"ملكة الطبلة" بمصر.. تتحدى المجتمع بالعزف وتعرض آلتها للتبني
صفاء علي-القاهرة
من منا لم تبهره دقات جدته في الأعراس الشعبية على "الطبلة" أو "الدربُكة"، ومع ذلك كان الأمر يمر مرور الكرام، لكن المُستغرب أن تقوم أنثى باحتراف هذه المهنة وتعمل "طبالة"، في تحدٍ واضح وصريح لاحتكار الرجال تلك المهنة.
بسمة الهجرسي "الطبالة" أو "ملكة الطبلة"، التي تجعل الطبلة تتكلم كما تُوصف، كسرت الصورة النمطية للمجتمع، وتخطت كل "التابوهات" التي ترفض عمل المرأة في تلك المهنة.
لم تختر الطبلة، بل هي التي اخترتها، كما قالت للجزيرة نت، وتحاول دائما دعم حبها لتلك الآلة بالدراسة، كما شاركت في عدد من الحفلات مع عازف الإيقاع المصري سعيد أرتيست.
قابلناها في القاهرة لنقترب أكثر منها ومن مهنتها وكيفية تعامل المجتمع معها:
لماذا الطبلة تحديدا؟
وقعت في غرام الطبلة، فحاولت تعلم عزفها عن طريق فيديوهات تعليمية على يوتيوب، ثم ساعدتني أختي تُقى، وهي بالمناسبة عازفة "قانون"، أثناء دراستها بمعهد الموسيقى العربية، بعد فترة نجحت في المشاركة وديا في محاضرات الإيقاع بمعهد الفنون الشعبية، وكانت البداية.
ما رد فعل أسرتك نحو اختيارك العزف على الطبلة؟
رغم تعليقات أقاربي وأصدقائي في البداية، فإن أبي لم يعترض مطلقا وشجعني، حتى أنني وأختي شكلنا فرقة خاصة بنا، ونجحنا في عزف أغنيات أم كلثوم بالقانون والطبلة فقط.
عرضتِ إحدى "طبلاتك" للتبني، ما الرسالة التي أردتِ إيصالها؟
أنا فقط أردت تأكيد أهمية الطبلة وقيمتها بالنسبة لي، وأردت أن يستفاد بها من لا يستطيع شراء طبلة، حتى أساعد على تعلم هذا الفن الراقي الذي أعشقه.
ما الذي تغير فيكِ منذ بدأت منذ خمس سنوات؟
الخبرة، وعدم الاكتراث بتنمر البعض، والتجاهل التام لأي كلمات مسيئة لمهنتي.
معنى ذلك أنك تتعرضِين لتنمر مجتمعي بسبب تلك المهنة؟
كثيرون يتنمرون ضدي على وسائل التواصل الاجتماعي، عند المشاركة بتعليق على أي حدث، تكون أقرب الكلمات "يا عم سيبك منها دي طبالة".
وماذا تفعلين حيال هذا التنمر؟
في البداية كنت أتألم من هذه الكلمات، ربما بسبب انبهاري بالشهرة، أما الآن فالتجاهل هو سلاحي الوحيد، وأركز في عملي وتطويره فقط، وأرى نفسي "ملكة الطبلة" بلا منازع.
ما الفئات التي تطلبك في مناسباتها؟
الطبقات الراقية فقط هي التي تتفهم مهنتي كالإعلاميين والفنانين.
هل معنى ذلك أنك لم تحضري فرحا شعبيا من قبل؟
تقول ضاحكة: بالطبع لا، ولن أفعل ذلك مستقبلا.
لماذا؟
لنكن صادقين؛ لا يمكن لأي بنت تحترم نفسها أن تحضر فرحا شعبيا كعازفة، بسبب التحرش مثلا، ناهيك عن النظرة السلبية لمهنة الطبالة في المجتمع؛ فالطبال في الأساس هو رجل يُدخن ويقف خلف راقصة درجة عاشرة، فما بالك لو كنت طبالة؟!
هل هذا يعني أنك لن تعزفي خلف راقصة يوما ما؟
حتى الآن لم أفعل، ربما يحدث مستقبلا.
ماذا لو تزوجت.. هل ستظلين في عملك؟
بالتأكيد لن أتخلى عنها، وأتمنى أن أتزوج رجلا يفهم طبيعة مهنتي وسهري ساعات طويلة.
ما الفرق بينك وبين أي رجل يعمل طبالا؟
الطبلة "جعلتني رجلاً من ناحية احترامي لنفسي بها"، ومهنيا لا يختلف الرجل عني من حيث الأداء، فالعلاقة بيننا ندية.
هل عُرضت عليك المشاركة في أعمال أو مناسبات فنية؟
لست مهتمة بذلك الآن، فكل تركيزي حاليا مُنصب على الاهتمام بمهنتي.