الأميركيون لا يحمون أطفالهم من ألعاب الفيديو العنيفة

AFP -Visitors to the world video game convention play a game on July 5, 2008 at the Palais des Omnisports Paris-Bercy in Paris. Since 2003, French outfit Games Services organises the world video game cup, one of three large
 
ألعاب الفيديو العنيفة قد تشحن نفوس الأطفال بالعدوانية (الفرنسية-أرشيف)

مازن النجار

 
وجه المعهد الوطني الأميركي لوسائط الإعلام والأسرة لوما شديدا للأسر الأميركية التي اتضح أنها لا تهتم كثيرا لنوعية ألعاب الفيديو التي يستخدمها أطفالها مع أن العنف هو السمة الطاغية على أغلبها.
 
المعهد -وهو مؤسسة رقابية أهلية- ركز اهتمامه في تقريره السنوي الذي أصدره الثلاثاء الماضي على دور الآباء والأمهات فيما يتعلق بمراقبة محتوى تلك الألعاب. وكانت المفاجأة أن التقييم جاء سلبيا حيث وصف ذلك الدور بأنه "غير كامل", في حين أنه منح في المقابل صناعة ألعاب الفيديو علامة "مُرضٍ".
 
يقول تقرير المؤسسة إن الآباء والأمهات لا يلقون بالا إلى تصنيفات "إي أس أر بي" (ESRB) التي تصدر حول مختلف ألعاب الفيديو ومدى صلاحيتها للأطفال، ولا يستخدمون الرقابة الأبوية بالقدر المطلوب لترشيد استخدام أطفالهم لتلك الألعاب.
 
رقابة لازمة
يطرح التقرير السنوي سؤالا بسيطا وحاسماً في نفس الوقت: هل يبذل الآباء والأمهات جهودا كافية لحماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة؟ الجواب على أي حال معقد بعض الشيء.
 
ولأن ألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف باتت هي السائدة، قام المشرعون بفعل كل ما في وسعهم لإقرار تشريعات وأنظمة صارمة لمساعدة الآباء والأمهات الذين يخشون على أبنائهم من الألعاب العنيفة.
 
ومن الناحية العملية، لا يمكن مراقبة أي طفل لمدة 24 ساعة يوميا، وفي نهاية المطاف سوف تصل إلى يديه بعض تلك الألعاب العنيفة.

 
مسؤولية جسيمة
لقد جاء الوقت الأمثل للآباء والأمهات لأن ينتبهوا للأمر وأن يفهموا أن موقفهم من ألعاب الفيديو العنيفة يؤثر على أطفالهم.
 
وعموما تعتبر ألعاب الفيديو جيدة لنمو وتطور الطفل ولا ينبغي شطبها أو استبعادها تماما. ما هو سيئ في الواقع هو منحهم بصورة عشوائية كل ألعاب الفيديو التي يطلبونها، دون الحصول على أي معلومات أو خلفيات عن موضوع اللعبة.
 
معايير تصنيف الألعاب المعروفة بـ"إي أس أر بي" (ESRB) هي أكثر تعقيدا من تصنيف الأفلام وينبغي أن تقرأ قراءة شاملة، لفهم ما إذا كانت تلك اللعبة بعينها تناسب شخصية طفلنا أو طفلتنا أم لا. ينبغي قراءة ملخص اللعبة وكأنك تقرأ موجزا لفيلم، ولا تكتفِ كأب أو أم بأخذ ما يقوله الأطفال حول تلك اللعبة.
 
ينبغي أن يكون الآباء والأمهات أكثر اهتماما وانخراطا وتحملا لمسؤولية تعليم أطفالهم بشكل عام وأن لا يقل ذلك عندما يتعلق الأمر بمسألة مراجعة ومراقبة ألعاب الفيديو، بل ينبغي العكس تماما.
المصدر : الجزيرة