الخوف من تهمة التحرش قد تمنع إنقاذ المصابات بنوبات قلبية

نوبة قلبية
الخوف من الاتهام بالتحرش بالنساء قد يحرمهن من الإنقاذ عند الإصابة بنوبة قلبية (فريبك)

توصلت دراسة حديثة إلى أن النساء اللواتي يعانين من نوبات قلبية؛ أقل احتمالا لتلقي الإنعاش القلبي من أفراد من عامة الجمهور، بسبب مخاوف من احتمال اتهام المُسعفين بالتحرش الجنسي.

وفي أعقاب الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت بعنوان "وأنا أيضا"، سأل الباحثون عشرات الأشخاص الذين تم تدريب العديد منهم على الإسعافات الأولية: لماذا قد لا يرغبون في إنقاذ حياة الإناث المصابات بنوبات قلبية عبر تدليك القلب؟

وكانت الإجابات تتراوح بين الخوف من اتهامهم بالتحرش الجنسي بهؤلاء الإناث، أو الخوف من أن النساء يملن أكثر إلى التهويل أو تزييف وقوع حادث. كما كان هناك قلق من أن عملية الإنقاذ تتطلب تدليك منطقة الثديين.

وأظهرت أبحاث سابقة أن 45% من الرجال الذين يصابون بالنوبات القلبية في الأماكن العامة يحصلون على الإنعاش القلبي، مقارنة بنسبة 39% من النساء.

وعلى الرغم من أن فرصة النجاة من نوبة قلبية تقل عن 12%، فإن تدليك القلب يمكن أن يضاعف هذه النسبة ثلاث مرات.

وقالت الأستاذة المساعدة بطب الطوارئ في كلية الطب بجامعة كولورادو في دنفر الدكتورة سارة بيرمان "إن العواقب المترتبة على ذلك تشير إلى أن النساء يُحتمل ألا يحظين بأي حالة من حالات الإنعاش القلبي، أو ربما يواجهن التأخير في بدء الإنعاش القلبي لهن".

وتضيف أنه رغم وجود مخاوف حقيقية لدى عامة الناس من الإقدام على إنقاذ شخص مصاب بنوبة قلبية، فإنه من المهم الإدراك بأن الإنعاش القلبي ينقذ الحياة، ويجب أن يقدم إلى المصاب بنوبات قلبية بغض النظر عن جنسه أو عرقه.

‪السرعة في تقديم الإنعاش القلبي تمثل فارقا كبيرا في تعافي المريض‬ (غيتي)
‪السرعة في تقديم الإنعاش القلبي تمثل فارقا كبيرا في تعافي المريض‬ (غيتي)

وفي هذا الإطار، أظهر بحث حديث أجرته مؤسسة القلب البريطانية أن خُمس البالغين في المملكة المتحدة سيشهد انهيار شخص ما يحتاج إلى الإنعاش القلبي الفوري في مرحلة ما، إلا أن غالبية الناس لا يأخذون رد فعل تجاه ذلك.

الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 30 ألف حالة اعتلال قلبي في المستشفيات بالمملكة المتحدة كل عام، ولكن أقل من عُشر هؤلاء الأشخاص يبقون على قيد الحياة.

وتقدر مؤسسة القلب البريطانية أن هناك عشرة آلاف شخص يموتون سنويا في المملكة المتحدة، لأن معدلات الإنعاش القلبي من المارة منخفضة إلى 39%.

وتقول سارة أسكو -من مؤسسة القلب- إن الإنعاش القلبي الرئوي هو الفرق بين الحياة والموت لآلاف الأشخاص الذين يعانون من السكتة القلبية في المملكة المتحدة، مؤكدة أن كل ثانية تمثل فارقا، ولا يكفي أن نأمل أن يكون شخص آخر يعرف طريقة الإنعاش القلبي موجودًا.

وتضيف "قد لا تشعر بالثقة في أداء الإنعاش القلبي الرئوي إذا لم تكن قد تدربت أو لا تتذكر تدريبك، ولكن بدون إجراء مبكر فإن فرص بقاء الشخص على قيد الحياة في حالة سكتة قلبية تكاد تكون صفرًا، بينما "يمكن أن يؤدي الإنعاش القلبي الرئوي المبكر إلى مضاعفة فرصة البقاء على قيد الحياة، لذا فإن القيام بشيء ما هو دائما أفضل من عدم فعل أي شيء".

المصدر : تلغراف