العشبية سواء كانت طبيعية أو صناعية، أو داخل الصالات الرياضية.

ويعد البوعينين من أوائل من أطلق دورات رياضية في شهر رمضان بمنطقة الخليج وذلك عام 1974، ويوضح أن أول دورة نظمها شارك فيها عشرون لاعبا من الأقارب والأصدقاء في الحي بهدف التسلية والمتعة وممارسة كرة القدم في الشهر الكريم.

دورات ضاربة في القدم
وتعد دورة صالح صقر البوعينين أبرز الدورات الرمضانية التي تقام في قطر والخليج، إذ حافظت الدورة التي تقام بانتظام سنويا على تاريخها وتراثها حتى وصلت هذا العام إلى النسخة الخامسة والأربعين.

ويشدد البوعينين على أن الدورات الرمضانية العريقة برز فيها الكثير من اللاعبين الذين أصبحوا بعد ذلك نجوم الكرة القطرية أبرزهم منصور مفتاح وماجد الصايغ، أما حاليا فتعد الدورات فرصة للمواهب الجديدة للتعبير عن نفسها لا سيما في ظل عدم سماح القوانين بمشاركة اللاعبين المحترفين.

وتشهد قطر هذا العام دورات رمضانية عدة تطلقها الشركات والمؤسسات الإعلامية والوزارات، وتحظى باهتمام بالغ في وسائل الإعلام خصوصا أنها تشهد مشاركة الكثير من النجوم الكبار المعتزلين.

المناعي يري أن التطور أثر على أجواء الدورات الرمضانية(الجزيرة نت)
المناعي يري أن التطور أثر على أجواء الدورات الرمضانية(الجزيرة نت)

بدوره، يرى مدير دورة الكأس الرمضانية ورئيس لجنة المسابقات في الاتحاد القطري لكرة القدم حمد المناعي، أن الدورات الرمضانية تطورت تطورا كبيرا من كافة الأوجه، ففي الوقت الذي كانت تقام فيه قديما على الملاعب الترابية في الفرجان باتت تقام الآن في أحدث الملاعب والصالات الرياضية.

أجواء متغيرة
ويقول المناعي للجزيرة نت إن الأجواء في الدورات الرمضانية تغيرت بصورة كبيرة، ففي الماضي كانت مقصورة على الفريج، حيث يتجمع الشباب ويتبرعون بمبالغ زهيدة لشراء كأس البطولة الذي يقدم للبطل الفائز، إلا أنه كان وقتها جائزة لها وقع كبير على نفس المشاركين، بل إن البعض كان يحتفظ به للذكرى.

ويوضح أن الدورات هذه الأيام تقام تحت رعاية شركات ومؤسسات تتنافس في الإعلان والدعاية والتنظيم وتقديم الجوائز الضخمة للفرق، الأمر الذي حولها إلى فرصة للبعض لتحقيق الفوز والربح بعيدا عن التجمع وممارسة الرياضة.

وتعد دورة الكأس الرمضانية التي تقام للعام الحادي عشر على التوالي، من أبرز الدورات التي تقام هذا الموسم، إذ بلغت جوائزها خمسمئة ألف ريال قطري (أكثر من 130 ألف دولار) وتقام على ملاعب أسباير بمشاركة 16 فريقا، وتذاع مبارياتها مباشرة على قناة الكأس.

ولا تقتصر الدورات الرمضانية في قطر على كرة القدم، فهناك دورات في مختلف الألعاب ككرة السلة والطائرة واليد والتنس والبلياردو والسنوكر، ولكن جماهيريتها ليست بمستوى كرة القدم.

المصدر : الجزيرة