دهب.. إجازة في قلب خليج العقبة بمئة دولار
باسم مجدي – دهب
ويشير عمر في حديثه للجزيرة نت إلى أن المدينة تناسب الشباب أكثر من العائلات، فهي تختلف عن المدن الكبرى مثل الغردقة وشرم الشيخ.
ووفقا للشاب العشريني فإن "دهب" مدينة للاسترخاء والتأمل، فلا يوجد بها ملاهٍ ليلية، وإنما فقط مقاهٍ ومطاعم تطل على البحر مباشرة، وكذلك أغلب الفنادق.
هذه المدينة الصغيرة التي يحتضنها خليج العقبة بين الجبال والصحراء والبحر، تقع على بعد 100 كلم شمال شرم الشيخ، وصارت خلال العقود الثلاثة الماضية نقطة جذب للسياح من جميع أنحاء العالم.
يعود تاريخ "دهب" إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث استخدمها العرب الأنباط ميناء بحريا لتخزين بضاعتهم قبل نقلها عبر أودية سيناء إلى ميناء السويس للتحكم في طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا.
وعادت "دهب" إلى مصر عام 1982 مع الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، لتبدأ المدينة في التحول إلى منتجع سياحي عالمي، وانتشرت بها الفنادق والمنتجعات السياحية، لتذيع شهرتها في الآفاق كواحدة من أهم مراكز الغطس منذ تسعينيات القرن الماضي.
أنشطة متنوعة
ومن "دهب" تنطلق رحلات اليوم الواحد إلى المناطق الشهيرة المجاورة مثل بلو هول وثري بولز، حيث يمكن ممارسة رياضة الغطس والتمتع بمناظر الشعاب المجانية الخلابة والأسماك الملونة. كما يمكن زيارة مناطق أبو جالوم وبلو لاغونا لممارسة رياضة ركوب القوارب الشراعية نظرا لوجود الرياح القوية أغلب أوقات السنة.
وتتنوع الأنشطة حول "دهب" في الجبال مثل رحلات السفاري وركوب الخيل والجمال في الصحراء. ويمكن لمحبي رياضة تسلق الجبال الانطلاق إلى رحلة صعود جبل موسى وتأمّل مشهد غروب الشمس فوق قمته. وتشمل الرحلة إليه أيضا زيارة دير سانت كاترين. وتتراوح أسعار هذه الرحلات في المتوسط نحو 250 جنيها مصريا (14 دولارا).
وتجتذب المدينة السياح الإسرائيليين خصوصا في مواسم الأعياد اليهودية، حيث يمكن مشاهدة اللافتات باللغة العبرية في الفنادق والمطاعم لاجتذاب السياح من إسرائيل. كما ينتقل بعض الأجانب من جنسيات مختلفة للإقامة فيها لفترات طويلة.
السيطرة الأمنية
يرى عمر أن المشكلة الأبرز في التخطيط للرحلات إلى مدينة "دهب" هو بعدها نسبيا عن القاهرة، حيث تستغرق الرحلة الآن نحو 10 ساعات على الأقل، خصوصا مع كثرة نقاط التفتيش الأمني طوال الطريق، حيث توقف قوات الأمن المسافرين لفحص هوياتهم مرات عديدة، كما تتوقف الباصات طويلا في نفق الشهيد أحمد حمدي الذي يربط سيناء بمصر تحت قناة السويس، وتفحص قوات الأمن حقائب المسافرين باستخدام الكلاب البوليسية.
يقيم عمر مع أمه وشقيقته بغرفة في فندق تكلفهم نحو 450 جنيها يوميا (25.5 دولارا)، وهو ما يراه أهم ميزات المدينة، حيث تتوافر فنادق فاخرة بأسعار جيدة جدا، ويصعب وجود نفس هذه الأسعار في مدينة شرم الشيخ مثلا.
انخفاض الأسعار
أما طارق (18 عاما) فقد سافر مع شقيقه الأكبر محمد لزيارة "دهب" بميزانية محدودة لا تتعدى ألفي جنيه لكل فرد، واستطاع أن يقوم بأنشطة متعددة خلال مدة الإقامة التي دامت أسبوعا كاملا خلال إجازة نصف العام الدراسي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول محمد -الطالب بمعهد متوسط في القاهرة- إنه وفّر تكاليف الرحلة من مصروفه الشخصي، بعد أن سمع من أصدقائه أن "دهب" مدينة رائعة ورخيصة، وتناسب الشباب ذوي الميزانية المحدودة للاستمتاع بالأنشطة البحرية.
أقام محمد وشقيقه في خيمة داخل مخيم في قلب المدينة، كلفتهما نحو 600 جنيه في الأسبوع (34 دولارا)، وحجزا في رحلة بحرية كلفتهما نحو 220 جنيها.