الخيل تتعرف على أصحابها من أصواتهم

العلاقة بين الخيول والإنسان وقدرتها على التعرف على صوت وشكل أصحابها
undefined
كشفت دراسة أن الخيل تستطيع التعرف على أصحابها من أصواتهم وذلك بتكوين صورة ذهنية عن الأشخاص المألوفين لديها. وأظهرت تجربة قام بها الباحثون أنه عندما جرى تشغيل صوت شخص مألوف من مكبر صوت مخفي توجهت الخيل بنظرها نحو هذا الشخص أكثر من غيره.

وكان العلماء في جامعة سسكس البريطانية قد كشفوا في وقت سابق أن الحيوانات تتعرف على بعضها بهذه الطريقة الحسية. وأظهرت أحدث النتائج أن الخيل تستطيع التعرف على البشر بنفس الطريقة.

ومن المعلوم أنه عندما يسمع الإنسان صوتا مألوفا يكوّن صورة ذهنية للمتكلم بمطابقة الإشارات المرئية والسمعية.

وهذه الطريقة المعروفة باسم "الإدراك عبر الوسائط الحسية" تتضمن تفاعلات بين حاستين مختلفتين أو أكثر، وكان يُعتقد في السابق أنها سمة خاصة بالبشر فقط.

وفي التجربة الأولى التي شملت 32 حصانا استدارت الحيوانات لتنظر بسرعة أكبر ولفترة أطول ولمرات أكثر إلى أصحابها عندما سمعت أصواتهم عبر مكبر صوت من سماعها شخصا غريبا.

وتعقيبا على ذلك قالت عالمة النفس الحيوانية الدكتورة ليان بروبس إن الخيل تمكنت من مطابقة الصوت المألوف بشخص مألوف لكنها لم تطابق الصوت غير المألوف بشخص غير مألوف. وقالت إن مطابقة مالك الحصان بصوته لا يعكس تمييزا غريزيا للنظر نحو المالك، وبدلا من ذلك قارنت الخيل المنبهات السمعية والمرئية بشكل فعال.

وفي تجربة ثانية شملت 40 حصانا أثبتت الحيوانات قدرتها على مطابقة صوت معين بسائس مألوف.

وقالت الدكتورة بروبس إن هذه التجربة تشير إلى أن مَعلَم السائس نشّط ذاكرة متعددة الإدراك الحسي عند الحيوانات لهذا الشخص بعينه مما جعلها تطابق مَعلَم هذا الشخص تحديدا بصوت نبرته.

وأضافت أن هذه التجربة تشير أيضا إلى أن الخيل تستخدم إستراتيجية التمييز هذه بطريقة طبيعية لتحديد العديد من الأشخاص في حياتها اليومية.

وقالت الدكتورة كارين مكومب، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة، إن القدرة على مطابقة مَعلَم الأشخاص المألوفين مع أصواتهم، بدون تدريب واضح، كانت واضحة أيضا في الرئيسيات (أعلى رتب الثدييات في عالم الحيوان) والبقر.

وأضافت أن مهارة تمييز الناس ربما تكون قد تطورت لدى الخيول لمساعدتها في معرفة من تستطيع الوثوق بهم تحديدا.

واستطردت مكومب أن الخيل صنف من الكائنات الحية التي لديها الكثير من التفاعلات مع البشر مثلها في ذلك مثل الكلاب المنزلية.

وتشير نتائج الدراسة أيضا إلى أن الجانب الأيسر من المخ هو الذي يتحكم في هذه المهارة لأن الخيل أفضل بكثير في أداء المهام عندما يكون الشخص واقفا على يمينها.

وأضافت الدكتورة بروبس أن هذه النتائج هي الأولى التي توضح أن حاسة التمييز في الحيوانات يمكن أن تمتد إلى الأفراد من أجناس بعيدة جدا.

المصدر : تلغراف