شاهد.. أول "فندق" لرعاية وتدريب الكلاب في الأردن

همام العسعس-عمّان

مروان الحج علي صاحب أول مركز مخصص للكلاب في الأردن تربطه علاقة منذ ثلاثين عاما بتربية الكلاب، فمنذ نعومة أظافره كان يعتني بالكلاب المشردة في حيه الشعبي شرق العاصمة عمّان سابقا إلى أن اشترى أول كلب مستورد من الخارج من نوع "الجيرمن شيبرد" عندما بلغ من العمر 18 ربيعا، قبل أن يواصل ممارسة هوايته في تربية الكلاب رغم التوبيخ الذي ناله من أهله وقتها.

ويبدأ مروان الحج رحلة اهتمامه بالكلاب في العاصمة الأردنية عمّان بنقل الكلاب على متن عربته المخصصة للغرض من صاحبها نحو المركز وتنظيفها عبر حمام دافئ في الشتاء ومعتدل في الصيف، ثم يتولى تجفيفها وتسريح شعرها وقص أظافرها ومعاينة صحتها من خلال أطباء وخبراء قادمين من أوكرانيا.

بداية القصة
خلال طريقنا إلى المركز غرب العاصمة عمان قرب شارع مطار الملكة علياء، أطلعنا مروان على تفاصيل قصة تأسيس المركز، وقال إن الفكرة خطرت في باله عندما أراد السفر خارج الأردن ولم يجد مكانا يضع فيه كلبه الخاص، فقرر إنشاء مركز يقوم على رعاية الكلاب والاعتناء بها وتدريبها على تنفيذ أوامر الطاعة ونجح في تدشينه مطلع عام 2018، وأطلق عليه اسم "ذا بات زون" (THE PET ZONE).

المركز يحتوي على أقسام خاصة بكلاب الحراسة وكلاب الزينة (الجزيرة)
المركز يحتوي على أقسام خاصة بكلاب الحراسة وكلاب الزينة (الجزيرة)

خدمات المركز
تقوم فكرة المشروع على توفير إقامة للكلاب التي يخرج مالكوها في إجازات خارج البلاد ولا يجدون مكانا لها، ويستقبل كلابا مختلفة الأحجام وبنوعيها الشرس والأليف، وتخضع جميعها لفترة تدريب قد تصل إلى شهر كامل يتلقى خلالها الكلب تدريبات مكثفة على الامتثال للأوامر أو فنون الدفاع عن صاحبها، في حين خضعت كلاب أخرى للتدريب على كيفية التواصل مع أطفال التوحد والأشخاص ذوي الإعاقة والاعتناء بهم.

ويحتوي المركز على أقسام خاصة بكلاب الحراسة وكلاب الزينة، ويقطن كل كلب بغرف تدخلها أشعة الشمس ويعبرها الهواء وتتوسطها بيوت خشبية دافئة مخصصة للنوم.

ويتوسط المركز ساحة خضراء لتدريب الكلاب الشرسة والخجولة أو التي تحتاج للتدريب على الطاعة والحراسة الشخصية، وساحة أخرى مجاورة مخصصة للعب والاستمتاع بأشعة الشمس والهواء النقي وقسم مخصص التدريب والتأهيل السلوكي للكلاب.

صعوبات العمل
يتابع مروان حديثه للجزيرة نت أن عمله صعب وشديد الغرابة، وأن ترويض الكلاب وتعويدها على الامتثال للأوامر ليس أمرا سهلا، فمنها الخجولة والعصبية للغاية التي كانت تُعامل بطريقة وحشية من مالكيها، إلا أنه استطاع بالتعاون مع فريق متخصص ومدرب إعادة تأهيل هذه الكلاب.
 
ولم تلق فكرة إنشاء مركز خاص بالكلاب ترحيبا لدى بعض الناس، وتعرض مروان للكثير من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أغلب مضامينها تناقش فكرة "توفير رعاية للإنسان بدلا من الكلاب"، غير أنه لم يبال بهذه الانتقادات ورأى أن الله سخره لرعاية الكلاب وتسخيرها لخدمة البشر والحد من الإضرار بها.

ويضيف أن استخدامات الكلاب تنوعت مع تطور العلم وصار يعتمد عليها في مجالات حديثة كمساعدة مرضى التوحد ومرضى الصرع واكتشاف المتفجرات والحشرات الضارة بالزرع وغيرها من الاستخدامات الأخرى.

‪مروان يجري تجارب متنوعة على الكلاب بهدف إعدادها للقيام بمهام مختلفة‬  (الجزيرة)
‪مروان يجري تجارب متنوعة على الكلاب بهدف إعدادها للقيام بمهام مختلفة‬  (الجزيرة)

مصابو التوحد والصرع
نجحت تجارب قام بها مروان منذ تأسيسه فندق الكلاب على أطفال التوحد بالتعاون مع مركز خاص برعاية أطفال التوحد لمدة ثلاثة أشهر، وتبين أن الكلاب تساعد الأطفال المصابين بمرض التوحد على الانضباط ومعرفة السلوك الصحيح.

استخدم مروان خلال التجربة تقنية تدريب الكلاب على مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد وتنبيههم من خلال حركات خاصة تقوم بها، وذلك بعد أن طُبقت هذه التقنية في دول غربية.

ويرغب مروان في استخدام الكلاب في مساعدة الأشخاص المصابين بأمراض الصرع بعد أن تدرب على ذلك في روسيا، حيث تنبه الكلاب ذوي المصاب من خلال النُباح عند حدوث نوبة صرع لدى المصاب، ويطمح إلى استحداث خدمة الكلاب التي تكتشف ما يطلق عليه مزارعو التمر -سوسة النخيل الحمراء-التي تصيب أشجار النخيل، ويسعى لتدريبها على شم رائحة هذا المرض النباتي والتعاون مع مزارعي النخيل في الأردن لكشفه ومكافحته.

ساحة خضراء لتدريب الكلاب الشرسة والخجولة على الطاعة والحراسة الشخصية (الجزيرة)
ساحة خضراء لتدريب الكلاب الشرسة والخجولة على الطاعة والحراسة الشخصية (الجزيرة)

وعقد مروان نشاطات تثقيفية لطلبة المدارس بهدف نشر ثقافة الرفق بالحيوان في الأردن، لإنشاء جيل يهتم بها و يبدأ مزاولة تلك النشاطات بعد مشاهدته مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر قيام بعض الأطفال بحرق أحد الكلاب الضالة، مما أثار انزعاجه ودفعه للقيام بهذه المبادرة التوعوية.

المصدر : الجزيرة