التنوع البيئي مهدد بإندونيسيا

حدائق في مدينة ديبوك
التنوع النباتي أبرز المعالم البيئية في إندونيسيا (الجزيرة نت)
محمود العدم- جاكرتا
 
حذر علماء البيولوجيا في المعهد الإندونيسي للعلوم من الأخطار التي تهدد التنوع البيئي في إندونيسيا, ودعوا الحكومة والمواطنين إلى مزيد من الوعي للمحافظة على فصائل الحيوانات والحشرات والنباتات النادرة التي تتميز بها جزر الأرخبيل الإندونيسي.
 
وناشد العلماء خلال مؤتمر أقيم في مدينة بوغور في جاوا الغربية بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيئي السلطات المعنية  بذل مزيد من الجهود في عمليات إحصاء وتصنيف الكائنات الحية.
 
وسجل المعهد نحو 38 ألف فصيلة نادرة من الكائنات الحية, أكثر من نصفها خاص بإندونيسيا وهو ما يضعها في المرتبة الخامسة عالميا من حيث التنوع البيئي.
 
وأوضح المشاركون في المؤتمر أن التناقص المتزايد في مساحة الغابات في البلاد نتيجة عمليات القطع غير المشروعة للأشجار, إضافة إلى تزايد عدد السكان بشكل متسارع هما من أكثر الأخطار التي تهدد هذا التنوع.
 
وانتقد عدد من المشاركين في المؤتمر تساهل السلطات في الحفاظ على البيئة وتنوعها, وغض الطرف عن التجارة غير المشروعة بالحيوانات والنباتات النادرة, وعمليات مصادرة الغابات لصالح مشاريع التنقيب وإنشاء المناجم.
 
مخاطر
الدكتور حميم سوترسنو (الجزيرة نت)
الدكتور حميم سوترسنو (الجزيرة نت)
ونبه أستاذ البيولوجيا في جامعة الزراعة في مدينة بوغور الدكتور حميم سوترسنو إلى أن أهم الممارسات الخاطئة التي تؤثر على التنوع البيئي  وتؤدي إلى انقراض الكائنات الحية, تغيير المحاصيل الأساسية للغابات إلى محاصيل أخرى بهدف الكسب المادي.
 
واستشهد  بشيوع محاصيل شجر جوز الهند على حساب الغابات الأصلية وقال للجزيرة نت "من أجل عمل حقل واحد لشجر جوز الهند لابد من القضاء على النباتات الأصلية في مساحة قدرها خمسة آلاف دونم على الأقل, مما يؤدي إلى انقراض الحيوانات والنباتات النادرة في تلك المساحة".
 
وأضاف أن التغيرات المناخية الناجمة عن فعل الإنسان تعتبر من أهم الأخطار التي تهدد التنوع البيئي في البلاد, مما يؤدي إلى آثار سلبية على الإنسان, بسبب فقدان كائنات حية لها علاقة بالتوازن البيئي مثل الضفادع وبعض الطيور التي لها دور في القضاء على بعض الآفات الزراعة.
 
إهمال التصنيف
أحد أنواع الطيور النادرة المهددة بالانقراض
أحد أنواع الطيور النادرة المهددة بالانقراض

وكانت وزارة البيئة قد أشارت في تقرير لها مطلع العام الحالي إلى أن أكثر من نصف الكائنات الحية التي تعيش في إندونيسيا تفتقر إلى عمليات التصنيف, "وهو ما يعرضها إلى عمليات تدمير لم يسبق لها مثيل" بحسب التقرير.

 
وأشار التقرير إلى أن جزر الأرخبيل الإندونيسي تحوي نحو 515 نوعا من الثديات وهو ما يعادل 12% من أنواع الثديات في العالم وتأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد البرازيل, كما تحتوي على 1531 نوعا من الطيور.
 
كما تعتبر إندونيسيا موطنا لنحو 270 نوعا من الزواحف والبرمائيات أي ما نسبته 15% من الأنواع الموجودة في الكرة الأرضية, وتحتوي على نحو 32 ألف نوع من النباتات الوعائية, إضافة إلى 37% من أنواع الأسماك في العالم.
 
ورغم هذا التنوع البيئي الهائل فإن مسؤولين في الحكومة حذروا من أن البلاد تفقد كل يوم نوعا نادرا من الكائنات الحية التي تعيش فيها.
المصدر : الجزيرة